+ A
A -
ترك المنتخب الوطني انطباعاً جيداً في أول ظهور له بنهائيات آسيا 2019 بعد أن حقق فوزاً مستحقاً على نظيره اللبناني وهو أحد الفريق المتطورة والتي تجيد تطبيق التكتيك المناسب لاسيما في الشق الدفاعي وتنفيذ متطلبات المدرب، ومع أن الأدعم فاز بكل جدارة، إلا أنه لم يكشف عن كامل قدراته أو يصل إلى إمكانيات اللاعبين المتواجدين في صفوفه، لاسيما في الشوط الثاني الذي سار الأدعم مع ما يريده اللبناني الذي فرض رقابة شديدة جداً على مصادر الخطر الهجومي التي تمثلت في المعز والهيدوس وأكرم عفيف، وقد بادر اللاعبون أن يغيروا من نمط التعامل مع المنافس فكان تبديلاً في المراكز أو الانسحاب إلى الخلف من أجل خلق ثغرة في الجدار الدفاعي، إلا أن ذلك كان صعباً في الدقائق الـ«45» التي لعبها الأدعم، بالرغم من الاستحواذ والسيطرة التي كانت تسير لصالح فريقنا الوطني، ولكن أن تكون مسيطراً وتفرض أسلوبك بلا أهداف فلا قيمة لذلك وأن النتائج تحسمها الأهداف، وهذا ما كان مفقوداً في الشوط الأول، وهو ما جعل القلق يتسرب إلى النفوس، والملامة تطال المدرب سانشيز بخصوص التشكيل الذي بدأ به في بعض المراكز، حيث إن هناك من هو قادر أن يعطي الكثير إذا ما اشترك.
لقد حقق الأدعم الشيء المهم في المباراة، ولكن بعد شوط أول افتقدنا فيه إلى القدرة على هز الشباك اللبنانية، ألا أن العودة إلى الوضع الطبيعي كان حاضراً في الشوط الثاني، بعد أن انتفض اللاعبون بقوة وعالج المدرب ما كان يستحق المعالجة ومن بينها الدفع بأفضل لاعب في آسيا عبدالكريم حسن الذي قلب الموازين وجعل من الجهة التي شغلها شعلة من النشاط بعد أن كان يركز عليها اللباني، ونحن هنا نقول إن كريم استغل قدرته الجيدة وإمكانياته الفنية والبدنية، وزاد من ضغط الهجوم وهو ما جعله يساهم في الفوز وصنع أحد الأهداف، فضلاً عن الوسط وتواجد عبدالعزيز حاتم بخبرته ودرايته الجيدة، ومع أن الفوز تحقق، إلا أن التوقف عند الأداء وعدم هز الشباك في الشوط الأول يجب أن يكون ماثلاً أمام الجهاز الفني من أجل تجاوزه في اللقاءات القادمة وربما قد يلجأ إليه بعض المنتخبات التي تلعب أمامنا، وبما أن العلاج عثرنا عليه، فيمكن أن نتعامل مع بكل واقعية ميدانية، وأن الشوط الأول بالرغم من تفوقنا وسيطرتنا، إلا أنه عدم استثماره بالطريقة المثلى يجب أن ندرس أسبابه.
إصرار وعزيمة
نحن نعرف جيداً أن المنتخب الوطني بنجومه يعيش مرحلة تحدٍ كبير يفرضه واقع المنافسة وأيضاً واقع وظرف بلدنا وما تعرض له من حصار ظالم، ومنها تغييب جماهيره التي لا يمكن أن يوقفها بعد أو ظرف ولكن، ما باليد حيلة، حيث وضعوا الموانع أمام جمهورنا من أجل عدم التواجد وتشجيع منتخبه، إلا أن أصواته تهزهم في الميدان وتحفز اللاعبين عبر الأثير وهم يدركون أن أنفاس ودعوات الجمهور له ويتابع مبارياتهم لذا، لا يمكن أن يخذلوه لا سمح الله بل سيفرحونه بنتائج جيدة، أما من الجانب الفني نجد أن الأدعم أجاد بالثاني بصورة جيدة، وما شجعه على ذلك أن المنتخب اللبناني كان قد عاش جرأة الانفتاح بعد أن كان مغلقاً أمام هجوم ولم يتقدم إلا بكرات مرتدة محدودة، وأن أسلوب لعب اللبناني بالثاني جعل فريقنا الوطني يكسر حاجز التعادل السلبي ويصل إلى شباك غريمه ويهزها بكل جدارة، كما كان يمكن أن نضيف أكثر من هدف في اللقاء بعد أن لاحت العديد من الفرص أمام اللاعبين إلا أنها لم تستغل، بعد أن اطمأن نجومنا إلى النتيجة، وعلى العموم فإن الشوط الثاني كان مثالياً جداً في التعامل مع الدقائق التي تألق بها وحصد النقاط من خلالها.
لا يوجد فريق ضعيف
إن المؤشرات التي أوجدتها المرحلة الأولى تؤكد أن النهائيات لا يوجد فيها فريق ضعيف وأن كل من حضر لديه طموح كبير، وإذا لم يصل إلى أبعد نقطة، فيمكن أن يحرج الكبار، وهو ما حصل في أكثر من مباراة، ومن هنا فإن فريقنا الوطني الذي يجيد ثقافة الفوز، يحترم المنافسين ولا يمكن أن ينظر نظرة مغايرة لمنتخب دون آخر، بل إن الجدية والواقعية هي السمة الأبزر التي يتمتع بها، ومن هنا فإنه سيكون بكامل الجاهزية لملاقاة المنتخب الكوري الشمالي والذي خسر وأن خسارته لا تجعلنا نقلل منه أبداً، فهو فريق يطمح إلى أ ن يبقى في الضوء، وأن الاحترام للمنافس يجعلنا نصل إلى أهدافنا.دراسة الملاحظات بشقيها من عوامل تحقيق النصرنقاط اللقاء الأول لا تجعلنا «نسترخي» مع الكوريين
copy short url   نسخ
11/01/2019
1266