+ A
A -
«إلى مَن لم أضمّهم قبل أن يضمّهم الثرى... قليل عليهم أن أعاقب نفسي بالبكاء إلى أن نلتقي».
..كلّما ناداها رَجُلُها: «صغيرتي»
موعد مع الدموع
سَأَلَتْهُ في ثورة يأسٍ بصوتٍ لاهثٍ وأنفاس متقطِّعةٍ:
- «وعادل! ماذا أقول له؟ وبأيّ عينين أنظر إليه؟».
صَمتَ قليلا، رَمَقَها بنظرة مُطَوَّلَةٍ تُعْلِنُ تضامُنَه معها، واجتهد في إخفاء مشاعره الحقيقية. انتصبَ واقفا ما أن عَبَرَتْها رعشة باردة دَفَعَتْها إلى الانتفاض كعصفور جريحٍ. تَرَكَ المكتبَ، استدارَ، تقدَّمَ إليها خطوتين، ربتَ على كتفها بحنانٍ في موقفٍ خانتْهُ فيه الكلماتُ. ما أن شَعرَتْ بحرارةِ أصابعه تتسلل إليها حتى استجابتْ لنداء البركان المشتعل بين ضلوعها، وفرّتِ العبراتُ من عينيها.
جذبَ الكرسيَ المقابل لها، جلسَ، نظر إليها وجها لوجهٍ، دَفَنَتْ رأسَها بين كفَّيْها، سقطتِ الدُّموعُ تباعا وكأنها تخرجُ من نافورة. انتظر قليلا وكأنه لم يَجِدِ الْمَدْخَلَ الذي يدخلُ منه إليها، فَكَّرَ في أن الدموعَ ستُخَفِّفُ إلى حَدٍّ ما مِن تعب الروح، وحين أَمْهَلَتْها الدموعُ أزاح بيديه عن وجهها ستارَ الشعر الحريري الملمس، أَمْسَكَ بكَفَّيْها المتصلِّبتين كالصقيع، رَتَّبَ فوضى دموعها، ورَفعَ رأسها لِتَنْظُرَ إليه. وافقتْه في كُلِّ حركةٍ بعد أن تمكنَ منها الانهيارُ.
لَمَعَتْ عيناها في عينيه. بَدَتْ عيناها ذابلتين أكثر مما تصور. لأول مرة في حياته يَكْبُرُ العالمُ، وتصغرُ عيناها الواسعتان، وكأنَّ زُرْقَتَهما تَواطَأَتْ مع الشحوب.
حاولتْ عيناه التَّمَلُّصَ من ملاحقة عينيها الباحثتين عن معنى لوجودها. أَوْقَعَهُ التملصُ في مَزيدٍ من الارتباك. دَفَعَها ارتباكُه إلى مطاردة عينيه أكثر فأكثر بحثاً عن وميض، لكنها لَمَحَتْ في وجهه خيبةَ أملٍ ثقيلةً فَشلَ في بعثرة حُروفها. للتَّوّ استأنفَتْ هِي موعدَها مع الدموع.
استدارَ إلى مكتبه مُتْعَبَ الخطوات، انحنى قليلا لِيُرَتِّبَ بيدين مرتعشتين بعضَ الأوراق قبل أن يطوي الظَّرْفَ الذي احتواها. خَطَا خطوةً إلى المشجب المشدود إلى خزانة وُضِعَتْ بمحاذاة النافذةِ العريضة الْمُطِلَّةِ على شرفةٍ تنفتح على الشاطئ. خلع قميصَه الأبيضَ، عَلَّقه على المشجب بعضلاتٍ منقبضةٍ دون أن ينتبهَ إلى سقوطه أرضا. اِسْتَرَقَ النظرَ إلى المرأة الماثلة قُبَالَتَهُ، فطعنَتْه روحُها الْمَيِّتَة. أَصابَهُ منظرُها بالإحباط، واختلَطَ عنده إحساس الخيبةِ بمشاعر الشفقةِ.
خَذَلَتْهُ عيناه. سِرْبُ دُموعٍ تَلَأْلَأَ في عينيه زاحفاً وأوشك أن يُفارِقَ جفنيه المحترقين. لاذَ بالفِرارِ إلى الشرفة، فتحَ بابَها فإذا برائحةِ البحرِ في عشية شتاءٍ باردٍ تَعْبُرُ أَنْفَه، وإذا بموجةِ بردٍ تتسللُ إلى المكتب لِتَزِيدَ الْمَشهدَ بُرودا.
بحركةٍ ثقيلةٍ مسحَ عينيه، وعاد أدراجه إلى الداخل بعد أن أَحْكَمَ إِغْلاقَ بابِ الشرفة. سَحَبَ الكرسي المخصصَ له مِن خَلْف المكتب، تناولَ منه معطفَه القصير، ارتداه بصعوبة، اِسْتَرَقَ النظرَ مجددا إلى المرأة المتعَبَةِ المتهالكةِ، تَمَزَّقَ قَلْبُه لرؤيتها فَفَكَّرَ في ابنه مباشرة.
اِمْتَعَضَ من التفكير في اللحظة. بخطواتٍ متثاقلةٍ تَقَدَّمَ إلى المرأة، رَفعَ رأسَها، أزاح ستارَ الشَّعرِ الحريري الملمس عن وجهها، دَفَعَها إلى النهوض، رَقَّ قَلْبُه لضعفها وهي ترتجف بين يديه، جَذَبَها إليه، ضَمَّها بقوة. رَشَقَتْها حرارةُ دِفْئِه بذكرى الأَبِ الغائب، انتفضتْ بين ذراعيه كطفلة خائفة. عادت بذاكرتها إلى رحاب باريس حيث أَنْفَقَتْ أسبوعا في التَّسَوُّق مع عادل، وحملتْ من هناك ما اشْتَهَتْه العينُ والقلبُ من ألعاب ودُمى وأفرشة صغيرة. بِلَمْسَةٍ أبوية حنونة قَبَّلَ رأسَها، فَصَحَتْ على وقع قُبْلَتِه الدافئة التي أعادتْها إلى صخرة الواقع ووطأة الحقيقة. بِلَمْسَةٍ أخرى تنقصها الثقةُ ربتَ على كتفها في دعوة منه لها إلى مُغادرة المكتب. رمقَتْه بنظرة حائرة مُطَوَّلة مستفسرة، ابتلعَ ريقَه بصعوبة، واحتبسَ الدَّمُ في شفتيه قبل أن ينبسَ بكلماتٍ متقطعة عارية من الحرارة إلا ما اصْطَنَعَه منها وقبل أن يَصْفقَ بابَ الرجاء الذي قَرَأَهُ في وجهها:
- «سَأُخْبِرُه بطريقتي».
واخْتَلَسَ بعضَ الأنفاس لِيُضِيفَ متحسِّراً:
- «لَمْ أُعَوِّدْهُ على مواجهة المواقف الصعبة».
متهالكةً أَشَدّ ما يَكُون التهالكُ تَقَدَّمَتِ المرأةُ المبعثرة الروح، وتَقَدَّمَ هو مُتَأَبِّطاً ذراعها مُشَتَّتَ الأفكار. قَبْلَ أن يَفْتَحَ هو البابَ إذا به يَسْمَعُ طرقاتٍ خجولةٍ، ثم يَفْتَحُ البابَ مَنْ كان يَحْسبُ حسابَه في هذه اللحظات.
- «عادل!»
تراءى له بَهِيَّ الطَّلعةِ مُشْرِقَ الوجهِ، لكن قَبْلَ أن تتواعَدَ العيونُ على اللقاء إذا بابتسامةِ وجهه تنطفئ ما أن سَقَطَتِ المرأةُ الشابَّةُ مُغْمى عليها.
استغربَ عادل لَمَّا وَجَدَ الرَّجُلَ الْمُقْبِلَ على الستين يتعامل مع الموقف بمُرونَةٍ، ويجتذب المرأةَ إلى الْمَقْعَدِ دُونَ أن يُبْدِيَ كبير تَأَثُّرٍ واندهاشٍ لسقوطها.
قطبَ الشابُّ الوسيمُ حاجبيه مستعْجِباً، لَكِنَّ الرَّجُلَ لَمْ يُمْهِلْه وَقْتاً للشرح، فما كان منه إلا أن ضَرَبَ على ظهر الشاب بِحَزْمِ مَنْ يُدَرِّبُهُ على التَّأَقْلُم مع موقف صعب قَبْلَ أن يَتَحَرَّكَ إلى المكتب ليتناول الظرفَ ويَضَعَ نتيجةَ الكشفِ بين يديه.
ما أن مسح الشابُّ الورقةَ بعينيه حتى تَدَفَّقَ الدمُ إلى عينيه يَلِيهِ شُحوب جَاثِم أَطْبَقَ على وجهه. ارتمى في حضن أقرب مَقْعَدٍ إليه، واستسلَمَ في صمتٍ لِوابِلٍ مِن الدموع دُونَ أنْ يَهْتَزَّ له جفن.
NINA RICCI
قَبْلَ أن تحكمَ قَبْضَتَها على فكرة هاربة، سمعتْ وَقْعَ طَرْقٍ خفيف على الباب. تَأَفَّفَتْ لَمَّا شَوَّشَ الطَّرْقُ على ذهنها. التفتتْ إلى السرير فوجدتْ صاحِبَه قد نامَ. لَنْ تُعَوِّلَ عليه في أن يُباشِرَ عنها المهمَّةَ. أزاحتْ كومةَ الأوراق فوق المكتب عن طريقها. تراجَعَتْ بالكرسي إلى الوراء، وحاولَتِ الوقوفَ متشنجةَ العضلاتِ. ما أن تَقَدَّمَتْ خطوةً إلى الأمام حتى تَعَثَّرَتْ في أسلاك لوحةِ المفاتيح، ثم سُرْعان ما انطفأَ الكمبيوتر. تَذَكَّرَتْ أَنَّها لَمْ تَضْغَطْ على زِرِّ التَّحْفيظ، فانفجرتْ ساخِطَةً لأنها كانتْ تَكْتُب بشكل مُبَاشِر، ولا تَمْلِكُ مسودّةً لِتُعِيدَ كتابةَ ما ضاعَ مِن القصيدةِ بَعْدَ أن اسْتَقَرَّ بها الإلهامُ عِنْدَ عَتَبَةِ الكمبيوتر.
تقافزَتْ علاماتُ التعجُّب على صفحةِ وجهها أوَّل ما فَتَحَتِ البابَ. يا للغرابة! إنها تَذْكُرُ جَيِّداً أنها سمعَتْ للتَّوّ طَرْقاً خَجُولاً مِلْحاحاً. وها هي لا تَجِدُ أحداً في انتظارها بعد أن فتحَتِ البابَ. أطَلَّتْ ذات اليمين وذات الشمال، ثم زفرَتْ ناقمةً كعادتها متسائلة مَنْ يَكُونُ هذا الوقحُ الذي أفسَدَ عليها خلوةَ الكتابةِ وتسبَّبَ في فوضى أفكارها.
بلغ بها الامتعاضُ مَبْلَغه، وما كادَتْ تُغْلِقُ البابَ بعصبية وحنْقٍ حتى انتبهَتْ إلى العُلْبَةِ البلاستيكية الملفوفةِ بعنايةٍ. تملَّكَتْها الدهشةُ، وأخذَتْ علاماتُ التعجُّبِ تتراقص أمام عينيها الناعستين. مَسَحَتِ المكانَ بعينيها دُون أن تعثرَ على أثر إنسي. فَكَّرَتْ في أن يَكون ذلك الشيءُ قد وَصَلَها خَطَأً، لكن سرعان ما انتبهَتْ إلى أن الشقَّةَ الوحيدة المجاورة مَهْجورة منذ زمن.
اِنْحَنَتْ، حَمَلَتِ العُلبةَ بين يديها بكل رفق، دَخَلَتْ، دَفَعَتِ البابَ بقدمها. عادتْ إلى غرفة النوم. اِسْتَرَقَتِ النظرَ إلى زوجها فوَجَدَتْه يتقلَّبُ على جانبيه فوق السرير وكأنَّ به أَرَقاً. تَقَدَّمَتْ في خطواتٍ حَذِرة إلى مكتبها وكلّها حِرْص على عدم إيقاظه. اِسْتَنَدَتْ إلى الكرسي، وَضَعَتِ العلبةَ برفقٍ فوق المكتب.
لامسَتِ الغلافَ البلاستيكي حريصة على استخدام أناملها فقط في فَتْحِه حتى لا تُثِيرَ صخبا وضوضاء. أزاحَتِ الغلافَ البلاستيكي بلهفةِ طفلةٍ، وسرعان ما أذهلَتْها المفاجأةُ لما اكتشَفَتْ علبةً أنيقةً تَفُوحُ منها رائحةُ أَحَبّ العُطور إليها: NINA RICCI.
قَبْلَ أن تَفْتَحَ العلبةَ وتستخرج قارورةَ العِطْرِ الآسرِ انتبهَتْ إلى بطاقةٍ صغيرةٍ مُرْفَقة. تَلَقَّفَتِ البطاقةَ، فلمَحَتْ فيها توقيعا تَعْرِفُه تَتَقَدَّمُه كلمات قليلة:
«كُلّ عامٍ وأنتِ قصيدتي».
حَمَلَتْها المفاجأةُ إلى سماءِ الفَرْحةِ، فإذا بها تَرْقُصُ نَشْوَةً كفَراشةٍ مُحَلِّقَةٍ لَمَّا تَذَكَّرَتْ أنَّ اليومَ عيدُ ميلادها.
ضَمَّتِ البطاقةَ إلى صدرها بِحُبٍّ، ثم وَضَعَتْها على جانب من المكتب. رَشَّتْ بِضْعَ رَشَّاتٍ مِن قارورة العِطر. رَمَقَتِ الرَّجُلَ النَّائِمَ على السرير بِنَظَرَاتِ مَنْ يُدَبِّرُ مَكيدَةً. مَدَّتْ يَدَها إلى وسادتها، رَفَعَتْها في مَكْرٍ، وانهالَتْ على ظهر الرَّجُلِ ضَرْباً بِلُطْفٍ. لَمْ يُحَرِّكْ ساكِناً، لكنَّه فَشلَ في إخفاءِ ابتسامةٍ مُراوِغَةٍ. فَتَحَ عينيه بِلُؤْمٍ مُصْطَنَعٍ، فَوَجَدَها تَتَفَحَّصُ قَسَماتِ وجهه باسِمةَ العينين ولسان حالها يقولُ:
«كُلّ عام وَأَنْتَ مُلهِمِي».
قَبْلَ أنْ تَعيشَ اللحظةَ إلى آخرها هَرَعَتْ إلى الكمبيوتر كَمَنْ تَذَكَّرَ فَرْضاً لا يَحْتَمِلُ تَأْجيلا، فَتَحَتْهُ بِأَسْرَع ما يَكُون، وَجَلَسَتْ تَكْتُبُ مِلْء البَشاشَةِ بَعْدَ أَنْ حَضَرَ النَّصُّ الغائِبُ.
شيء من الماضي
لاَ أُصَدِّقُ!
لا أُصَدِّقُ أَنَّكَ عُدْتَ بَعْدَ كُلِّ هذه السِّنين لِتُطارِدَني مُجَدَّداً. تَعُودُ بَعْدَ كل هذه السنين لِتُهَدِّدَني بِمَا لَمْ أحسبْ حسابَه.
بالأمْس كُنْتَ تطاردني لِتَبْلُغَ وِصالي وتتباهى بين أقرانك الوَقِحِين الذين لم يحظوا بِحُبِّ امرأةٍ ولَمْ يعرفوا يوما معنى الحُبّ. واليوم تطاردني لِتُحيي ما كانَ بَعْدَ أن قَتَلْتَه.
امرأة عاشقة كُنْتُ بالأمس! والمرأةُ حين تَعْشقُ تتحول إلى طفلة، تستقبلُ الحياةَ بعيون طفلة، وتَكْتُبُ لِمَنْ تُحِبُّ ببراءةِ طفلةٍ.
نَسِيتُ أنا كُلَّ ما كَتَبْتُه لَكَ بالأمس، لكنني لَمْ أَنْسَ أبدا أنَّني كَتَبْتُ لَكَ كثيرا، أكثر مما قد يتصَوَّرُه عاقِل.
هل قُلْتُ: عاقل؟! صحيح، فالأسوياء سُرْعان ما يتحولون إلى مجانين ما أنْ يَقْتَرِفُوا ذَنْباً عظيما كالحُبّ.
لَمْ أنتبِهْ يوماً إلى تلك الحَماقات التي ارْتَكَبْتُها مُطَوَّلاً وأَنَا أَكْتُبُ لك. واليوم ها أَنْتَ تَعُودُ مُحَمَّلاً بِرَسائلي القديمة لِتُجْبِرَني على الانْصِياع لَكَ.
لا أُصَدِّقُ أَنَّكَ تُخاطِرُ كُلَّ هذه الْمُخاطَرَةِ فقط لِتُحيي مشاعر تَلَبَّدَتْ وتَبَلَّدَتْ!
أَلَنْ تُقْلِعَ عن عادتك السيئة تلك؟!
اُنْظُرْ كيف تَتَجَرَّأُ وتُساوِمُني وتُشْهِرُ رسائلي القديمةَ في وجهي!
بِأَيِّ مَنْطِقٍ تُريدُني أنْ أُصَدِّقَ أنَّكَ تَذَكَّرْتَ فَوْراً أنك تكنُّ لي كُلَّ هذه المشاعر الرقيقة المرْهَفة وأنك قَرَّرْتَ من لحظتها أن تَبْحَثَ عني؟!
كَأنَّكَ لَمْ تَكتشفْ قَدْرَ ما تكنّه لي إلا بَعْدَ أن لَمَحْتَ وجهي في نشرات الأخبار المتلفَزة وأنا أَتَسَلَّمُ براءةَ الاختراع مِمَّنْ لم يهمّك يوماً أنْ تَعْرِفَ مدى رغبتي في الوصول إليهم والْمُثول بين أيديهم مُبْتَسِمَةً ابتسامةَ الانتصار.
الآن بعد أن أَصْبَحْتُ شيئاً آخر تُريدُ أنْ تَتَسَلَّلَ إلى حياتي كَجُرْذٍ قَذِرٍ، ولا يهمّك أن تشتعلَ رسائلك اشتعالَ فضيحةٍ، ولا يهمّك أن يَرِدَ اسمُك بين ثنايا الرسالة، فَأَنْتَ كَعُودِ الثِّقَابِ، كَأُصْبُع سيجارةٍ يَحْرِقُ الشِّفاهَ ولا يَدْري أنَّه يحترقُ قَبْلَ الشفاه.
أَكْتُبُ لكَ مِلْء المرارةِ للمرة الأخيرة، ولا أَصَدِّقُ أنَّكَ تَكْتُبُ لِتُشَوِّشَ عَلَيَّ بَعْدَ أن لَمَحْتَ خاتماً ماسياً في أُصْبُعي وكأنَّ كُلَّ ما يهمّك هو أنْ تصلَ رسائلي القديمة إلى من أَلْبَسَني الخاتمَ حتى تَفْرَحَ أَنْتَ بِتَخَلِّيهِ عني!
قد أَخْسَرُ أنا، لكنَّكَ لن تربحَ شيئاً يقيناً.
كُنْ رَجُلاً مَرَّةً واحدةً في حياتك واتَّخِذْ قَراراً صائِباً واعْرِفْ ما تُرِيدُ. فالخاتمُ أنا من أَلْبَسْتُه لِأُصْبُعي، ولا وُجود لِرَجُلٍ في حياتي حَتَّى تُساوِمَه. ولْتَحْتَرِقْ أَنْتَ وَالرَّسائِل.
بَعْدَ أنْ طَوَيْتُ صَفْحَتَكَ أَسْقَطْتُ الرَّجُلَ مِن حِساباتي.
من مجموعة قصصية بعنوان: «كُلَّما ناداها رَجُلُها: صغيرتي»
copy short url   نسخ
30/07/2016
3325