+ A
A -
تسير عملية التطبيع بين الإمارات وإسرائيل بخطى متسارعة في الآونة الأخيرة، فعلى الرغم من عدم اعتراف حكومتيهما بشكل رسمي، يستمر التعاون الثنائي والتنسيق الدبلوماسي والاقتصادي والأمني والعسكري بينهما، بدرجة غير مسبوقة.
وذكر موقع «ميدل إيست آي» البريطاني أن طائرة خاصة من طراز (9H-VCL) قد أقلت مسؤولين إماراتيين وإسرائيليين رفيعي المستوى من مطار أبوظبي في دولة الإمارات العربية إلى مطار تل أبيب مباشرة عبر المجال الجوي السعودي ودون التوقف في الأردن كما هو معتاد.
وأضاف التقرير: إن المسؤولين الإسرائيليين كانوا في رحلة سرية لأبوظبي بغرض الإعداد لزيارة مفاجئة لوزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد إلى تل أبيب، وهي الزيارة التي ستشكل فصلاً جديداً في العلاقات الإماراتية الإسرائيلية المتنامية.
وأردف التقرير: إن تلك الخطوة تأتي بعد أخذ الضوء الأخضر من السعودية التي بدأت هي الأخرى في إظهار نيتها للتطبيع مع إسرائيل علناً، وتجهز للقاء قمة مرتقب في واشنطن بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
ولفت التقرير إلى تصريحات كمال الخطيب، رئيس لجنة الحريات المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا في الداخل الفلسطيني المحتل، بأن الطائرة حملت على متنها وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد آل نهيان، ومدير جهاز الاستخبارات الإماراتي طحنون بن زايد آل نهيان اللذين نزلا في فندق «ريتز راديسون» في هرتسليا قرب تل أبيب.
توطيد العلاقات
في وقت سابق من هذا الأسبوع، كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، خلال حفل تقاعد غادي إيزنكوت، رئيس أركان الجيش الإسرائيلي منذ عام 2015، أن رئيس الأركان المنتهية ولايته، قابل قادة القوات المسلحة للعديد من الجيوش العربية خلال سنوات عمله الأربع، كما تفاخر نتانياهو بتوطيد العلاقات مع كبار مسؤولي الاستخبارات والأمن في الإمارات والسعودية.
جاء ذلك في الوقت الذي أفادت فيه الأنباء عن زيارة زعيم حزب العمال الإسرائيلي آفي جاباي، لأبوظبي سراً في أوائل ديسمبر الماضي واجتماعه مع مسؤولين كبار هناك، كذلك سافرت وزيرة الرياضة والثقافة الإسرائيلية، ميري ريجيف إلى الإمارات في أكتوبر الماضي في بطولة الجودو التي سمح فيها للاعب إسرائيلي بالتنافس تحت علم إسرائيل وترديد نشيده لأول مرة في البلاد، فيما اُعتبرت أول زيارة رسمية لوزير إسرائيلي إلى الإمارات.
وكان موقع ويكيليكس قد كشف دور سفير الإمارات في أميركا، يوسف العتيبة، في الدفع بتطبيع العلاقات بين بلاده والكيان الإسرائيلي، ليس ذلك وحسب، بل أوضح الموقع أن الإمارات أصبحت قاطرة تحاول جذب العالم العربي للسير في الطريق الذي رسمته إسرائيل للمنطقة، ولفتت الوثائق إلى استقبال فريق الجودو الإسرائيلي في عام 2010، بالتزامن مع اغتيال القيادي في حركة حماس، محمود المبحوح في دبي بالتعاون مع الموساد.
وأيضاً كشفت الوثائق عن تعاون أبوظبي مع شركة «إيه جي تي» الأمنية الإسرائيلية لتأمين مرافق النفط والغاز وإقامة شبكة مراقبة مدنية في أبوظبي.
ومن بين دول الخليج، أصبحت المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين الأكثر انفتاحاً في علاقاتها مع إسرائيل على المستوى الرسمي، وعلى الرغم من العلاقات الرسمية الدافئة التي طورتها إسرائيل مع بعض دول الخليج العربية، لا يزال الرفض الشعبي حاسماً؛ إذ أشار استطلاع الرأي الذي أجراه معهد الدوحة للرأي لعام 2017-2018 إلى أن 90 % من العرب يعتقدون أن إسرائيل «تشكل تهديداً لأمن واستقرار المنطقة».ترجمة- أمنية الصناديلي
copy short url   نسخ
23/01/2019
1587