+ A
A -
دعا الدكتور أحمد حمد المهندي، المدير التنفيذي لمصنع قطر الحياة للصناعات الدوائية إلى تقديم الدعم والاهتمام الكامل بالصناعات الدوائية الوطنية، مشيراً إلى أن صناعة الدواء ليست كأي صناعة، بل تتطلب بيئة تشغيلية جيدة ومناخاً مواتياً لتحقيق النجاح وضمان استمرارية النمو.
وشدد في حواره مع الوطن على أهمية تشجيع الصناعة الدوائية من خلال تحفيز المشتريات الحكومية عبر منحها الأفضلية والأولوية في ظل قدرتها على تلبية متطلبات ومعايير المشتريات الحكومية.. تفاصيل أخرى في الحوار التالي:
} متى افتتح مصنع قطر الحياة للصناعات الدوائية.. وماهي أهدافه؟
- شركة مصنع قطر الحياة للصناعات الدوائية هي شركة رائدة في مجال المستحضرات الدوائية تأسست في دولة قطر وتقوم بإنتاج منتجات عالية الجودة باستخدام التكنولوجيا المتقدمة على مستوى عالمي، وقد بدأت شركة قطر الحياة عملها بحلول عام 2014 كشركة توزيع وأنشأت في وقت لاحق عام 2016 مصنعًا حديثًا لتصنيع المنتجات الصيدلانية ومنحتها وزارة الصحة العامة القطرية شهادة الممارسة الجيدة للتصنيع الدوائي GMP، كما نال مصنع قطر الحياة شهادة ترخيص التصنيع الدوائي التي تحمل الرقم (1)، وانخرط في صناعة منتجات دوائية في أشكال صيدلانية مختلفة، وقد افتتح مصنع قطر الحياة للأدوية في ديسمبر 2016 ويهدف إلى إنتاج أدوية بقدرة تنافسية مرتفعة ووفق أفضل المعايير العالمية ومنذ انطلاقه أثبت مصنع قطر الحياة كفاءته وقدراته الكبيرة في قطاع صناعة الأدوية الذي يتطور بوتيرة متسارعة، وفي أعقاب حدوث الحصار المفروض على قطر منذ الخامس من يونيو 2017 تغيرت الاستراتيجية في المصنع من الاتجاه نحو التصدير إلى التركيز على السوق المحلي للمساهمة بفعالية في تحقيق خطط الاكتفاء الذاتي خصوصاً، أن الحصار عزز الاستقلالية الاقتصادية وخطط تحقيق الاكتفاء الذاتي في حزمة قطاعات من ضمنها قطاع الأدوية، ويفتخر المصنع بمساهمته في تحقيق خطط الاكتفاء الذاتي لدولة قطر فضلا عن أهداف رؤية قطر 2030.
وهنا يمكن القول إننا نهدف لخدمة وتحسين صحة المرضى من خلال تقديم أدوية عالية الجودة والفعالية والسلامة مصنوعة محليًا في قطر، ونحن نركز على إيجاد أدوية جديدة والتي تساعد على حياة أفضل وصحة جيدة، كما أن لدينا فريقاً إدارياً قوياً يتولى مسؤولية المراجعة الفعالة والدعم للجودة، من خلال الابتكار وتوفير الموارد وتنفيذها في الوقت المناسب.
وتجدر الإشارة إلى أنه يعمل لدى مصنع قطر الحياة مهنيون ذوو كفاءة عالية وذوو خبرة ومهارات من شركات الأدوية المختلفة ممن لديهم معرفة وخبرة جيدة في مجال العمل الخاص بهم.
وحرصاً منا على مواكبة كل ما هو جديد في التكنولوجيا المتقدمة، فإنه يتم تطوير موظفينا من خلال برامج تدريب داخلية وخارجية.
كما تتمتع شركة قطر الحياة بالقدرات اللازمة لتوفير التميز في خدمات التصنيع الشاملة بدعم من الأبحاث والتطوير في مجال التكنولوجيا المتقدمة مع صياغة وتطوير وتصنيع الأشكال الصيدلانية وقد حصل المصنع على شهادة الممارسة الجيدة للتصنيع الدوائي لمواكبته أحدث التكنولوجيا والأجهزة المتطورة.
} ماهي التغيرات التي حدثت بعد الحصار؟
- الحصار فجر قدراتنا الكامنة في قطاع صناعة الدواء؛ ولأن الصناعة الدوائية معقدة وتحتاج إلى دراسات ومعرفة، ففي السابق كنا ننتج نحو منتج واحد أو اثنين، ولكن بعد الحصار تغير المشهد، فقد توسعنا في إدخال منتجات جديدة وفتحنا خطوطاً إنتاجية، كما قمنا بدراسات وعقدنا شراكات وتحالفات مع مصانع عالمية وقمنا بإقرار استراتيجية حتى 2022 نعمل على ضوئها وسوف نعزز إنتاجنا وتوسعاتنا في تغطية السوق المحلي بشكل أكبر وقد نجح مصنع قطر الحياة للأدوية في تكريس حضوره بالسوق المحلي وعقد حزمة شراكات مع شركات عالمية وأثبت جدارة قوية وحازت منتجاته على ثقة السوق المحلي واكتسبت زخماً كبيراً.
دعم حكومي
} كيف يتم التعاون بينكم ومؤسسة حمد الطبية؟
- مؤسسة حمد الطبية تستهلك 80 % من احتياجات السوق المحلي من الأدوية، فيما تستحوذ شركات القطاع الخاص على 20 % من إجمالي الأدوية المطروحة بالسوق المحلي، ونحن نحتاج إلى توسيع الحصة المطروحة.. خصوصاً أن شركات القطاع الخاص وعلى رأسها مصنع قطر الحياة للأدوية أثبتت كفاءة كبرى في السوق المحلي.. نتطلع إلى قيام مؤسسة حمد الطبية بالتعاقد معنا لتوريد منتجاتنا إليها.. فالقطاع يحتاج إلى الدعم الحكومي عبر منحه أولوية في عقود المشتريات الحكومية، وكل ما نحتاجه دفعة بسيطة من وزارة الصحة، نمتلك أدوية جيدة وذات مواصفات ممتازة ولدينا توسع في السوق المحلي وعقدنا حزمة شراكات عالمية.. ويمكن التأكيد على أهمية تشجيع الصناعة الدوائية من خلال تحفيز المشتريات الحكومية عبر منحها الأفضلية والأولوية في ظل قدرتها على تلبية متطلبات ومعايير المشتريات الحكومية.
} كيف تنظرون إلى جهود تحقيق الاكتفاء الذاتي؟
- عقب الحصار حدث تحول مهم في توجه الدولة والقطاع الخاص من حيث تسريع وتيرة الاستقلالية الاقتصادية ودعم جهود وخطط الاكتفاء الذاتي وقد كان من أبرز محفزات تسارع وتيرة خطط الاكتفاء الذاتي في قطر خطاب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى عقب الحصار والذي ركز فيه حضرة صاحب السمو على أهمية الاعتماد على النفس وتحقيق الاكتفاء الذاتي.. وكانت استجابة مجتمع رجال الأعمال رائعة بدافع المسؤولية الوطنية والرغبة في تحقيق الاكتفاء الذاتي، فشهدت قطر نهضة صناعية وزراعية وتجارية متسارعة وسجل قطاعي الزراعة والصناعة أعلى معدلات نمو في أعقاب الحصار في ظل ارتفاع شهية المستثمرين تجاه القطاعين واستقطابهما لمستثمرين جدد.
وإن شئنا الدقة والحديث عن تحقيق الأمن الدوائي والاكتفاء الذاتي في صناعة الأدوية فإن ذلك يستلزم دعم المنتجات الوطنية الدوائية ومنحها الأولوية إلى جانب تقديم المزيد من التسهيلات للمستثمرين، خصوصاً أن صناعة الأدوية من الصناعات الحيوية والمهمة والاستراتيجية
} ماهي رؤيتكم لتعزيز وزيادة إنتاج الدواء محلياً؟
- الصناعة الدوائية ليست كأي صناعة، لابد من بيئة تشغيلية جيدة ونظام صحيح لإنتاج الدواء، ونحن ندعو إلى استثمار مشترك وتعاون وشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص من ناحية، ونأمل في دعم وتعاون مباشر لبناء صناعة دوائية ناجحة، خصوصا أننا نرى أن الدولة لديها تعاقدات مع شركات دواء أجنبية وتستورد أدوية من الخارج.. نتمنى منح شركات صناعة الدواء الوطـــنية حصة تتراوح بين 10 % و20 % من إجمالي المشتريات الحكومية من الدواء.. إن ذلك سيوسع دور القطاع الخاص في تحقيق الأمن الغذائي ويعزز الشراكة بين القطاعين العام والخاص.
إستراتيجية «2019»
} ماهي خططكم للعام 2019؟
- مصنع قطر الحياة يخطط للتوسع رافعاً شعار «عام 2019 غير»، حيث سيباشر خطته لزيادة إنتاجه في إطار استراتيجيته الهادفة للمساهمة في خطط تحقيق الاكتفاء الذاتي وانطلاقاً من مسؤوليته الوطنية ورغبة في أن يصبح أحد أبرز المصانع المتخصصة في الدواء إقليمياً.
} هل هناك تعاون مع معاهد البحوث والجامعات والكلية الطبية بالدولة؟
- في إطار المسؤولية المجتمعية لمصنع قطر الحياة فإن لدينا تعاوناً مستمراً مع معاهد البحوث والجامعات والكليات الطبية في الدولة، وقد أبرمنا اتفاقيات تعاون مع جامعة كارنيجي ميلون في قطر وكلية الصيدلة في جامعة قطر تقضى بتدريب الطلبة بعد التخرج على كيفية تصنيع الدواء حتى يكون لهم دور ملموس في تنمية الصناعة الدوائية، وهناك بعض الدول تطلب تصنيع منتجاتها الدوائية في المصانع المحلية.
تشريعات اقتصادية
} أصدرت الدولة حزمة من التشريعات الاقتصادية عقب الحصار، كيف تري أثر هذه التشريعات على الاقتصاد والسوق المحلي؟
- سرعت الدولة وتيرة تطوير التشريعات الاقتصادية الجاذبة عقب الحصار، وأغلبية هذه التشريعات ترمي إلى تعزيز الانفتاح وتشجيع واستقطاب الاستثمارات الأجنبية، حتى أن قطر أصبحت الأكثر انفتاحاً اقتصادياً في المنطقة، حيث صدر القانون رقم (1) لسنة 2019 بتنظيم استثمار رأس المال غير القطري في النشاط الاقتصادي، والقانون رقم (2) لسنة 2019 بشأن دعم تنافسية المنتجات الوطنية ومكافحة الممارسات الضارة بها في التجارة الدولية وهذه القوانين والتشريعات تعزز جاذبية السوق القطري وسوف تخدم السوق بشكل كبير، لأنها تؤدي إلى تطوير بيئة الأعمال وتحسين مناخ الاستثمار وتعزيز سهولة ممارسة أنشطة الأعمال؛ حيث يفتح قانون تنظيم استثمار رأس المال غير القطري في النشاط الاقتصادي القطاعات أمام المستـثمرين الأجانب دون قيود، وفي المقابل يعزز دعم تنافسية المنتجات الوطنية خطط قطر الرامية إلى تحقيق الاكتفاء الذاتـــي وكل ذلك يصب في صالح الاقتصاد الوطني وتعزيز سهولة ممارسة أنشطة الأعمال.حوار– محمد حمدان{ تصوير- محمود حفناوي
copy short url   نسخ
20/01/2019
2550