+ A
A -
ترجمة- أمنية الصناديلي
أعد موقع «بيلدينج» البريطاني المعني بشؤون المشروعات الإنشائية الكبرى حول العالم، تقريره عن أهم المشاريع قيد الإنشاء في العام الجاري، بما في ذلك مجموعة من المتاحف العالمية، واثنين من المباني الشاهقة في لندن، ومتحف قطر الوطني، الذي تم إدراجه على قائمة أبرز المشاريع العالمية هذا العام وضمت قائمة «بيلدنج» 7 من أبرز المشاريع في العالم وعلى رأس هذه المشاريع متحف قطر الوطني بوصفه أهم مشروع ثقافي في منطقة الشرق الأوسط والعالم هذا العام حيث ينتظر افتتاحه الجميع نظرا لأهميته الثقافية ولأن المكان تحفة معمارية لا تغيب عن خيال أكبر المهندسين المعماريين في العالم. والمتحف المذهل من تصميم المهندس المعماري الفرنسي الأشهر جان نوفيل، بميزانية ضخمة بلغت 434 مليون دولار، أي أربعة أضعاف تكلفة متحف كندو كوما، الذي افتتح العام الماضي. ومن المتوقع أن يتم افتتاح المشروع الضخم في مارس المقبل.
وبغض النظر عن الوقت والتكلفة، سيكون افتتاح متحف قطر الوطني الحدث الثقافي الأبرز في العالم هذا العام وبالإضافة إلى روعة التصميم والتنفيذ، يستمد متحف قطر الوطني أهمية أخرى من موقعه الحيوي بجوار قصر الشيخ عبد الله بن جاسم آل ثاني الذي تم ترميمه مؤخرا والذي يعد أحد أهم المواقع الثقافية والتاريخية في قطر. ويتكون سقف المتحف الجديد من سلسلة من الأقراص المتشابكة العملاقة ذات الأحجام المختلفة، والمصنوعة من الخرسانة المسلحة المكسوة بالزجاج المصفح، والمستوحاة من ورود الجوري الموجودة في الصحراء الرملية، بينما تشير التجاويف بين الأقراص المتداخلة، إلى الاحتماء من حرارة الصحراء القاسية.
و بالإضافة إلى معارضه الرئيسية، سيحتوي المتحف الذي تبلغ مساحته 40 ألف متر مربع على قاعة احتفالات تضم 220 مقعدا ومركزا للأبحاث ومختبرات، بالإضافة إلى العديد من المطاعم ومنافذ البيع بالتجزئة وحديقة عامة جديدة تبلغ مساحتها 115 ألف متر مربع وتقابلها بحيرة صناعية رائعة.
وجاء في المرتبة الثانية مبنى 22 بيشوبس الأعلى في لندن، وهو أحد أفكار المطورين المخضرمين السير ستيوارت ليبتون وبيتر روجرز، ويعد هذا البرج الذي يبلغ ارتفاعه 178 مترا، والذي تبلغ تكلفته 600 مليون جنيه استرليني، مشروع مذهل بالفعل، حيث سيتم استخدام تكنولوجيا فائقة واستراتيجيات ثورية في حالات الطوارئ لإطفاء الحرائق والتي ستمكن من استخدام المصاعد في عمليات الإخلاء، كما أنه تم تصميمه بحيث يحقق قدرا عاليا من الرفاهية والاستدامة.
وسيتم تخصيص 10 % من مساحة المبنى تقريبا، للمرافق العامة مثل صالة للألعاب الرياضية والسوق ومركز الابتكار ومركز العلاج الصحي، بالإضافة إلى أكبر حديقة دراجات في العاصمة الإنجليزية، تسع نحو 1700 دراجة هوائية. كل هذا بالإضافة إلى مساحة مكاتب لنحو 13 ألف موظف من المتوقع أن يعملوا هناك بشكل روتيني، على الرغم من أن ارتفاعه الهائل يسمح بوجود مساحة مكتبية تبلغ 1.3 مليون قدم مربع، تصلح لاستيعاب 30 ألف موظف.
وهذا المشروع الهائل كان من المفترض تسليمه في الصيف القادم إلا أن السير ليبتون قال في مقابلة أخيرة إن الرياح عطلت أعمال الإنشاء مما سيؤخر ميعاد تسليم المبنى حتى نوفمبر المقبل.
وفي المرتبة الثالثة حل ملعب توتنهام هوتسبير، وعلى الرغم من مرور 4 أشهر على الموعد الذي كان قد تم تحديده سلفا لافتتاح ملعب توتنهام هوتسبير، لاستضافة مباراة الفريق أمام ليفربول في 15 سبتمبر الماضي، لم يتم تحديد الموعد الجديد الذي من المفترض أن يتم افتتاح الملعب الضخم فيه.
وفي أغسطس من العام الماضي، أعلن النادي إن «مخاوف تتعلق بالسلامة» سوف تحول دون افتتاح الملعب في الموعد المتفق عليه.
وفي هذا الوقت ذكر بيان النادي أن السبب الرئيسي وراء التأخير هو اكتشاف وجود خطأ في نظام الكشف عن الحرائق، وتحتاج معالجة الخطأ وقتا طويلا خصوصا أن المعالجة تستدعي فحص حوالي 12 ألف جهاز إنذار بالحريق، بمعدل 400 جهاز كل أسبوع. وفي الشهر الماضي، أفاد النادي إنه تم العثور على تسريب في سقف الجناح الجنوبي للملعب، مع ذكر أن التسريب صغير ولن يؤدي لمزيد من التأخير في الافتتاح.
ويطمح النادي أن يستضيف مباراة بوروسيا دورتموند، يوم 13 فبراير المقبل في الملعب الجديد.
ويحتوي الملعب على 62 ألف مقعد، وعندما يفتتح لن يكون رابع أكبر ملعب في لندن بعد ويمبلي، وتويكنهام والاستاد الأولمبي السابق فقط، ولكنه سيكون أحد أكثر ملاعب كرة القدم ابتكارا وحداثة في أوروبا.
وستشمل مزاياه احتوائه على أول سطح عشب طبيعي قابل للطي في العالم، ومدخل من خمسة طوابق وساحة عامة واسعة. ويضم الملعب فندقا مجانيا يضم 180 غرفة، ومرافق ضيافة فاخرة تتجاوز الموجودة في ملعب أرسنال المنافس في شمال لندن.
أما المرتبة الرابعة فكانت من نصيب مبنى بلاكفيريارس 1، حيث من المتوقع أن يتم الانتهاء هذا العام من إنشاء ثاني ناطحة سحاب سكنية مطورة في شارع سان جورج على الضفة الجنوبية لنهر التايمز، وكان المبنى الأول هو سانت جورج وارف في فوكسهول، والذي كان أول مباني الجيل الجديد من المباني السكنية شاهقة الارتفاع في لندن.
وسيكون المبنى المكون من 50 طابقا، أطول برج سكني في وسط لندن منذ الباربيكان، ويحتوي على 273 شقة خاصة من تصميم لين سيمبسون، بواجهة زجاجية منحنية مميزة ومزدوجة، تحمل في طياتها نباتات شتوية، ولم يترك المصمم مساحة دون استغلال. ويحتوي المبنى على 5467 قطعة من الألواح الزجاجية المنحنية لضمان أن تبدو الواجهة ناعمة وأنيقة قدر الإمكان. والتصميم مستوحى من شكل أواني الزهور القديمة. ويقول سيمبسون إن مبناه يختلف عن ناطحات السحاب الأخرى في لندن بسبب شكله الديناميكي غير المتماثل، والذي يلعب على انعكاس الضوء من الأرض والنهر أدناه. ويبلغ سعر الشقة المكونة من 3 غرف في المبنى نحو 12.5 مليون جنيه استرليني، وتم بيع معظم الوحدات حتى الآن تقريبا.
وفي المركز الخامس حل معرض إم كيه، فبعد فورة المشروعات الثقافية في لندن العام الماضي، لن يكون هناك الكثير من تلك المشروعات في العام الجاري، فقد شهد العام الماضي افتتاح معرض «في آند إيه داندي» المصمم من قبل كينجو كوما، على مساحة 8000 متر مربع، مع واجهة مستوحاة من المنحدرات الوعرة في شمال غرب أسكتلندا على ضفاف نهر تاي. وأيضا تم تجديد بيرلنجتون هاوس، موطن الأكاديمية الملكية. وتغيير دار الأوبرا الملكية بإضافة بهو وقاعة جديدة. ومعرض إم كيه، الذي تم تجديده في ميلتون كينز، ومن المقرر افتتاحه في مارس المقبل، صممه 6 مهندسين معماريين، وهو يعد توسعا رئيسيا لمعرض 1999 الأصلي.
والمبنى الجديد عبارة عن صندوق من الفولاذ المصقول المقاوم للصدأ ومكون من ألواح مربعة يقال إنها تستحضر الشبكة الأصلية لميلتون كينز ونافذة دائرية ضخمة تشبه الأشكال الدائرية الموجودة في متنزه كامبل القريب.
وسيضم المعرض خمس ساحات عرض، منهم واحدة بارتفاع 9 أمتار، بالإضافة إلى دار سينما ومركز اجتماعي ومقهى.
أما متاحف باوهاوس، فجاءت في المرتبة السادسة، حيث يصادف هذا العام مرور مائة عام على مدرسة باوهاوس الفنية الألمانية، حيث مر قرن كامل على تأسيس والتر غروبيوس مدرسة الفنون في باوهاوس في فايمار والتي أحدثت ثورة في العمارة والفن والتصميم في جميع أنحاء العالم طوال القرن العشرين وما بعده. وستقام فعاليات احتفالية لهذا الغرض في جميع أنحاء العالم لكن التركيز سيكون في موطن باوهاوس في ألمانيا.
ويجرى حاليا إنشاء متحفين سيتم افتتاحهما هذا العام حيث يقدمان أقدم مجموعة في العالم لأعمال مدرسة باوهاوس، ويستعرضان تاريخ الفن بالاعتماد على نماذج أولية فريدة ورسومات للتصميمات.
والمتحف الأول سيكون على مساحة 2200 متر مربع وعلى هيئة مكعبات بسيطة من الحجارة المتراصة مع لوحات معتمة من الزجاج تتخلله شبكة من القوالب المعدنية السوداء، بينما يشبه المتحف الثاني صندوق أسود متدلي.
اما المرتبة السابعة فكانت من نصيب مشروع كروس ريل، فبعد نصف قرن من التخطيط يبدو أن مشروع كروس ريل، وهو مشروع مواصلات يهدف إلى ربط غرب لندن بشرقها عبر نفق قطارات جديد، على وشك الانتهاء. نفق القطارات يبلغ طوله 73 ميلا منها 26 ميلا تحت الأرض، و40 محطة جديدة وموسعة بتكلفة ضخمة تبلغ 15.8 مليار جنيه استرليني، وهو أكبر مشروع للبنية التحتية في أوروبا.
وكان من المفترض افتتاح المشروع الشهر الماضي، لكن بيروقراطية الإنفاق في انجلترا حالت دون الانتهاء من المشروع وتم تحديد أغسطس القادم كموعد جديد لافتتاحه. علما بأن المشروع الضخم مصمم ليكون فرصة عصرية لإحياء روح البنية التحتية الرائدة لعصر السكك الحديدية في العصر الفيكتوري.
copy short url   نسخ
11/01/2019
1912