+ A
A -
عقب محطاته الناجحة في كل من المقر الرئاسي في مالطا ومقر اليونيسكو في العاصمة الفرنسية باريس، وصل «المجلس– حوار الثقافات» المعرض الثقافي المتنقل الذي يضم مقتنيات فريدة من متحف الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني ويعرض مجموعة مميزة من القطع الفينة والأثرية التي تعكس تفاعل الثقافات تاريخياً، وتشجّع على الحوار في الحاضر- إلى محطته الثالثة في «معهد العالم العربي» في باريس، وحيث بدأ باستقبال الجمهور من 8 يناير 2019 لغاية 10 مارس 2019، حيث سيعرض لهم مقتنيات مختارة بعناية، تعكس خصائص الثقافات المختلفة وتمنحهم فهماً أفضل لمزايا الشعوب والبلاد الأخرى، بالإضافة إلى إثراء تجربتهم من خلال حلقات النقاش المفتوحة.
يقدّم المعرض الذي سيُقام في «معهد العالم العربي» ميزة جديدة تتمثل بمعروضات فنية معاصرة من مجموعة الفنية للمعهد. فبينما تقف التحف القديمة شاهداً تاريخياً على التمازج الثقافي، تؤكّد المجموعة الفنيّة المعاصرة استمرارية الحوار بين الثقافات عبر الحقب الزمنية المتعاقبة، على الرغم من النزاعات التي برزت خلال العقود الماضية.
يعتبر «معهد العالم العربي» المكان المثالي لهذا المعرض، لكونه قد أُنشئ من أجل خلق روابط ثقافية قوية بين العالم العربي وفرنسا وأوروبا عبر الحوار الحضاري البناء، ومن أجل أن يشكّل فضاءً مثالياً لتطوير المشاريع الثقافية بالتعاون مع المؤسسات، والمبدعين والمفكرين من العالم العربي، وصولاً إلى المساهمة الفاعلة والمؤثرة في المشهد الثقافي العالمي، بالإضافة إلى تعريف الجيل الجديد على الأنماط الفنية والثقافية المميزة لدولة قطر، والتركيز على إتاحة زيارة المعرض لطلاب المدارس الجامعات.
تعليقاً على هذه المناسبة، قال الشيخ فيصل بن قاسم الثاني: «قمنا بإطلاق معرض المجلس- حوار الثقافات المتنقل بهدف نشر رسالة السلام، الازدهار والتفاهم المتبادل بين الحضارات، وذلك استناداً إلى إيماننا الراسخ بضرورة التعايش المشترك في أجواء يسودها الإخاء والتسامح. ونحن نسعى من خلال هذا المعرض، إلى التركيز على القواسم المشتركة التي تجمع الشعوب والمجموعات الإنسانية على اختلاف معتقداتها وثقافاتها، الأمر الذي سيبرز جلياً من خلال المقتنيات الأثرية والتحف الفنية التي اخترناها بعناية لعرضها في معهد العالم العربي. كما سيسهم هذا المعرض في المحافظة على حيوية التاريخ، الثقافة والتقاليد ونقلها إلى الأجيال القادمة ليتعلموا ويستفيدوا منها، فضلاً عن المساعدة في تعزيز الحوار الثقافي في مختلف البلدان التي سنزورها».
من جانبها، قالت الدكتورة آنا باوليني، مديرة مكتب اليونيسكو في الدوحة:
«لقد برهنت العروض السابقة التي قدمها المجلس- حوار الثقافات في مالطا ومقر اليونيسكو في باريس، على أهمية الفن والثقافة في تحقيق السلام والازدهار على مستوى العالم، وهو هدفنا الأساسي الذي نسعى إلى تحقيقه من خلال المتاحف. لقد مكنتنا مساهمتنا في هذه المبادرة الفريدة وشراكتنا مع متاحف الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني من وضع منهج استثنائي لاستكشاف تاريخ قطر الثري وعرضه في جميع أنحاء العالم. إن المعرض القادم الذي سيُقام في معهد العالم العربي سيقدّم تجربة رائعة لعشاق الفنون، وسيؤكد قدرتنا على الوصول إلى أكبر شريحة من الجمهور، وعرض الأعمال الفنية القطرية بالأسلوب الأمثل الذي يليق بها».
سيقوم معرض «المجلس- حوار الثقافات» بالتجوال في العديد من الدول الأوروبية عارضاً مجموعته من المقتنيات الفريدة التي تعكس التفاعل الحيوي بين الحضارات وتعزز الحوار البناء بين الثقافات المختلفة، من أجل ترسيخ روح التفاهم ونشر رسالة السلام والتسامح بين الشعوب.
إن تراث الشعوب المادي، الفكري والوثائقي- أعمالهم الفنية، الحرف اليدوية، الفنون والأغاني- هي من الأمور الجوهرية التي يتحتّم وجودها في أي حوار ثقافي وحضاري بين الأمم.
وتعكس القطع المعروضة أنواع المعرفة حول الأفكار والثقافات التي تنتجها الأمم، فهي تروي لنا قصصاً عن الظواهر الاجتماعية والدينية وكذلك العادات والتقاليد التي سادت في حياة الشعوب المختلفة.
copy short url   نسخ
23/01/2019
1431