+ A
A -
الرباط- الوطن- عماد فواز
حذر سياسيون مغاربة مما سموه «الهرولة السعودية المصرية الإماراتية» لفرض مخطط «صفقة القرن» في المنطقة، مؤكدين لـ الوطن أن مشروع تمكين سلطات الاحتلال الإسرائيلي من احتلال باقي الأراضي الفلسطينية وترحيل سكان قطاع غزة قسراً إلى شبه جزيرة سيناء المصرية وهو ما عرف باسم «صفقة القرن» والذي بدأ الحديث عنه في صورة تسريبات عام 2015، أصبح الآن حقيقة ومخططاً مكشوفاً يقوده رئيس الوزراء الاسرائيلي، بنيامين نتانياهو، تحت رعاية الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وبإشراف عراب الصفقة، جاريد كوشنر، صهر ترامب، بمساعدة ومباركة الإمارات والسعودية ومصر والبحرين.
وخلال السنوات الثلاث الماضية كان الحديث عن «صفقة القرن» شبه سري، لكنه الآن أصبح علنياً، وتتناقله وكالات الأنباء العالمية بشكل يومي لتكشف يوما بعد يوم عن تحركات فرض الصفقة على العالم كأمر واقع، وآخر هذه التحركات القمة «السعودية الإسرائيلية» التي يسعى ولي العهد السعودي لعقدها في «كامب ديفيد» برعاية أميركية، كذلك تصريحات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لقناة (CBS) الأميركية، الأحد، عن التعاون العسكري بين مصر وسلطات الاحتلال في سيناء، وغيرها من تصريحات جميعها تؤكد أن «صفقة القرن» دخلت حيز التنفيذ وباتت قاب قوسين أو أدنى.
كشف المستور
وقال أكرم راحمون، مساعد الأمين العام لحزب الاتحاد المغربي وعضو مجلس المستشارين السابق لـ الوطن، إن الحديث عن تمكين سلطات الاحتلال من كامل الأراضي الفلسطيني، وترحيل سكان قطاع غزة قسراً إلى شبه جزيرة سيناء المصرية أو ما عرف باسم «صفقة القرن» بدء منذ العام 2015 في صورة تسريبات، ثم اتضح أكثر من خلال زلات لسان قادة ومسؤولين عرب، لكنه منذ حوالي ستة أشهر تقريباً أصبح واقعا وحقيقة جلية تؤكدها تحركات وتصريحات قادة عرب، آخرها اعتراف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لقناة (CBS) الأميركية، الأحد، والتي أكد فيها التعاون العسكري بين مصر وسلطات الاحتلال في سيناء، بزعم محاربة الإرهاب، في الوقت نفسه أعلن موقع «ووتشينج أميركا» الأميركي نقلا عن مسؤولين أميركيين، الاثنين، أن ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان يسعى لعقد قمة ثنائية مع رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتانياهو، في كامب ديفيد تحت رعاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وصهره اليهودي الديانة، جاريد كوشنر، المعروف بأنه «عراب صفقة القرن»، والأمر نفسه أكده موقع «ميدل إيست آي»، الأحد، كاشفاً أن بن سلمان طلب من الفريق الخاص المقرب منه بحث ودراسة إمكانية تنفيذ هذه القمة بصورة جدية، في كامب ديفيد بهدف إعادة رسم صورة جديدة لولي العهد السعودي الملوث بدماء خاشقجي وغسل سمعته ليظهر في صورة «رجل السلام» كما فعلها من قبله الرئيس المصري محمد أنور السادات، وأشار الموقع إلى أن القمة سوف تبحث التعاون السعودي الإسرائيلي في مجالات عدة من بينها «صفقة القرن»، أما معهد «هودسون» الأميركي، فأكد على زاوية أخرى من الهرولة «السعودية الإماراتية المصرية» لكسب رضاء ترامب وصهره في مواجهة الغضب الأميركي من تردي حالة حقوق الإنسان في هذه الدول والمطالبات المتصاعدة بقطع العلاقات الأميركية معهم ومواجهة أنظمة هذه الدول، حيث أكد تقرير صادر مؤخرا عن المعهد، أن الكثير من الأسماء الفاعلة بالمشهد السياسي في واشنطن يرون أن السعودية في ظل قيادة ولي العهد ترتكب خطيئة فادحة بتعاونها مع ترامب لإنهاء الاتفاق النووي الإيراني، وكما أنها باتت تشكل تهديداً كبيراً للاستقرار في الشرق الأوسط وخطراً مباشراً على مصالح الولايات المتحدة في المنطقة، يضاف إلى ذلك حرب اليمن التي تورطت فيها السعودية والإمارات والبحرين في جرائم حرب بشعة، وانتهاكات حقوق الإنسان في هذه الدول، كل هذا جعلتهم يهرولون لكسب رضاء ترامب للتغاضي عن خطاياهم وللتمسك بعروشهم على حساب الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية.
مؤشرات مؤكدة
وأضاف يوسف الزياتي، عضو لجنة الشؤون الخارجية والعلاقات بحزب الاستقلال، أن جميع المؤشرات تؤكد أن «صفقة القرن» وصلت إلى مراحلها الأخيرة، وبدا واضحا الآن أن تهجير سكان شبه جزيرة سيناء من أراضيهم ونقلهم إلى مدن القناة في مصر كان هدفه إخلاء المنطقة من سكانها تمهيدا لنقل سكان قطاع غزة الفلسطيني إليها وإخلاء القطاع أمام سلطات الاحتلال، هذا ما أكدته تصريحات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مؤخرا لقناة أميركية، وأكده حصاره لغزة لسنوات وغلق المعابر في وجه الفلسطينيين لإعدادهم للخطوة القادمة وهي نقلهم إلى سيناء، يضاف إلى ذلك القصف الإسرائيلي المستمر لقطاع غزة وعمليات الاغتيال واستهداف الشباب بالرصاص والاعتقال في جميع المدن والقطاعات الفلسطينية، في الوقت نفسه شنت وسائل الإعلام التابعة لدول الولاء «السعودية والإمارات ومصر والبحرين» حملات تمهيد لما هو قادم، وأصبحنا نستمع يومياً لمسؤولين بهذه الدول يصرحون بلا خجل عن التعاون مع «إسرائيل» وهو ما ينذر بكارثة قادمة، ويؤكد أن قادة هذه الدول باعوا فلسطين والقضية الفلسطينية لأميركا وإسرائيل مقابل تمكينهم من عروش بلادهم المهتزة، وهو ما ستكون عواقبه وخيمة.
copy short url   نسخ
13/01/2019
1311