+ A
A -
ترجمة– ريم سالم
يعد متحف قطر الوطني الجديد لوحة فنية معمارية كبيرة، إذ إنه بسبب الحاجة الملحة إلى التطور العمراني تم اتخاذ قرار من قبل الهيئة القطرية للمتاحف بضرورة بناء متحف قطر الوطني الجديد، بتصميم عصري مستوحى من البيئة القطرية الصحراوية. ومن المتوقع أن يفتح متحف قطر الوطني الجديد أبوابه أمام الجمهور يوم 28 مارس 2019.
وتم تصميم المتحف من قبل عبقري العمارة الفرنسية جان نوفيل، حيث تم استلهام تصميم المتحف من شكل زهرة الصحراء، وهو عبارة عن تجمعات معدنية تعطي شكلا متبلورا يوحي أنها زهرة. وهذا التصميم يهدف لبلورة البيئة الصحراوية لقطر، وتم تصنيعه من الفولاذ بطريقة مذهلة.
ويوضح موقع أركيتكتشرال دايجست المعماري العالمي، أن نوفيل أراد في تصميمه للمتحف، أن تبدو الجدران الداخلية للمتحف وكأنها جدران طبيعية شكلتها الصخور عبر الزمن، وذلك لإبراز جمالية المتحف والوصول بالزائرين إلى عالم من الخيال العلمي، من خلال التشابك والتعقيد في جدرانه الأسمنتية الملونة باللون الذهبي الشبيه بلون رمال الصحراء، كما وضع واجهات زجاجية بينها لملء الفراغات الناجمة عن التشابك في السقوف والجدران، بالإضافة لدورها الكبير في نفاذ أشعة الشمس بكميات مناسبة وموجهة، بينما تكون الأقراص الأسمنتية المتدلية ظلالا تمنح البرودة في الهواء الطلق كما أنها تحمي المناطق الداخلية من الضوء والحرارة.
وبدوره تحدث المصمم المعماري جان نوفيل، عن التصميم المعماري للمتحف قائلاً: «إن لقطر علاقة ضاربة في عمق التاريخ مع الصحراء بنباتاتها وحيواناتها وبدوها وعاداتها. ولهذا بحثت عن معنى رمزي يعبر عن هذه العلاقة بجميع خيوطها المتناقضة، إلى أن تذكرت ظاهرة وردة الصحراء بأشكالها البلورية التي تشبه التفاصيل المعمارية الصغيرة.. تلك الوردة التي تخرج من الأرض وتتشكل بفعل اجتماع الرياح مع الماء والرمال. ومن هذه الوردة، استلهمت فكرة تصميم المتحف، بأقراصه المنحنية وتقاطعاته وزواياه».
ويعد تصميم المبنى بهذا الشكل تطبيقا لمفهوم المباني الخضراء في قطر، حيث يتم استخدام نظام زجاج عالي الجودة ونظام تحكّم فعّال بالضوء الاصطناعي والطبيعي لتوفير الطاقة، كما تم تصميم حدائق حول المبنى تناسب المناخ القطري، إذ تحتوي على أشجار النخيل والسدرة كما تم تصميمها على هيئة كثبان رملية، ومدرجات تصلح للجلوس عليها من قبل الزوار.
ويستطرد الموقع بقوله: «إنه يتفتح كوردة مزهرة في قلب الصحراء، فهو تحفة معمارية تزين منطقة الشرق الأوسط بأكملها وليس قطر فقط».
وحسب الموقع العالمي، يمثل المتحف الذاكرة الوطنية للدولة ويحفظ تاريخ قطر الجيولوجي. كما يعرض مجموعة من الآثار والتحف الإسلامية. إضافة إلى متحف بحري تظهر فيه ثروة قطر السمكية وبحيرة صغيرة تعرض فيها المراكب الخشبية التقليدية المصنوعة في قطر، كما يضم المتحف أعمالا فنية مبتكرة صممت خصيصا على يد فنانين قطريين ودوليين لعرضها بالمتحف، بالإضافة لمقتنيات نادرة وثمينة، ومواد وثائقية، وأنشطة للتعلم التفاعلي، حيث يروي فصول قصة الشعب القطري عبر التاريخ، مبحرًا في أعماق الماضي ليسلط الضوء على تراث دولة قطر وحكايات أهلها مع البحر والصحراء، مانحًا صوتًا للدولة التي تعبر من خلاله عن تراثها واستشرافها للمستقبل في آن واحد.
ويقبع في قلب المتحف الجديد القصر التاريخي للشيخ عبدالله بن جاسم آل ثاني ابن مؤسس دولة قطر الحديثة، وهو قصر قديم أعيد ترميمه، وكان يستخدم في السابق مسكنا للعائلة المالكة ومقرا للحكومة، ثم تحول لاحقا لمتحف قطر الوطني القديم، إلى جانب القصر.
وتبلغ مساحة المتحف الجديد حوالي 36 ألف متر مربع، ينقسم إلى ثلاث عشرة قاعة عرض دائمة بمساحة 8000 متر مربع ومؤقتة بمساحة 2000 متر مربع. أما باقي المساحة فهي عبارة عن مراكز خدمية أخرى مثل مركز مؤتمرات ومسارح وسينما لعرض التحف الفنية، وقد تم دمجه مع المتحف القديم بالتصميم للحفاظ على مدلوله التراثي والحضاري وسيؤدي وظيفته كمعرض لإلقاء نظرة على عراقة العمران القديم.
يذكر أن متحف قطر الوطني يقع في الجهة الشرقية لكورنيش الدوحة، وتمّ افتتاحه يوم 23 يونيو 1975 في قصر جرى ترميمه، وقد بناه الشيخ الراحل عبدالله بن جاسم آل ثاني، في بداية القرن العشرين، واستخدمه مقراً وقصراً للحاكم.
copy short url   نسخ
20/01/2019
4821