+ A
A -
في استجابة للوضع الإنساني وضمن مشروع رحلة العطاء نفذ فريق الإغاثة العاجلة الذي أوفده الهلال الأحمر القطري إلى لبنان، مشروع إغاثة عاجلة لضحايا العاصفة الثلجية في مخيمات اللاجئين السوريين في بلدة عرسال والبقاع اللبناني، بعد أن ضربت عواصف ثلجية متتالية تلك المناطق والتي هددت حياة آلاف من اللاجئين في ظل انقطاع سبل التدفئة اتقاء لقسوة البرد ومقومات الحياة الأساسية، والمعاناة التي تتضاعف في ظل استمرار الأمطار والثلوج التي غطت خيامهم وأفسدت حياتهم.
وصرح الدكتور محمد صلاح إبراهيم المدير التنفيذي لقطاع الإغاثة والتنمية الدولية بأن الهلال القطري خصص مشروع إغاثة عاجلة ضمن رحلة العطاء في مشروع الشتاء الدافئ، وتم إيفاد الفريق لتنفيذ المرحلة الأولى منه، ومن خلالها يتم توفير وقود التدفئة لمئات من الأسر شديدي الحاجة في ظل هذه الظروف الجوية التي لا يتحملها حال لجوئهم في خيامهم التي لا ترد عنهم البرد ولا المطر.
وما يمز استجابتنا في الهلال الأحمر القطري هو وجود فرق إغاثية جاهزة ومدربة من المتطوعين القطريين قادرين على الوصول والتنفيذ في وقت سريع، والوقوف على الوضع الإنساني هناك والتقييم المتخصص مما يساعد في تحسين الاستجابة وتوفير المساعدات، مضيفا أن هذه الاستجابة هي الأولى يتبعها تنفيذ إغاثات أخرى لسد ما نستهدفه من حاجات المتضررين بإذن الله تعالى.
ويقول عبد العزيز مراد قائد الفريق الإغاثي: بالرغم من الصعوبات والعقبات في الوصول إلى المخيمات من الظروف الجوية وانقطاع الطرق استطعنا بفضل الله الوصول إلى أهالينا من اللاجئين، ونركز على توزيع وقود التدفئة والطهي كأولوية قصوى تتعلق بحياتهم وحياة أطفالهم التي لا تقوى على البرد.
في اليوم الأول توجه الفريق إلى منطقة البقاع الشمالي- لبلدة عرسال وتحديدا في مخيمات الشهداء والملعب الأخضر للاجئين السوريين حيث تم توزيع 4 غالونات من المازوت بمعدل 36 لترا لكل عائلة على 155 عائلة حيث يستفيد من هذه التوزيعات ما يقارب الـ775 مستفيدا كما تم الوقوف على واقعها وتقييم احتياجاتها الإنسانية.
في يوم الجمعة توجه الفريق لمنطقة البقاع الجنوبي- لبلدة جب جنين تم توزيع 6 غالونات من المازوت بمعدل 54 لترا لكل عائلة على 185 عائلة في مخيم الجاسم والتي غطت جمع أسر المخيم، حيث يستفيد من هذه التوزيعات مايقارب الـ925 مستفيدا.
كما ضم التوزيع مخيمات أنصار البنيان الجديد ومخيم المعتقلين لنحو 200 عائلة، ويسابق الفريق الوقت لتشمل مهمتهم أكبر عدد من مخيمات اللجوء في لبنان.
ويقول المتطوع حمد عبدالله: إن ما شهدناه هنا ولمسناه خلال استجابتنا، من حال اللاجئين أسوأ مما كنا نتوقع أو يتخيل الجميع حيث الحاجة أكبر والوضع أصعب، حيث الاحتياجات الأساسية منعدمة، ونعمل على توزيع الوقود الذي يحفظ عليهم دفئهم.
ويقول أحد المستفيدين خلال بهجته بوصول الإغاثة: إننا في الأيام الماضية كنا نحرق الأوراق والقمامة وحتى حفاظات الأطفال لتدفئنا حتى لا نموت من البرد وهي أملنا الوحيد لنبقى، ونعرف الأضرار الصحية لها لكننا لا نملك خيارا آخر.
ويقول آخر «إن حال الأسر هنا كما ترون، يقاسون الظرف الجوي الصعب وهم في الأصل يقاسون الحياة كلها، حيث لا عمل ولا دخل لنا في فصل الشتاء يساعدنا على أن نتدبر قوتنا فضلا على أن نوفر وقودا أو بطانيات أو ما إلى ذلك.
وتتشارك المتطوعتان وهيبة السعدي وأمية المهندي الرأي حيث قالتا «جئنا إلى هنا في مخيمات عرسال التي غطتها الثلوج محاولين توفير الدفء لأهالينا من اللاجئين وأن نكون معهم بما نستطيع لكن الواقع أسوأ مما كنا نتخيل نحن هنا لأن من واجبنا كمتطوعي إغاثة أن نكون هنا لأنهم مازالوا هم ومن مثلهم من اللاجئين يستحقون غذاءً يشبعهم وملابس لأطفالهم ووقودا لتدفئتهم وغيره من احتياجاتهم الإنسانية، ونقدر دعم المحسنين من أهل قطر لمشاريع إغاثتهم وما زال علينا مد يد العون لهم أكثر.
كما تطوعت الفناة التشكيلية القطرية فاطمة الشيباني وانضمت إلى الفريق في يومه الأول وذلك خلال تواجدها في لبنان وساهمت في التوزيع وكانت جزءا من الفريق التطوعي القطري الذي أشادت بجهوده. وقد زار الفريق محطة تكرير المياه التي أنشأها الهلال الأحمر القطري في تلك المنطقة بدعم من صندوق قطر للتنمية والتي تزود أكثر من 70 مخيما بالمياه النقية الصالحة للشرب ويستفيد منها أكثر من 15000 شخص من اللاجئين السوريين، والذي يؤمن لهم المياه النظيفة ويوفر عليهم السير لمسافات طويلة للحصول على مياه الشرب خصوصا في ظل توقف الحركة في ظل الثلوج.
ويعمل الهلال من خلال بعثته في لبنان من خلال شركائه كجمعية الإرشاد والإصلاح على حشد الجهود الممكنة لدرء الأضرار الناجمة عن موجات البرد في مخيمات اللاجئين ومن الأسر ذوي الحاجة من المناطق المضيفة، حيث تعاني تلك الشرائح من شح في الغذاء والمواد اللازمة للشتاء.
ومنذ بداية العاصفة نورما جاءت استجابة الهلال الأحمر القطري في مخيمات عرسال بتوزيع حصص من الخبز على عدد من المخيمات وإصلاح عدد من الخيام التي تضررت أو احترقت جراء الرياح والأمطار من خلال توفير المواد اللازمة لذلك، كما تضمنت خطة الاستجابة فتح طرق المخيمات وإزالة الثلوج وشفط مياه الأمطار حتى تعود الحياة إلى طبيعتها في المخيمات بعد العواصف.
copy short url   نسخ
20/01/2019
1419