+ A
A -
ما الجديد الذي يحمله عام 2019 مختلفاً عن سلفه 2018، خصوصاً في ضوء الانسحاب الأميركي الملحوظ من مناطق وجود ونفوذ لها في العالم في ظل الترامبية التي تؤمن بشعار «أميركا أولا»؟
مجلة فورين بوليسي الأميركية، رصدت أخطر 10 نزاعات مدمرة على مستوى العالم، قد تشهد تطورات جديدة خلال 2019.
1 - اليمن
إذا كان مكان واحد قد تحمل وطأة الفوضى الدولية خلال العام الماضي فهو اليمن. يمكن للأزمة الإنسانية هناك، وهي الأسوأ في العالم خلال عام 2018، أن تتدهور أكثر في عام 2019 إذا لم يستغل اللاعبون الرئيسيون الفرصة التي اكتسبها المبعوث الخاص للأمم المتحدة مارتن جريفيث خلال الأسابيع الماضية في تحقيق وقف جزئي لإطلاق النار وتشجيع سلسلة من خطوات بناء الثقة.. فبعد أكثر من أربع سنوات من الحرب والحصار الذي تقوده السعودية، يواجه ما يقرب من 16 مليون يمني «انعدام أمن غذائي حاد»، حسب ما ذكرته الأمم المتحدة.
وهذا يعني أن واحدًا من بين كل اثنين من اليمنيين ليس لديه ما يكفي من الطعام.
2 - أفغانستان
أفغانستان تعاني أكثر المعارك دموية.
في عام 2018 قتلت الحرب أكثر من 40 ألفاً من المقاتلين والمدنيين. قرار ترامب المعلن في منتصف شهر ديسمبر بسحب نصف القوات الأميركية في أفغانستان يترك المزيد من القلق، من حيث المبدأ، فإن إشارة واشنطن بأنها مستعدة للانسحاب يمكن أن تؤدي إلى تقدم الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب، لكن الطبيعة الخاصة للقرار- الذي يبدو أنه اتخذ دون تشاور مع كبار المسؤولين- من شأنه أن ينذر بالأسوأ خلال العام المقبل. الدول المجاورة والأطراف الأخرى المشاركة في أفغانستان- ولا سيما إيران وباكستان وروسيا والصين- يريدون خروج الأميركيين في نهاية المطاف، لكن لا أحد منهم يريد انسحاباً متسرعاً. قد يكونون أكثر ميلاً إلى دعم الدبلوماسية الأميركية إذا كانوا يعتقدون أن واشنطن ستتخلى في النهاية عن موطئ قدمها الإستراتيجي في جنوب آسيا، ومن ثم، فإن إعلان ترامب يمكن أن يحفزهم على المساعدة في إنهاء الحرب، لكن القوى الإقليمية يمكنها بسهولة زيادة تدخلها من خلال مضاعفة وكلائها الأفغان.
3 - التوترات بين الولايات المتحدة والصين
المواجهة بين الصين والولايات المتحدة ليست صراعاً مميتاً، مهما كانت الحرب التجارية بين واشنطن وبكين مريرة.
ومع ذلك، فإن الخطاب بين الاثنين هو أكثر ميلاً إلى الروح القتالية منه إلى الروح الدبلوماسية. إذا استمرت العلاقات في التدهور، التي كانت بالفعل في أدنى مستوياتها منذ احتجاجات تيانانمين قبل نحو ثلاثة عقود، فإن التنافس قد يكون له عواقب جيوسياسية أكثر خطورة من كل الأزمات الأخرى المدرجة هذا العام.
ورأت المجلة أن تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة والصين له تداعيات على الصراعات في آسيا وخارجها.
4 - السعودية والولايات المتحدة وإسرائيل وإيران
احتمال تزايد مخاطر مواجهة- متعمدة أو غير مقصودة- قد تشمل الولايات المتحدة والسعودية وإسرائيل وإيران، حيث تتشاطر الثلاث الأولى وجهة نظر مشتركة، باعتبار حكومة طهران تهديدًا لهم وتحتاج طموحاتها الإقليمية إلى كبح جماحها.
بالنسبة لواشنطن، فقد ترجمت إلى الانسحاب من الاتفاق النووي لعام 2015، واستعادة العقوبات، ولهجة الخطابات الأكثر حدة.
وقد احتضنت الرياض هذه النغمة الجديدة- بشكل رئيسي من جانب ولي العهد محمد بن سلمان- حيث اقترحت الرياض أنها ستسعى لمجابهة إيران في لبنان والعراق واليمن، وحتى على الأراضي الإيرانية.
وتركز إسرائيل على سوريا، حيث ضربت أهدافاً إيرانية بشكل منتظم، لكنها هددت أيضا باستهداف جماعة حزب الله المدعومة من إيران في لبنان.
إن العداء بين السعودية وإيران يزيد من صراعات حروب الوكالة في جميع أنحاء الشرق الأوسط، من اليمن إلى لبنان.
5 - سوريا
خلال عام 2018، بدا وكأن الصراع السوري سيستمر على نفس المسار، من أن نظام بشار الأسد، بمساعدة إيران وروسيا، سيفوز بمعركته ضد المعارضة.
الحرب ضد داعش ستقترب من خط النهاية، ستحافظ القوى الإقليمية على توازن هش في أجزاء مختلفة من البلاد: بين إسرائيل وإيران وروسيا في الجنوب الغربي، وروسيا وتركيا في الشمال الغربي.
ولكن مع انسحاب القوات الأميركية، صعد ترامب حرب التوازنات وزاد القلاقل.
ورأت المجلة، أن هناك احتمالات قائمة، بنشوب صراع دموي بين تركيا وحلفائها من المعارضة السورية ضد ولأكراد السوريين ونظام الأسد.
وبذلك من المحتمل أن يأخذ تنظيم داعش الإرهابي فرصة جديدة للحياة من خلال تأجيج الفوضى التي يزدهر فيها.
6 - نيجيريا
سيذهب النيجيريون إلى صناديق الاقتراع في فبراير 2019 لانتخاب رئيس ومجلس تشريعي فيدرالي جديد، ومرة أخرى في مارس لاختيار حكام الولايات والمشرعين، ولذا فإن الانتخابات النيجيرية هي ساحة ووقت تزداد فيه فرص العنف.
والظروف هذه المرة قابلة للاحتراق، حيث ستكون المنافسة الرئاسية قاسية بين محمد بوخاري، ومنافسه الرئيسي نائب الرئيس السابق، أتيكو أبوبكر.. فالعلاقات بين حزب المؤتمر التقدمي الحاكم والحزب الديمقراطي الشعبي علاقات مقيتة في العاصمة وفي أنحاء البلاد.
7 - جنوب السودان
منذ اندلاع الحرب الأهلية في جنوب السودان قبل خمس سنوات، توفي 400 ألــــــف شخص في سبتمــــــبر الماضي. ووقــــــع الرئيس سلفا كير ومنافسه الرئيسي، نائب الرئيــــس السابق ريك مشار- الذي تحول إلى زعيم المتمردين، اتفاقاً للتفاهم حتى الانتخابات في عام 2022.
هذه الصفقة ترضي- على الأقل الآن- مصالح الخصمين، وترضي كذلك الرئيسين عمر البشير من السودان ويوري موسيفيني من أوغندا، وهما الزعيمان الإقليميان الأكثر تأثيراً في جنوب السودان.
الأهم من ذلك، فقد خفضت العنف، في الوقت الحالي، هذا سبب كاف لدعم الاتفاق. ومع ذلك فإن الاحتمالات تظل موجودة، حيث تشبه الصفقة بشكل مثير للقلق الاتفاقية التي وقعها الرجلان في أغسطس 2015، والتي انهارت في العام التالي، مما أدى إلى تصاعد القتال، وقد يندلع القتال خلال الانتخابات وتتصاعد الحرب الأهلية مجدداً خلال 2019.
8 - الكاميرون
إن أزمة في المناطق الناطقة باللغة الإنجليزية في الكاميرون على وشك التصاعد لتصل إلى حرب أهلية وزعزعة استقرار بلد كان يعتبر في الماضي جزيرة هادئة نسبياً في منطقة مضطربة.
وكانت قد تصاعدت وتيرة الأزمة بشكل مطرد منذ عام 2016، عندما خرج المعلمون والمحامون الناطقون باللغة الإنجليزية إلى الشوارع للاحتجاج على الفرنسيين، ومع استمرار رفض الحكومة قد يتحول الأمر إلى نزاع في 2019.
9 - أوكرانيا
الحرب في أوكرانيا لا تزال مشتعلة بلا نهاية في الأفق. وبسبب اندماج شبه جزيرة القرم مع روسيا عام 2014 ودعمها اللاحق للانفصاليين في منطقة دونباس الشرقية بأوكرانيا، فإن ذلك يؤدي أيضاً إلى تغذية المواجهة الجيوسياسية الأوسع نطاقاً بين روســـــيا والقوى الغربية. نقطة الوميض الأخيرة هي بحر آزوف، حيث اشتبكت السفن الروسية والأوكرانية في نوفمبر، ومنعت روسيا بفعالية الوصول إلى مضيق كيرتش عند مصب البحر. وتشير المواجهة إلى أن أياً من الطرفين لا يرى أي ميزة في المساومة، وهو ما يرفع احتمالات الحرب خلال 2019.
10 - فنزويلا
بدلاً من أن تكون فنزويلا دولة يحسدها جيرانها، كونها موطن احتياطيات النفط الهائلة، يخاف جيرانها من الوقوع في مثل مشكلاتها.
وتراقب دول أميركا اللاتينية على نحو مخيف الأوضاع في فنزويلا التي تهدد بانفجار وبإثارة أزمة إقليمية.
اقتصاد فنزويلا في حالة من السقوط الحر، مع تأثير اجتماعي مدمر، من فقر وسوء تغذية متفش، أدى إلى فرار ما يقرب من 3 ملايين من سكان فنزويلا البالغ عددهم 31 مليون نسمة من البلاد إلى كولومبيا ودول أخرى، وهو الأمر الذي يهدد بمزيد من الاضطرابات في المنطقة، وتتوقع الأمم المتحدة أن يرتفع هذا العدد إلى 5.3 مليون بحلول نهاية عام 2019.ترجمة- محمد سيد
copy short url   نسخ
20/01/2019
1354