+ A
A -
حوار - محمد حربي
أكد سعادة السفير الياباني لدى الدوحة، سييتشي أووتسوكا، أن العلاقات القطرية اليابانية متميزة، وآفاق التعاون واعدة بين الجانبين، وأن هناك توافقا في الرؤي بين الدولتين بشأن كثير من الملفات ذات الاهتمام المشترك، وأن اليابان تثمن الدور الذي تقوم به دولة قطر من أجل تحقيق الاستقرار بالمنطقة، ودعم الجهود الدولية في مكافحة الإرهاب، ومحاربة جرائم غسيل الأموال، موضحا أن اليابانيين حريصون على تشجيع رؤوس الأموال والاستثمارات اليابانية لدخول السوق القطري، مشيرا إلى أن وزير الخارجية الأميركي يحمل أجندة بها كثيرا من الملفات، خلال زيارته للمنطقة، وأن حل الأزمة الخليجية يكون عبر طاولة الحوار،، مشددا على دعوتهم للمستثمريين القطريين، الدخول في مشروعات واعدة باليابان، التي سوف تشهد في مايو المقبل احتفالية تولي ولي العهد الياباني العرش بعد تخلي الأمبراطور اكيهيتو عن الحكم لأول مرة في تاريخ اليابان لابنه، بسبب ظروف صحية.. هذه وغيرها بعض الأفكار، التي كانت ضمن حوار خاص لـ «الوطن»، وفيما يلي نصه:
{ دعنا، نبدأ من حيث الزيارة التي يقوم بها وزير الخارجية الأميركي مايكل بومبيو إلى المنطقة، وتشمل دولة قطر، ضمن جولة في دول الخليج الست، ومعهم مصر والأردن.. ما هي توقعاتكم؟.. وإلى أي مدى تتوقعون أنه بإمكانه حلحلة ملف الأزمة الخليجية وتحقيق المصالحة؟
- من وجهة نظرنا، أن الولايات المتحدة الأميركية، حريصة على تحقيق الاستقرار بالمنطقة، ومن أولويات ملفاتها في منطقة الشرق الأوسط التوصل إلى حل لمشكلة فلسطين وإسرائيل، ولذلك فإن وزير الخارجية الأميركي سوف يكون على اجندة لقاءاته وجولته في دول المنطقة، الحديث عن خطة سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وكذلك بحث مسألة الهدنة في اليمن، وتطورات حول الوضع في سوريا.. ولكن فيما يتعلق بالأزمة الخليجية، وملف المصالحة بين دول الحصار ودولة قطر، فإنه يحتاج جلوس جميع الأطراف على طاولة الحوار، والدخول في مفاوضات مباشرة.
الدبلوماسية القطرية
{ كيف تقيمون العلاقات بين دولة قطر واليابان؟
- نحن ننظر لها من زوايا عدة، فمن جانب تعد دولة قطر ثالث أكبر الموردين للغاز الطبيعي لليابان، كما أن الدبلوماسية القطرية الفاعلة تمثل عامل استقرار للمنطقة، وهذا موضع اهتمام ياباني، كما تتلاقى الأدوار اليابانية مع الدور القطري، في دعم الجهود الدولية من اجل دعم قوات حفظ السلام، كما تدخلت قطر لتسد الفراغ الأميركي في دعم الأونروا، وهذا يساعد على استقرار المنطقة، ويجد كل الدعم من اليابان، اضف إلى هذا وذاك الدور الكبير الذي قامت به دولة قطر في دعم الاستقرار في الأردن، عقب الاحتجاجات التي شهدتها المملكة الأردنية، والدعم القطري يخلق فرص عمل، لأن الاستقرار الأردني مهم للمنطقة من وجهة النظر االيابانية، ولا يمكن لأحد أن يغفل دور قطر حينما تدخلت لدعم العملة التركية من الانهيار، وقد ثمنت اليابان مثل هذه الجهود، التي تتوافق مع المبادئ اليابانية، لحفظ الاستقرار بالمنطقة.
فرص استثمارية
{ ما هي الجهود المبذولة لزيادة التعاون بين قطر واليابان؟
- استراتيجيتنا تقوم على زيادة التعاون الثنائي، وتشجيع حركة التنقل بين الأفراد من الجانبين، حيث يتم توجيه الدعوة إلى السياسيين والبرلمانيين، ورجال الأعمال، والقادة الشباب، من الجانبين، كما تقوم اليابان بتوجيه الدعوة سنويا إلى مركز قطر للقادة، فضلا عن ذلك فإنه لدى اليابان الاستعدادات، لإرسال خبراء ومدربين لدولة قطر، والآن هناك مشروع بين قطر واليابان انطلق منذ ما يقارب من 4- 5 سنوات، يتولاه مدرب ياباني لتدريب المدارس القطرية على تدريس مادة الرياضايات، كما ترغب اليابان في زيادة التعاون مع قطر في المجال الرياضي، نظرا إلى أن اليابان سوف تستضيف الدورة الولمبية 2020، وقطر تنظم كأس العالم عام 2022، واليابانيون حريصون على تبادل المعلومات في المجال الرياضي بين الجانبين لتحقيق النجاح للبطولتين.
{ ماذا عن الاستثمارات المشتركة بين البلدين؟
- هناك مشروع تتولاه شركات أميركية، بالتعاون مع قطر للبترول، بشأن مشروع الممر الذهبي، كما تقوم نبراس للطاقة، وهي شركة عالمية رائدة في مجال الاستثمار في الطاقة، بالتعاون مع شركات يابانية القيام بمشروعات كهربائية، وفي مجال الطاقة بدول أخرى مثل عمان، الأردن، واندونيسيا.
{ ما هي أهم الفرص الاستثمارية المتاحة في اليابان أمام القطريين؟
- هناك فرص كثيرة متاحة أمام المستثمرين ورؤوس الأموال القطرية باليابان، للاستثمار في مجالات الطاقة الجديدة والمتجددة، وقد جرت عدة لقاءات مع قطر للبترول، وفي اليابان اليوم هناك مشروع في الطريق إلى تنفيذه، يسمح لكل منزل ياباني، بتحويل البترول والغاز إلى طاقة بنفسه وذاتيا، دون الاعتماد على شركات الطاقة بعد ذلك، وهذا مشروع واعد، وايضا هناك مجال آخر يمكن ان يكون مربحا للاستثمارات القطرية باليابان، والمتعلق بشركات العقاقير الطبية وصناعة الدواء، وهو قطاع جديد وواعد أيضا.
{ إذا، دعنا نتوقف معكم عند نظرتكم كيابانيين إلى إعلان الأمبراطور الياباني التخلي عن الحكم، والتنازل عن عرش اليابان إلى ولي العهد، ودلالته؟
- هذا الحدث تاريخي بالنسبة لليابانيين، ولم تشهده اليابان منذ مائتي عام، حيث على مدى الإمبراطوريات الأربع السابقة، لم يتكرر ذلك، وكان المألوف عقب وفاة الأمبراطور السابق، يتولي الوريث أمور الحكم بشكل مباشر، وسلاسة، ويستمر جالسا على العرش حتى وفاته، ولكن في عام 2019، تاريخ وعصر جديد سوف يبدأ في الحياة اليابانية، بتولى ولي العهد الأمير ناريهيتو مقاليد الحكم، ويجلس على عرش البلاد في حياة الأمبراطور الحالي أكهيتو، الذي وجد في نفسه عدم القدرة الصحية على الاضطلاع بمهام إدارة البلاد، واختار أن يتنحى وينقل المهام إلى ابنه، ليصبح هو أمبراطور اليابان الجديد، وسوف يكون حفل التنصيب في بداية شهر مايو من هذا العام.
{ أخيرا، تحدثتم عن عصر جديد، سوف يبدأ في اليابان، مع تولي ولي العهد الحكم والجلوس على العرش الياباني، فما هي أحلام، وطموحات اليابانيين فيه؟
- العصر الجديد، الذي سوف يبدأ مع تولي ولي العهد حكم اليابان، فإن اليابانيين يطمحون ويتطلعون إلى أن يتحقق ثلاث أماني لهم، وهي أن يكون عصر سلام، واستقرار، وأخيرا يحققون وضعا أفضل على الصعيد الاقتصادي، وتتحسن الأمور المعيشية والاقتصادية، ومستويات الرفاهية للمواطنين، وأن تتوقف الكوارث الطبيعية، وتتحقق السعادة لهم، خاصة وأن المجتمع الياباني يواجه مشكلة الشيخوخة، وقناعتهم أن فكرة الاعتماد على التكنولوجيا ليست كافية وحدها فقط.
copy short url   نسخ
10/01/2019
952