+ A
A -
أكد سعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري مستشار بالديوان الأميري مرشح دولة قطر مديرا عاما لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو» وجود فجوات بين دول العالم في توفير الثقافة وفرص التعليم، مطالبا برأب هذا الصدع والدفع باتخاذ إجراءات واضحة لتوفير الثقافة والتعليم للجميع وفوق الجميع من خلال الدبلوماسية الثقافية.
جاء ذلك خلال ورقة قدمها سعادته أمس، في الجلسة الافتتاحية لأعمال الندوة الدولية حول الدبلوماسية الثقافية في العالم العربي التي ينظمها معهد الدبلوماسية الثقافية الدولي في العاصمة الألمانية برلين.
وأوضح سعادة الدكتور الكواري في ورقته التي حملت عنوان (ثقافة دبلوماسية في منهج دولي جديد) أن هناك بلادا بها مدارس ومكتبات وكتب وافرة تتكدس في كل مكان، بينما هناك عجز في دول أخرى عن توفير أدنى متطلبات التعليم الأساسي لملايين البشر، وأن تقارير اليونسكو تشير إلى وجود 58 مليون طفل منقطعين عن الدراسة لأسباب اقتصادية بالأساس.
ولفت سعادته في هذا الصدد إلى أن دولة قطر استشعرت مهمتها الدولية في هذا الشأن وقدمت العديد من المبادرات في مجال التعليم مثل مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم (وايز)، ومؤسسة (التعليم فوق الجميع) وصولا إلى مبادرة (علّم طفلا) التي سمحت في نهاية هذا العام بتقديم التعليم لما يزيد على عشرة ملايين طفل وطفلة في المناطق الأكثر تهميشا في العالم.

وأضاف سعادته أن الدّبلوماسيّة الثقافيّة تعنى بتطوير نمط الحوار مع الآخر، فتكون المنتجات الثقافيّة هي العملة الرّئيسيّة لهذا الضّرب من التّداول بين المجتمعات، ومنها الفنون والآداب التي تتجاوز الحدود الجغرافيّة، مشيرا إلى أن هذه المنتجات قد تتشكل في بعض الصّروح الثقافيّة التي تعمل على تعريف المجتمعات بثقافات الشّعوب، ومنها تجربة معهد العالم العربي بباريس حيث لعب دورا بارزا في التّعريف بالثقافة العربيّة لدى الفرنسيين والأوروبيّين عموما، ورسّخ الحوار بين الشّرق والغرب.وتابع الدكتور الكواري بالقول «كما أن لنا في المعاهد الثقافيّة الغربيّة مثل، معهد غوته الألماني ومعهد سرفانتس الإسباني والمعهد الفرنسي للتّعاون والمجلس الثقافي البريطاني خير أمثلة على مدى الإيمان بأثر الدّبلوماسيّة الثقافيّة على تقريب الشّعوب وإحلال السّلام في العالم من خلال نشر القيم الكونيّة، لأنه لا معنى للدبلوماسيّة الثقافيّة دون الاعتقاد في هذه الأرضيّة المشتركة للقيم».وحذر مرشح دولة قطر لليونسكو من خطورة فتور الدّبلوماسيّة الثقافيّة والذي يؤدّي إلى تقهقر الأمن والسّلام، لافتا إلى تبنيه خلال حملته الانتخابية لليونسكو إنشاء يوم دولي للثقافة ضد الإرهاب وندائه في أكثر من محفل دولي، لأنه لا سبيل إلى محاربة الإرهاب في جذوره إلاّ بالثقافة، مشيرا إلى أن منظّمات المجتمع الدّولي تقوم بدور فاعل في هذا المجال، وعلى رأسها منظّمة اليونسكو.
وقال سعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري مستشار بالديوان الأميري مرشح دولة قطر مديرا عاما لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو» خلال ورقته أمام الندوة الدولية الدبلوماسية الثقافية في العالم العربي «إنّنا نحتاج إلى الدّبلوماسيّة الثقافيّة في معركتنا لأجل حماية التراث الإنساني الذي يتعرّض اليوم إلى التّخريب والنّهب، في مدن الموصل بالعراق وتمبكتو/ (لؤلؤة الصّحراء) بمالي، وليبيا، وتدمر في سوريا.. وغيرها»، مؤكدا أن من مهمّات الدّبلوماسيّة الثقافيّة حماية المقدّرات التراثيّة للإنسانية.
وأشار إلى أن مدينة بون الألمانيّة قد شهدت تدشين برنامج اليونسكو لحماية التراث الثقافي بإنشاء حملةِ «متّحدون من أجل التراث» إيمانا من المجتمع الدّولي بأنّ التّراث ليس مجرّد صروح أثريّة باقية من إبداع الأجداد أو مخزون ذهنيّ تتناقله الشّعوب فيما بينها، ولكنّه مكوّن رمزيٌّ يسمح بالحوار بين الثقافات المتنوّعة ويحفظ التّقارب فيما بينها ويُعزّز فرص السّلم العالمي، لافتا إلى أن دولة قطر قد انخرطت في هذه الحملة لإيمان قيادتها وشعبها بأنّ حماية التّراث شأن عالمي يهمّ الإنسانيّة، موضحا اهتمامه ومسؤوليته الشخصية بقضية حماية التراث الإنساني خاصة بعد تتويجه قبل أشهر بجائزة «رجل التراث العربي 2016».وأكد أن الدبلوماسيّة الثقافيّة قوّة ناعمة تحتاج إلى قناعة تامّة بجدواها، داعيا إلى تحسين أداء تبليغ الثقافة في جميع الأوساط ومخاطبة الأفراد والجماعات المحليّة بالشّكل الذي يسمح لها بتقبّل مضامين الثقافة وأنواعها لتكون في خدمة التّنمية المستدامة، مشيرا إلى أنه كمرشح دولة قطر لليونسكو قد جعل من الدّبلوماسيّة الثقافيّة رهانا أساسيّا لحملته فضلا عن اهتمامه بها منذ ما يزيد على ثلاثين سنة خلال مسيرته المهنية.وشدد الدكتور الكواري على أن دولة قطر لا تدخر جُهدا في سبيل التَّبادل الثقافي، وهو ما يعبّر عنه انفتاحها على ثقافات الوافدين عليه حتّى صار مفترقا حضاريّا، لافتا إلى العديد من المشروعات التي قدمها خلال توليه مسؤولية وزارة الثقافة والفنون والتراث سابقا مثل الاهتمام بالترجمة والإسهام في إنشاء سنوات ثقافية مع العديد من دول العالم، ممّا أتاح تبادلاً ثقافيّا في جميع المجالات، فقرّب بين المبدعين، وقرّب الثقافات إلى بعضها، وأصبح الاحتفاء بالسّنة الثقافيّة سُنّةً في قطر، «ناهيك أنّ سنة 2017 ستكون هي السنة الثقافيّة القطريّة الألمانيّة، ويكشف ذلك عن الرّوابط المتينة التي تجمع الدّولتين في جلِّ المستويات لأنّ الثقافة ركيزة العلاقات الاقتصاديّة والسياسيّة، وصمّام أمان الدّبلوماسيّة».وكان الدكتور الكواري في بداية كلمته قدم عزاءه في ضحايا حادث مدينة «ميونخ» الألمانية الأخير، كما أشاد بدور ألمانيا في دعم حوار الحضارات من خلال الكثير من المراكز البحثية.وجاءت مشاركة الدكتور الكواري في أعمال هذه الندوة بدعوة من معهد الدبلوماسية الثقافية الدولي كما أنها في إطار حملته الانتخابية لمنصب مدير عام اليونسكو، وسوف يلتقي الدكتور الكواري خلال زيارته بعدد من الشخصيات رفيعة المستوى المشاركة في الندوة من عديد دول العالم، كما يلتقي ببعض الشخصيات الألمانية الرسمية في نطاق حملته.
copy short url   نسخ
27/07/2016
1975