+ A
A -
عواصم- الجزيرة نت- مثلت مواقف الرئيس ترامب من روسيا نقطة جدلية منذ أن برزت للعلن علاقته «الملتبسة» مع الكرملين عقب توليه منصبه في البيت الأبيض قبل عامين، فقد رصد الإعلام الأميركي مواقف مهادنة لترامب مع روسيا على الرغم من حالة العداء القائمة بين البلدين منذ سنوات الحرب الباردة.
وقد ظهرت هذه اللغة المهادنة في أكثر من مناسبة، ولكن أوضحها كان في قمة هلسنكي التي قال فيها ترامب: إنه يصدق الرئيس الروسي عندما يقول إن بلاده لم تتدخل في الانتخابات الأميركية، وهو بذلك يخالف استنتاجات أجهزة الاستخبارات الأميركية التي أكدت جميعها أن روسيا تدخلت بالفعل في الانتخابات الرئاسية دون أن تحدد مدى وتأثير ذلك على نزاهة العملية الانتخابية.
وأجمعت التعليقات وافتتاحيات الصحف الأميركية على خروج بوتين منتصراً من القمة وفشل ترامب في فرض أي شروط على الرئيس الروسي، بل على خلاف ذلك فإنه أسدى هدية سخية لبوتين عندما حلله من مسؤولية التدخل في الانتخابات الأميركية.
وانشغلت هذه الصحف بالتساؤل عن السبب الذي منع ترامب من الدفاع عن أميركا واعتبرتها نيويورك تايمز مقاربة لا أخلاقية، وتذهب بعض التحليلات إلى أن السبب في هذه المواقف اللينة تجاه روسيا أن لدى بوتين ما يشين ترامب ويبتزه به.
ففرضية التدخل الروسي في الفوز المفاجئ لترامب على منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون ظلا قصة مستمرة في الإعلام الأميركي الذي يتابع بشك كبير كل صغيرة وكبيرة من تصريحات ترامب.
وجاءت تحقيقات مولر بشأن التدخل الروسي وما توصلت إليه حتى الآن من إدانة لبعض المقربين لترامب- ومنهم رئيس حملته السابق مانفورت ومحاميه الخاص مايكل كوهين- لتصب في اتجاه تأكيد الدور الروسي وربما التواطؤ ضد الولايات المتحدة.
وأبرز الإعلام الأميركي تفاصيل كثيرة عن الدور الروسي المفترض في تعزيز فرص فوز ترامب بطرق عدة، خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، وعلاقة ترامب والمقربين منه بروسيا التي رصدت في لقاءات عدة، أحدها في برج ترامب في نيويورك حضره ترامب الابن هدفه تشويه سمعة منافسة والده الذي طلب هو الآخر من الروس اختراق بريدها الإلكتروني.
أما في روسيا فإن النظرة مختلفة وربما يكون الرئيس ترامب هو الوحيد من بين أقرانه الأميركيين الذي يجد القبول وربما المديح في روسيا، حيث ينظر إلى مواقفه بإيجابية كبيرة.
وقد ظل الإعلام الروسي يمتدح ما سماها النجاحات الاقتصادية لترامب، فلا يمر يوم إلا وتجد مديحاً إعلامياً لترامب، وهو ما يمثل ظاهرة جديرة بالتوقف عندها، فقد ألمح الكاتب دميتري بافيرين في صحيفة فزغلياد الروسية إلى أن الرئيس الأميركي يحسب تصريحاته ويزن كلماته جيداً تجاه روسيا وزعيمها.
copy short url   نسخ
23/01/2019
1144