+ A
A -
إشادة عالمية واسعة كانت من نصيب الدعم الاقتصادي، الذي وجهته قطر، في أعقاب مشاركة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى في القمة الاقتصادية بلبنان، حيث أعلن سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني وزير الخارجية عن عزم قطر الاستثمار في سندات الحكومة اللبنانية دعماً للاقتصاد اللبناني، وشراء سندات قيمتها 500 مليون دولار، وهو ما يعد إنقاذاً حقيقياً وفعلياً من الشقيقة العربية قطر لشقيقها لبنان في مواجهة واحدة من كبرى المشاكل الاقتصادية العربية المستعصية، بعدما أدارت الدول العربية الأخرى، وبصفة خاصة دول الحصار الجائر ظهورها لبيروت، رافضة تقديم أي مساعدة.
من جانبها، قالت صحيفة وول ستريت جورنال العالمية، إن عضلات قطر الاقتصادية ستحمي الاقتصاد اللبناني المتهاوي من أزمة الديون الكبرى التي تلاحقه، والتي حذر منها صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومجموعة من المؤسسات المالية العالمية الأخرى، التي أكدت ضرورة إنعاش الاقتصاد اللبناني سريعاً، قبل أن يسقط طريح الفراش.
ولفتت الصحيفة إلى أن الدعم القطري أنقذ لبنان كذلك من ظاهرة «تنمر» السعودية عليها وعلى حكومتها، ومحاولات التضييق المستمرة على اقتصادها، بسبب رفضها للحصار الجائر المستمر منذ أقل من عامين على قطر وحتى الآن.
ووافقتها شبكة بلومبرغ في الرأي، حيث أكدت أن قبلة الحياة المالية القطرية ستنقذ الاقتصاد اللبناني من أسوأ كوابيسه، لافتة إلى النجاح الكبير الذي لاقته مشاركة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، في القمة التنموية العربية ولقائه مع الرئيس اللبناني ميشيل عون، والذي تأكدت فيه رغبة البلدين في دعم بعضيهما البعض اقتصادياً وسياسياً.
ونقلت الشبكة عن سعادة وزير الخارجية قوله: «قطر كانت دائماً ملتزمة بدعم الأشقاء اللبنانيين في ظل التحديات الجمة التي يواجهونها، وهذه الخطوة تأتي انطلاقاً من أواصر الأخوة العميقة التي تجمع بين البلدين الشقيقين، حيث يبقى التزام قطر تجاه الأشقاء العرب ثابتاً مهماً تغيرت الظروف».
وأضافت الشبكة: «بعد دعم لبنان أثبتت قطر أنها العمود الاقتصادي الحقيقي للدول العربية في أزماتها».
وفي إطار متصل، قالت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية، إن قطر تدخلت لدعم لبنان مالياً عبر شراء سندات بـ500 مليون دولار رغبة منها في حل واحدة من أكبر المشاكل الاقتصادية العربية، التي كانت بإمكانها أن تؤثر على المنطقة بأسرها، وتترك آثاراً سلبية على الاقتصاد العالمي كذلك.
ولفتت الصحيفة إلى أنه في بداية الحصار في 5 يونيو 2017 اعتقد البعض أن قطر ستحتاج للمساعدة لإنقاذ اقتصادها من مؤامرات دول الحصار الخليجي، ولكنها أثبتت صلابة ومرونة اقتصادها في وجه الأزمة، وأصبحت بالعكس تساعد الدول على تخطي أزماتها الاقتصادية الآن.
وفي إطار متصل، قالت صحيفة بيزنس تايمز العالمية، إن لبنان يعترف بالجميل القطري، بعدما ساعدت الثانية في اقتصاده، وكانت أبرز دولة عربية على مائدة قمة لبنان الاقتصادية، عقب رفض دول أخرى المشاركة على مستوى القمة، وإرسالها لتمثيل أقل مستوى أو عدم المشاركة أصلاً، هرباً من دعم للبنان في أزمتها.
وأضافت الصحيفة: «لبنان كان من أوائل الدول التي رفضت فرض الحصار على قطر، ويعترف بمكانة وأهمية الدعم القطري لها في أزمتها الآن».
ووافقها موقع ميدل إيست ىي البريطاني في الرأي، مشيراً إلى «شجاعة قطر الاقتصادية» تقف نداً بند في مواجهة الحصار الجائر عليها.
وقال الموقع: «قطر صاحبة الاقتصاد القوي ترفض الخضوع للضغوط السعودية الإماراتية وتقوم بمساندة لبنان رغم أزمتها».
ونقلت الشبكة عن حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى قوله على حساب سموه في تويتر: «سعدت بمشاركتي في القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية. كان قراري بالمشاركة طبيعياً من منطلق الحرص على العمل العربي المشترك، الذي بينت القمة الحاجة الماسة لتعزيزه، في وجه الأزمات والتحديات التي تواجهنا»، مضيفاً: «شكراً للبنان قيادة وشعباً على استضافتها».
وعلق الموقع بقوله: «قطر اكتسبت حليفاً قوياً آخر في صفها ضد الحصار، بعد مساعدتها للاقتصاد اللبناني».
ختاماً، قالت شبكة ناسداك الاقتصادية، إن الزيارة الأميرية أنعشت الآمال اللبنانية في النجاة من فخ الأزمة الاقتصادية، حيث ستكون المساعدات القطرية نقطة بداية لصفحة جديدة في الاقتصاد اللبناني الذي يعاني من عدة مشاكل في الفترة الأخيرة.
وقالت الشبكة: «قطر قدمت للبنان وحكومتها فرصة جديدة للوقوف على أقدامها وحل مشاكلها الاقتصادية والانطلاق للأمام».
copy short url   نسخ
23/01/2019
1192