+ A
A -
في كتابه الجديد، «شقوق في الجدار» يقول بن هوايت إن السعى للوصول إلى حل الدولتين كحل للقضية الفلسطينية الذي بدا منذ نصف قرن (هكذا يقول الكاتب) كان في الحقيقة مبررا استغلته إسرائيل في القيام بضم واقعي للضفة الغربية، وفق ما ذكر موقع «ميدل إيست آي» المعني بالشأن السياسي في الشرق الأوسط.
قال «ميدل إيست آي»، إن هذا يعيد إلى الأذهان تصريحات وزير الخارجية البريطاني السابق وليم هيج عام 2012 التي أدلى بها في جلسة لمجلس العموم حول القضية الفلسطينية.
قال هيج «إذا لم يتحقق تقدم في المفاوضات خلال العام القادم، لن يكون تحقيق حل الدولتين ممكنا. وكان الرئيس الأميركي السابق باراك اوباما على وشك إطلاق مفاوضات بين الاسرائيليين والفلسطينيين لكنها سرعان ما تعثرت».
واليوم لا يزال رئيس الوزراء الاسرائيلي يمضي قدما في سياسته غير المشروعة لبناء المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة. واستخف الرئيس الأميركي ترامب بالقانون الدولي ونقل سفارة بلاده لدى إسرائيل إلى القدس المحتلة. وتبدو إسرائيل مصرة على هدم قرية خان الأحمر في الضفة الغربية، وهذا يعني أن تنبؤات هيج صدقت ويتعين علينا نسيان حل الدولتين الذي شكل أساس الجهود الدولية لتحقيق سلام دائم في الشرق الاوسط، لأنه أمر لن يتحقق في الواقع في ظل وجود أكثر من نصف مليون مستعمر يهودي في الضفة الغربية، وفي ظل الظروف الحالية التي، ربما ينقذها عمل وإرادة ضخمة دولية.
وقالت «ميدل إيست آي» إن الوضع في الضفة الغربية لن يستمر على هذا المنوال. فكل المستعمرات اليهودية في الأرض المحتلة غير مشروعة من وجهة نظر القانون الدولي.
ذلك أن معاهدة جنيف الرابعة تمنع قوة الاحتلال من نقل مواطنيها إلى الأرض المحتلة، لكن بسبب الاستيطان أصبحت الضفة الغربية من الناحية الورقية جزءا من إسرائيل وإن لم تصبح كذلك من الناحية القانونية.
وكما يقول الصحفي الاسرائيلي يوري مسجاف: إذا هبط غرباء من كوكب آخر في الضفة الغربية لن يصدقوا أنها ليست جزءا من إسرائيل. وكيف لا تكون كذلك واثنان من قضاة المحكمة العليا يعيشان فيها وعدد من الوزراء ورئيس الكنيست وعدد من أعضائه وعدد من كبار المسؤولين«.
وتمارس الشركات والمصانع الاسرائيلية نشاطها بلا أي قيود في الضفة الغربية، وتوجد بها جامعة ومدارس تشرف عليها وزارة التعليم الاسرائيلية.
وتوجد مؤسسات ثقافية تمارس نشاطها في المستوطنات وتمولها الحكومة الإسرائيلية. ويخضع الفلسطينيون في الضفة الغربية للقانون الاسرائيلي، والمقصود هنا قانون الجيش والمحاكم العسكرية والحكم الاستبدادي.
وبينما توفر إسرائيل كل سبل الحياة والرفاهية لمستوطنيها، نجدها تمزق أوصال الضفة الغربية بأكثر من 700 حاجز تعوق حركة الفلسطينيين وتستنزف الموارد الطبيعية وفى مقدمتها الماء لصالح مستوطنيها.
وفي عام 2007 نشرت صحيفة الفايننشيال تايمز البريطانية، خريطة توضح كيف تمزق إسرائيل الضفة الغربية التي كان يعيش فيها وقتها 2.5 مليون فلسطيني بالطرق الالتفافية والمستوطنات والسياجات والمناطق العسكرية بحيث باتوا يعيشون في عشرات من الجيوب المعزولة.
ورأى»ميدل إيست آي» أنه على إسرائيل أن تدرك جيدا أن وضع العقبات أمام قيام دولة فلسطينية سوف يقضي على الصورة التي تحاول رسمها لنفسها كدولة ديمقراطية وفق المعايير الغربية وكواحة للديمقراطية وسط دول تحكمها نظم غير ديمقراطية.
إن اتفاقية أوسلو التي تم توقيعها بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية كانت لها نتائج كارثية على الفلسطينيين، فقد تمكنت إسرائيل بمقتضى تلك الاتفاقية من تدمير عدد كبير من البيوت الفلسطينية في المنطقة C التي تضم معظم أراضي الضفة الغربية بزعم أنها غير قانونية بمقتضى الاتفاق. وتمنح إسرائيل تراخيص البناء للفلسطينيين في 2 % فقط من الطلبات المقدمة.
copy short url   نسخ
23/01/2019
2677