+ A
A -
عواصم– وكالات– لا يزال موضوع سحب الولايات المتحدة الأميركية قواتها من سوريا يثير جدلاً في العديد من الأوساط الإقليمية والدولية، وفي هذا الإطار، عقد قادة الجيش والمخابرات التركية، أمس، اجتماعًا بولاية هطاي على الحدود مع سوريا، ضم وزير الدفاع خلوصي أكار ورئيس الأركان يشار غولر وقائد القوات البرية أوميت دوندار ورئيس جهاز الاستخبارات هاكان فيدان.
وتناول الاجتماع التطورات شمالي سوريا، وجهود الحفاظ على وقف إطلاق النار بمحافظة إدلب في ضوء اتفاق سوتشي بين تركيا وروسيا.
وأكد «أكار» في الاجتماع بذل بلاده جهودًا كبيرة للحفاظ على وقف إطلاق النار وحالة الاستقرار في إدلب.
وأضاف أن أنقرة وموسكو تتعاونان بشكل وثيق في هذا الإطار.
ووصل وزير الدفاع ولاية هطاي الحدودية (جنوب)، الجمعة، وتفقد فيها وحدات للجيش.
وفي 17 سبتمبر الماضي، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، من مدينة سوتشي، عن اتفاق بوقف إطلاق النار وإقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين مناطق النظام السوري ومناطق المعارضة في إدلب ومحيطها.
بموازاة ذلك قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، في تصريحات إعلامية، تناول فيها في الشأن السوري، قال بومبيو، إن «إعلان الانسحاب من سوريا لا يتناقض مع إستراتيجيتنا تجاه إيران ولا يعني تراجعاً عن مكافحة الإرهاب».
وأكد أن بلاده تعمل على «إيجاد مسار سياسي في سوريا يمكّن النازحين من العودة لبيوتهم».
وقال وزير الخارجية الأميركي: «نتفهم دوافع تركيا في حماية حدودها وشعبها».
وتطرق حديث بومبيو إلى الشأن الإيراني، قائلاً: «قمة بولندا ستتطرق لعدة ملفات على رأسها الملف الإيراني». ومساء الجمعة، كشف وزير الخارجية الأميركي عن تنظيم مؤتمر دولي في بولندا، في بولندا يومي 12 و13 فبراير المقبل، بمشاركة مسؤولين من عشرات الدول، خاصة وزراء خارجية دول الشرق الأوسط.
وخاطب المسؤول الأميركي الشعب الإيراني قائلاً: «نريد أن نسمع أصوات الشعب الإيراني وأن يدرك أننا نؤيد له الحياة الكريمة»، مشيرًا إلى أن «تدخل طهران في شؤون الدول الأخرى غير مقبول».
وعن مواجهة «داعش»، صرح قائلاً: «نقول للشركاء في الشرق الأوسط إننا لن نغادر المنطقة تدمير داعش أولوية وسنقوم بذلك بالتعاون مع حلفائنا».
وتابع: «نريد تحالفاً وقوة عربية قادرة على مواجهة التحديات في المنطقة على اختلافها».
من جانب آخر أعلنت الأمم المتحدة، أن آلاف المدنيين اضطروا للفرار من محافظة دير الزور السورية بسبب تجدد القتال، فيما رحبت بتصميم تركيا وروسيا على مواصلة الحفاظ على الاستقرار في إدلب (شمال).
جاء ذلك على لسان المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة استيفان دوغريك في مؤتمر صحفي عقده الليلة قبل الماضية، بالمقر الدائم للمنظمة الدولية في نيويورك.
وقال دوغريك، إن آلاف السوريين اضطروا للفرار من محافظة دير الزور، شرقي سوريا، خلال الشهور الست الماضية.
واستطرد: «أعربت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين عن القلق البالغ إزاء التقارير التي تفيد بتزايد الإصابات بين المدنيين، وبنزوحهم على نطاق واسع وسط تجدد القتال في منطقة هجين في دير الزور».
وتابع: «أكدت المفوضية أن الاشتباكات والغارات الجوية في الجزء الجنوبي الشرقي من المحافظة، خلال الأشهر الستة الماضية أجبرت حوالي 25 ألف شخص على الفرار من ديارهم ودعت جميع الأطراف، ومن يتمتعون بنفوذ لديها، إلى ضمان حرية التنقل وتوفير الممرات الآمنة».
وأشار إلى أن «معظم النازحين مؤخراً لجأوا إلى مخيم الهول، حيث وصل إليه أكثر من 8500 شخص خلال الأسابيع الخمسة الماضية.. ويعاني الكثيرون من الإنهاك بعد أن اضطروا للفرار سيراً على الأقدام، وقد بدت عليهم المعاناة، حيث قضى بعضهم أربع ليالٍ أو أكثر في الصحراء، وتحت وابل الأمطار الغزيرة وفي طقس بارد».
وقال إن القيام بهكذا رحلة أمر محفوف بالخطورة والأوضاع داخل هذا الجيب (المخيم) أدت إلى وفاة ستة أطفال جميعهم دون سن 12 شهراً، توفي معظمهم بعد وصولهم إلى مخيم الهول، حيث كانوا بحالة من الإعياء الشديد.
وعلى صعيد متصل، أفاد دوغريك أن المبعوث الخاص إلى سوريا جير بيدرسن، عقد اجتماعات مع فرق العمل التابعة لمجموعة الدعم الدولية السورية الخميس، حيث تم التركيز على القضايا الإنسانية في الركبان (الحدودية مع الأردن) وإدلب والمناطق الشمالية الشرقية في البلاد.
وأردف قائلاً: «يواصل بيدرسن (تولى منصبه مطلع الشهر الجاري خلفًا لاستيفان دي ميستورا) مشاوراته مع الأطراف المعنية داخل سوريا وخارجها من أجل التوصل إلى حل سلمي وتنفيذ قرار مجلس الأمن 2254، وهو يشعر بالارتياح لسماعه من روسيا وتركيا التزامهما المستمر بالحفاظ على الاستقرار في إدلب».
وأضاف المتحدث الأممي: «مازال بيدرسن ملتزما بملف حماية المدنيين، ويشعر بقلق بالغ إزاء الهجمات على العاملين بالمجال الإنساني في سوريا».
copy short url   نسخ
13/01/2019
2210