+ A
A -
كتب - منصور المطلق
توقعت مصادر مطلعة تمديد قرار حظر الرعي لعامين آخرين لاسيما بعد تعافي الكثير من الروض والأشجار في البيئة القطرية، ومن المقرر أن ينتهي القرار في 23 أغسطس المقبل، وذلك بعد استمراره لأكثر من 8 سنوات، وأشارت المصادر إلى أن احتمالية التمديد تأتي نتيجة لما حققه قرار حظر الرعي في السنوات السابقة من إيجابيات كثيرة مكنت الأشجار والشجيرات والنباتات من النمو بشكل جيد واستعادت الروض عافيتها.
قالت وزارة البلدية والبيئة بهذا الصدد: إن بيئة قطر البرية ومناطق الروض شديدة الحساسية، ما يتطلب حمايتها من خلال حظر رعي الإبل فيها، لا سيما وأن معدلات هطول الأمطار خلال السنوات الماضية كانت متوسطة، مشيدة بتفهم أصحاب الحلال وملاك العزب لأسباب حظر الرعي، الأمر الذي يؤكد وعيهم الكبير بأهمية حماية بيئة قطر البرية. وأكدت الوزارة أن دوريات إدارة الحماية والحياة الفطرية التابعة لها، والمنتشرة في البر القطري، ستقوم بمتابعة مدى التزام أصحاب الحلال بتنفيذ قرار حظر رعي الإبل، وأهابت بملاك العزب وأصحاب الحلال، بضرورة التعاون معها والالتزام الكامل بتنفيذ قرار التمديد حفاظا على بيئة الدولة البرية. علما بأن الوزارة ستتخذ كافة الإجراءات القانونية حيال كل من يخالف القرار. وقد ضبطت الدوريات التابعة لإدارة الحماية العديد من حالات خرق لقرار حظر رعي الإبل في العديد من المناطق البرية في البلاد، وقامت الدورية باتخاذ الإجراءات القانونية المتبعة بهذا الخصوص بحق ملاك الحلال، ويذكر أن الوزارة ضبطت العديد من حالات خرق لقرار حظر رعي الإبل.
ملاك الحلال
من جانبهم أكد ملاك حلال أهمية الحركة للإبل وإن البقاء داخل الحظائر «الشبك» يتسبب بأمراض وإصابات جسيمة، فضلا عن تشويه المواليد الجدد بسبب قلة الحركة، وقد رفعوا مطالب من خلال الوطن بأن تسمح لهم الوزارة بإخراج الحلال لساعات معينة يومياً، من أجل الحركة، لما لها من تأثير إيجابي على صحة الحلال. وتركوا تحديد مكان وزمان خروج الإبل للوزارة وفقاً لما تقتضيه الحماية للحياة للأشجار البرية، مشيرين إلى أنهم راضون بأن تكون الأماكن التي يسمح بإخراج الحلال جرداء خالية من أي أعشاب أو أشجار يمكن للإبل أن ترعى منها.
جاءت هذه المطالب في حين أكدت وزارة البلدية والبيئة أنها لن تتساهل مع حالات خرق لقرار حظر الرعي، مشيرةً إلى أن منع الرعي جاء بعد اندثار العديد من الروض البرية التي كان الرعي الجائر كما وصفته سبباً في موتها. حيث قال رئيس فريق دراسة تأثير قرار حظر رعي الإبل في دولة قطر إن القرار جاء بعد أن وصلت البرية القطرية لدرجة شديدة من التدهور، حيث اندثرت الكثير من الروض التي كانت تعج بالحياة وروضة «أم طاقة» مثال على ذلك، مشيراً إلى أن وزارة البيئة تسعى للحفاظ على ما تبقى من روض وحمايتها مما يتسبب به الرعي الجائر، خاصة إذا علمنا أن هناك زيادة كبيرة في أعداد الإبل كل عام، وبين أنه هنا تأتي أهمية القرار لإثبات القدرة التجددية الكامنة لما تبقى من روضنا، وإن عقوبة خرق قانون الحظر هي الحبس مدة لا تقل عن ثلاثة أشهر وغرامة مالية لا تزيد على عشرة آلاف.
أهمية القرار
وأشارت الوزارة إلى أهمية حظر رعي الإبل من حيث إثبات القدرة التجددية الكامنة لما تبقى من روضنا حيث استطاعت هذه الروض أن تعطي الآلاف من البادرات الشجرية والتي كانت مفقودة في ظل الرعي الجائر للإبل وإن إنتاج هذه البادرات وزراعتها في الروض بفعل تدخل الإنسان يحتاج للكثير من الوقت والجهد والتكلفة.
وفي تعليق على على شكاوى مربي الإبل، أكدت الوزارة أن إدارة الثروة الحيوانية وفرت المكملات الغذائية اللازمة التي تنوب عن فائدة الرعي، مؤكدة أن فريق دراسة آثار حظر رعي الإبل وصل إلى الآثار السلبية التي ممكن أن تتعرض لها الإبل نتيجة منع الرعي وأوجد الحلول اللازمة التي تعالج المشكلة. وأوضحت الوزارة أن الظروف المناخية القاسية والتي تعود للموقع الجغرافي لوطننا قد أثرت بشكل سلبي على الروض بأشجارها ونباتاتها ولا يمكن اعتبار أن العوامل المناخية هي سبب في تدهور البر القطري فالأشجار والشجيرات والنباتات البرية القطرية تأقلمت لمئات السنين مع هذا المناخ ولم تندثر ولم تنقرض، هذا ما يثبت أن للرعي الجائر وخاصة في ظل الحمولة الرعوية العالية السبب الرئيسي في تدهور وانقراض العديد من الأنواع النباتية القطرية والتي لمسنا عودة الكثير منها إلى مناطق قد غابت عنها بعد قرارات حظر رعي الإبل والذي أمن لها الحماية لإعطاء الوحدات التكاثرية والأفراد الجدد.. وهو ما أكدته الدراسة من خلال عودة جيدة للأشجار والنباتات وأفرادها الجدد وزيادة في أحجامها وكتلتها الخضرية وهذا كله في ظل الظروف المناخية القاسية، مشيرة إلى أن الروض استفادت كثيراً من القرار التي شهدت تطورا كبيرا في أحجام النباتات والأشجار البرية القطرية كادت تتلاشى، إضافة إلى زيادة كبيرة غير معهودة في أعداد البادرات الشجرية سيما إذا علمنا بأن آلاف البادرات لا تشكل مرعى لأكثر من ساعات قليلة للإبل وهذه البادرات أخذت تتحول تدريجياً إلى شجيرات خلال سنوات تمديد القرار، وارتفاع الكثافة النباتية والتغطية النباتية والكتلة الخضرية وللنباتات البرية القطرية، والحد من تعرية التربة والانجراف وحركة الرمال ضمن الروض التي شهدت تطور في نباتاتها، وعودة الكثير من الروض متنفساً طبيعيا لأهلنا في وطننا الحبيب، وعودة لأنواع نباتية شبه منقرضة وزيادة واضحة في أعدادها وأحجامها.
copy short url   نسخ
13/01/2019
3149