+ A
A -
حوار – محمد الجعبريدعم كبير تقدمه اللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم بوزارة التعليم والتعليم العالي للعملية التعليمية بدولة قطر، حيث تنطلق اللجنة في عملها من خلال رؤية القيادة الرشيدة بضرورة تسخير كل الإمكانات المحلية والدولية للارتقاء بالعملية التعليمية، كذلك المساهمة في تنمية العنصر البشرى للوصول إلى اقتصاد المعرفة ضمن رؤية قطر 2030، حيث إن النهضة التعليمية التي تشهدها قطر تجد أصداء دولية كبيرة وإشادات متميزة من قبل خبراء العملية التعليمية الدوليين.
وفى هذا الجانب تحدث عبدالله خميس الكبيسي، رئيس قسم الشؤون العربية والإسلامية باللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم، عن أهم البرامج التي تقدمها اللجنة لدعم العملية التعليمية، وكان على رأس هذه المشروعات المساهمة في مشروع حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، والخاص بنشر اللغة العربية والثقافة الإسلامية في الدول الإسلامية غير الناطقة بالعربية، وغيره من مشروعات دعم التعليم واللغة العربية والثقافة الإسلامية في الدول الإسلامية النامية والفقيرة، خاصة مشروعات تعليم الكبار ومحو الأمية، ومشروعات دعم التعليم للجميع.
وأوضح الكبيسي في حديث لـ الوطن أن قطر تستفيد من عضويتها في هذه منظمات (اليونسكو- الألكسو- الإيسيسكو)، والتي تتمثل في حضور دولة قطر على الساحة الدولية والعربية، وتفاعلها مع مختلف القضايا الدولية والعربية المتعلقة بمجالات التعليم والتربية والثقافة والاتصال والتراث، لأن هذه المنظمات تجمع في عضويتها كل دول العالم، كما أن هذه المنظمات تعد بيوت خبرة تضم كوكبة متميزة من الخبراء في مجالات التعليم والثقافة والعلوم، يمكن الاستعانة بهم في تنفيذ المشروعات التنموية داخل الدولة وقت الحاجة .. وإلى نص الحوار:
} هل يمكن أن تعطينا فكرة عن نشأة اللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم والمهام التي تقوم بها؟
- تأسست اللجنة الوطنية القطرية منذ ما يزيد على ستة وخمسين عاماً، وتحديدا في 25 فبراير1962 للقيام بدور حلقة الاتصال بين منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلم- اليونسكو، والتي كانت دولة قطر من الدول السباقة في الانضمام إليها – وبين الجهات المختصة بقطاعات التربية والعلوم والثقافة والإعلام والاتصال في الدولة، وذلك بهدف تحقيق الاستفادة من الخدمات والبرامج والمشروعات التي تقدمها اليونسكو في تلك المجالات.
ومع مرور الوقت وقيام الدول العربية بتأسيس المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم المعروفة باسم «الألكسو» التابعة لجامعة الدول العربية، وقيام الدول الإسلامية أيضا بإنشاء منظمة مماثلة وهي المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة «الإيسيسكو» التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي، أصبحت اللجنة الوطنية معنية أيضا بالتعاون مع هاتين المنظمتين وإضافة إلى المنظمات الثلاث (اليونسكو- الألكسو- الإيسيسكو) فإن اللجنة الوطنية تقوم أيضاً بدور حلقة الاتصال بين المكاتب الإقليمية والفرعية لتلك المنظمات وبين الجهات العلمية والثقافية والتربوية بدولة قطر.
} وما المهام والتخصصات المعنية بها اللجنة الوطنية؟
- تتلخص محاور اختصاصات اللجنة في التواصل مع المنظمات الدولية والهيئات والمكاتب التي تمثلها، مع الجهات المختصة بقطاعات التربية والثقافة والعلوم والاتصال في دولة قطر، بمعنى هي حلقة الوصل بين تلك الجهات الدولية والجهات المحلية، كذلك تنظيم المؤتمرات والندوات وورش العمل والحلقات النقاشية بالتعاون مع المنظمات الدولية والعربية والإسلامية في مجالات التربية والثقافة والعلوم، كما تقوم اللجنة بالتوعية والتنوير وإثراء الفكر التربوي والثقافي والعلمي على مستوى العالم العربي بصفة عامة، ودولة قطر بصفة خاصة من خلال إصدار مجلة التربية وهي مجلة محكمة فصلية تصدر كل ثلاثة أشهر فيها 320 صفحة تتناول قضايا التربية والثقافة العلوم والاتصال المطروحة على الساحتين العربية والدولية، وتستقطب العديد من الكتاب والمفكرين في العالم العربي وتوزع بالتبادل والإهداء على الجامعات ومراكز البحوث العربية.
ومن اهتمامات اللجنة وتخصصاتها أيضاً المساهمة في تنويع الثقافات والتحاور بين الحضارات وزيادة الخبرات الحياتية لدى قطاع كبير من طلبة وطالبات مراحل التعليم الثلاث بدولة قطر من خلال مشروع شبكة المدارس المنتسبة لليونسكو، ومشاركة المؤسسات ذات العلاقة في الدولة احتفالاتها وفعالياتها وإقامة تعاون مشترك بينها، كما تقوم اللجنة بعمل الاحتفالات المهمة بالأيام العالمية التي حددتها منظمة اليونسكو بالتعاون مع الجهات المعنية بهذه الأيام.
} بصفتك رئيساً لقسم الشؤون العربية والإسلامية باللجنة الوطنية.. هل يمكن أن تعطي للقارئ فكرة عن هاتين المنظمتين العربية، والإسلامية؟
- المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، منظمة تابعة لجامعة الدول العربية ومقرها الجمهورية التونسية وتضم في عضويتها «22» دولة عربية، ورسالتها أن الثقافة التي تجمع بين معرفة التراث العربي الإسلامي وتبني مبادئه الراقية، وبين الانفتاح على مختلف الروافد العالمية في إطار حوار متكافئ وبناء، هي خير حصن يقي الإنسان العربي مخاطر الوقوع بين براثن التطرف والإرهاب، ومن هذا المنطلق فإن الألكسو تعمل على تعريف الإنسان العربي بجوهر ما تقوم عليه ثقافته الأصلية من مبادئ وقيم، وتسعى في الوقت نفسه إلى مد جسور تواصله بباقي ثقافات العالم ليتفاعل معها ويأخذ منها، ويضيف إليها على أساس الاعتزاز بالذات والقدرة على التأقلم مع معطيات العصر وخصائصه.
حيث يتألف الهيكل التشريعي للمنظمة من مؤتمر عام يعقد كل سنتين، ومجلس تنفيذي يعقد ثلاثة اجتماعات عادية في الدورة المالية، ويتألف الهيكل التنفيذي للمنظمة من مدير عام ينتخب لمدة أربع سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة، ومدير مساعد.
كما يضم الهيكل الفني مكتب المدير العام وأمانة المجلس التنفيذي، والإدارات الفنية: التربية،الثقافة، العلوم، المعلومات والاتصال، الشؤون الإدارية والمالية، وتضم الأجهزة الخارجية التابعة للمنظمة، معهد البحوث والدراسات العربية ومقره القاهرة، معهد المخطوطات العربية- القاهرة، مكتب تنسيق التعريب- الرباط، معهد الخرطوم الدولي للغة العربية – الخرطوم، والمركز العربي للتعريب والترجمة والتأليف والنشر- دمشق
} ماذا عن علاقة اللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم بالمنظمة العربية؟
- منذ نشأة المنظمة العربية، وانضمام دولة قطر كعضو بها، تواصلت اللجنة الوطنية مع المنظمة في تنفيذ العديد من الأنشطة والفعاليات على مدار كل دورة مالية للمنظمة، حيث اشتملت هذه الفعاليات على ندوات ومؤتمرات وورش عمل في كافة مجالات التربية والثقافة والعلوم، كما شاركت اللجنة الوطنية في مشروعات المنظمة مثل مشروع الألكسو للتطبيقات الجوالة العربية، ومشروع النهوض باللغة العربية، ومشروع الموارد العربية المفتوحة وغيرها من المشروعات الهامة، إضافة إلى الاستعانة بخبراء المنظمة في كثير من المواقع التربوية والثقافية والتراثية في الدولة.
} وما اختصاصات المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة – الايسيسكو؟
- هي منظمة تعنى بالتربية والثقافة والعلوم في الدول الإسلامية وتتبع منظمة التعاون الإسلامي التي تضم في عضويتها ما يقارب «52» دولة إسلامية، ومقرها مدينة الرباط بالمملكة المغربية، وهى تقدم دعم كبير للارتقاء بالعملية التعليمية بالدول الأعضاء، ونقل التجارب الناجحة بين الأعضاء للاستفادة منها، كذلك توحدي بعض المفاهيم بين الدول الإسلامية، للعمل على نبذ العنف بالمناهج وإعلاء قيم التسامح بين طلاب تلك الدول لنشر الإسلام الوسطى.
} وماذا عن علاقة اللجنة الوطنية القطرية بالمنظمة الإسلامية؟
- لقد نفذت اللجنة بالتعاون مع المنظمة الإسلامية العديد من الأنشطة والمشروعات في كافة المجالات التربوية والثقافية والتراثية والإعلامية، وكان على رأس هذه المشروعات، مشروع حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، والخاص بنشر اللغة العربية والثقافة الإسلامية في الدول الإسلامية غير الناطقة بالعربية، وغيره من مشروعات دعم التعليم واللغة العربية والثقافة الإسلامية في الدول الإسلامية النامية والفقيرة، خاصة مشروعات تعليم الكبار ومحو الأمية، ومشروعات دعم التعليم للجميع.
} أستاذ عبد الله .. ماذا تستفيد دولة قطر من عضويتها في هذه المنظمات؟
- في الحقيقة هناك استفادة كبيرة من هذه العضوية، والتي تتمثل في وجود حضور دولة قطر بالمحافل المختلفة على الساحة الدولية والعربية، وتفاعلها مع مختلف القضايا الدولية والعربية المتعلقة بمجالات التعليم والتربية والثقافة والاتصال والتراث، لأن هذه المنظمات تجمع في عضويتها معظم، بل كل دول العالم، كما أن هذه المنظمات تعد بيوت خبرة تضم كوكبة متميزة من الخبراء في مجالات التعليم والثقافة والعلوم، يمكن الاستعانة بهم في تنفيذ المشروعات التنموية داخل الدولة وقت الحاجة، كذلك فإن المردود الإيجابي للمشروعات والأنشطة التي تقوم بها هذه المنظمات وتشارك فيها دولة قطر، على تنمية قدرات أبناء قطر، أو في تنفيذ بعض المشروعات داخل الدولة، وتوقيع عدد من الاتفاقيات الثقافية والتربوية بين تلك المنظمات وبين الجهات والمؤسسات المعنية في الدولة لتنفيذ مشروعات مشتركة ذات عائد ومردود جيد، إضافة إلى ابتعاث بعض أبناء قطر للتدريب والتأهيل في تخصصات جيدة في تلك المنظمات.
} نود التوضيح أكثر للقارئ عن دور اللجنة الوطنية في الربط بين هذه المنظمات والدولة؟
- كما ذكرت لك سابقاً أن اللجنة الوطنية تمثل همزة الوصل بين المنظمتين والمؤسسات والجهات ذات العلاقة في الدولة، بمعنى أن جميع الأنشطة والمشروعات التي تنفذها المنظمتان تتم من خلال اللجنة الوطنية.. فاللجنة الوطنية تتعرف على احتياجات مؤسسات الدولة ذات العلاقة، وتسعى إلى تحقيق هذه الاحتياجات من خلال دراساتها للبرنامج والميزانية لهذه المنظمات، ومن خلال مشاركتها في المؤتمرات العامة والمجالس التنفيذية، كما نجد دعما كبيرا من قبل سعادة الدكتور محمد بن عبدالواحد الحمادي- وزير التعليم والتعليم العالي، رئيس اللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم، كذلك العمل الدؤوب من قبل الدكتورة حمدة حسن السليطي- الأمين العام للجنة الوطنية، لتذليل كل العقبات أمام عمل اللجنة.
copy short url   نسخ
10/01/2019
1812