+ A
A -
«ولقد كرمنا بني آدم».. هذا من رب الكون.. إن الكرامة لبني آدم. ارتض لنفسك الكرامة والعزة. فاسم ربنا العزيز نعتز بأن هدانا إلى الإسلام بأننا عرب بأننا من أرض قطر.. نعتز بذاتنا بهيئتنا «فتبارك الله أحسن الخالقين» (سورة المؤمنون: 14). العزة لها متطلبات ونسير في حياتنا مقابل العز والحياة الطيبة، أن تعيش على أرض تُمكنك وتُدربك وتمهد لك الطرقات النيرة الواضحة، أن تمتلك حقوقك التي وهبها لك الخالق في الاختيار وقول الحق واتخاذ الطرقات التي تلائم ذاتك.
أن تطمئن إلى السير في هذه الأرض وكل ما في السماوات والأرض وما بينهما مُسخر لبني آدم، كُل ما عليك فعله أن تتخذ إلى ربك مآباً وتنظر في ما قدمت يداك إلى مسيرتك في الحياة الدنيا. لقول الله عز وجل: «ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثيرٍ ممن خلقنا تفضيلاً» (سورة الإسراء: 70).
إن كرامتك وعزتك وجميع الحقوق الإنسانية نمتلكها بالفطرة لكوننا بني آدم ونزيد أيضاً بأننا نعيش على أرض العزة والنماء والعِمارة، على أرض تٌنير عقلك وفكرك وبصيرتك بالحق بنور من الله، على ارض تجد ما تبحث عنه بين طياتها وصروحها المعمارية والمباني التي أُسست على تبني الأفكار البناءة والفلسفات الفكرية التي تنهض بأمتنا الإسلامية والعربية. ولقد روي عن عمر، رضي الله عنه، قال: «ووالله لئن جاءت الأعاجم بالأعمال، وجئنا بغير عمل، فهم أولى بمحمد منا يوم القيامة، فلا ينظر رجل إلى قرابة، وليعمل لما عند الله، فإن من قصَر به عمله لم يسرع به نسبُه» (سير أعلام النبلاء5/37). فالحياة للأحياء، أرض مهدها الله لنا وبسطها وسماءً زينها وجرى الخير فيهما وما بينهم وسخر لنا جميع خلقه، فإذا الحياة عمل يٌعزنا ويرفعنا في عليين. كفلت ذلك دولتنا قطر سخرت كل الصروح والمؤسسات الفكرية والثقافية والتعليمية والاجتماعية والصحية والرياضية لإضافة التغيير الصحيح وتنوير البصيرة لحياة الناس وإمدادهم بأُسس العلم والمعرفة والبهجة والرضى عن أنفسهم وأُسرهم والنهضة بجميع فئات المجتمع إلى العُلا والعزة. فلنسر إلى عمل نقابل به أنفسنا ووالدينا وأبناءنا وفوق هذا كله يرضى الله عنا ونبينا محمد متمم مكارم الأخلاق.رجساء محمد الدوسري
copy short url   نسخ
12/01/2019
5174