+ A
A -
تحقيق- محمد صلاح
طالب عدد من المواطنين بضرورة توفير خيام مكيفة ومظلات واقية من حرارة الشمس في باحات المساجد الكبيرة خاصة القريبة من المناطق المزدحمة بالعمال التي يتعرض معظمهم لأداء الصلاة خارج المساجد نظرا لامتلائها بالمصلين في يوم الجمعة، وقالوا لـ الوطن إن هذه الفكرة من شأنها أن تعالج مشكلة ضيق بعض المساجد والقضاء على ظاهرة الصلاة خارج المساجد تحت أشعة الشمس الحارقة. وأضافوا أن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية غير مقصرة في عملية بناء المساجد ذات الجودة العالية والمساحات الكبيرة موضحين أن سبب المشكلة يرجع إلى توافد الكثير من المواطنين والمقيمين من أماكن شتى إلى مساجد بعينها وعدم إقامة الصلاة في المساجد القريبة منهم ما ساهم في تكدس المصلين في هذه المساجد.
كما اقترحوا بعض الحلول الأخرى للقضاء على هذه الظاهرة مثل استغلال مساجد الفروض القريبة من الجوامع التي تقام بها صلاة الجمعة وذلك في الأماكن المتكدسة بالسكان، وجددوا اقتراحهم بأن يتوفر في هذه الخيام حال تواجدها خارج المساجد مترجمون لخطب الجمعة لباقي الجنسيات الأخرى خاصة أن أغلب المصلين من جنسيات أخرى تتحدث غير العربية.
وفي ذات السياق يطالب المواطن سالم محمد بتوفير مظلات في ساحات المساجد لاحتواء أعداد المصلين خارج المسجد أثناء صلاة الجمعة موضحا أن أغلب المصلين من المقيمين الذين يأتون من مناطق مختلفة لقضاء صلاة الجمعة مع إمام بعينه، وقال إن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ليس لديها أي تقصير على الإطلاق في عملية بناء أو توزيع المساجد لافتا إلى أن المشكلة تكمن في أن أغلب المصلين من فئة المقيمين الذين يأتون من مناطق أخرى غير الموجود بها هذه المساجد لافتا إلى أن الوزارة تبني المساجد بحسب الطاقة الاستيعابية لكل منطقة على حدة، مؤكدا طلبه بتوفير مظلات ثابتة في باحات المساجد لعلاج هذا الأمر الذي من شأنه أن يحد من تلاشي هذه الظاهرة تماما.
المناطق العمالية أكثر كثافة
من جانبه، يقول عاطف عطيفة إن غالبية المساجد المزدحمة تكون في المناطق ذات الكثافة العمالية والتي يتحدث أغلب المصلين فيها بلغات مختلفة لذا لابد من توفير مظلات في باحات المساجد القريبة من هذه المناطق لعلاج هذا الأمر، أو توسعة مساجد هذه المناطق بما يتماشى مع هذه الاعداد الكبيرة، واقترح المنصوري توفير دعاة من جنسيات غير العربية لترجمة الخطبة في هذه الخيم أو المظلات، موضحا أن ذلك من شأنه أن يخفف الزحام في المناطق ذات الكثافة العمالية وأن يحد من مشكلة ترجمة الخطبة التي لا يفهمها أكثر من ثلثي المسجد نظرا لتحدثهم بلغات أخرى غير العربية.
وأكد المواطن محمد الجناحي أهمية استغلال مساجد الفروض في المناطق ذات الكثافة الكبيرة في خطبة الجمعة وقال إن بعض المناطق بها أكثر من ثلاثة مساجد تابعة للوزارة، موضحا أن استغلال مسجد واحد لصلاة الجمعة بهذه المناطق لا يكفي.. وأشار الجناحي إلى أن فكرة ضم مسجد آخر كحالة استثنائية تحد من تلاشي هذه الظاهرة تماما وتساهم في احتواء جميع المصلين داخل المساجد دون أن يتعرض بعضهم لأشعة الشمس الحارقة، وقال إنه ليس من الطبيعي أن يصلي الناس خارج المساجد ونحن في دولة أنعم الله عليها بالكثير من الثروات مثل دولة قطر، داعيا وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية لتبني هذه الفكرة التي تخدم الوافدين إلى بيوت الله عز وجل.
درجة الحرارة مرتفعة
من جانبه، يقول سعد أحمد إن شهر الصيف في قطر تتخطى درجة الحرارة فيه الـ50 درجة مئوية إلى جانب ارتفاع نسبة الرطوبة عند فترة الظهيرة، مضيفا أنه ليس من المنطقي أن يقضي مئات الأشخاص الصلاة في هذه الأجواء دون أي واقٍ وطالب إدارة المساجد بتوفير مظلات واقية من الحرارة في باحات المساجد خاصة الأماكن ذات الكثافة السكانية منها كما جدد طلبه بترميم المساجد القديمة وتوسعتها وبناء أخرى جديدة في المناطق التي تزدحم بالمصلين، كالمنطقة الصناعية وغيرها من المناطق.
واستحسن أحمد الدهنيم فكرة وضع خيام مكيفة خارج المساجد أثناء صلاة الجمعة، مشيرا إلى أنها فكرة حضارية من الدرجة الأولى وتظهر جوانب طيبة ومنظمة للمصلين خارج المساجد. وقال إن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية تقدم خدمات جليلة في خدمة بيوت الله تعالى، مطالبا إياها بتبني هذه الفكرة خاصة في مساجدها الكبيرة التي تتيح لهم تطبيق هذه الخدمة.
وأضاف الدهنيم أن ترجمة خطبة الجمعة أصبحت مطلبا ضروريا في دولة أغلب سكانها من المقيمين الذين يتحدثون لغات غير العربية لافتا إلى أن هذه الخيام فرصة كبيرة لتطبيق نظام الترجمة حتى لو كان المترجم من الأفراد الذين يصلون الجمعة في هذا اليوم، موضحا أن هذه الفكرة ستسهم في إتمام عملية ترجمة الخطبة دون أن يكون هناك أي وشوشة على المصلين أثناء الخطبة.. وقال إن قطر بلد كبير متدين ويجب أن تكون الصلاة فيها بصورة حضارية تتناسب مع إمكانات وقدرات هذه الدولة الرائدة، مشيرا إلى أن الوزارة لديها باع كبير في خدمة المصلين وأهل القرآن ولن تتوانى للحظة عن دراسة مثل هذه الأفكار.
انقطاع الصفوف قد يبطل الصلاة
وكانت الوطن قد ناقشت في تحقيق صحفي سابق قضية الصلاة خارج المساجد والتي تؤدي إلى بطلان الصلاة في بعض الأحيان حال انقطاع الصفوف وقد تباينت آراء عدد من أساتذة الفقه والشريعة في ذات التحقيق، فقال بعضهم إن الصلاة مع الإمام تجوز خارج المسجد شريطة تواصل الصفوف ببعضها وعدم وجود فواصل كبيرة بين صفوف المصلين كوجود طريق أو نهر يحيل تواصل الصفوف، بينما اعتبرت الآراء الأخرى أن الفصل بين الصفوف سواء داخل المسجد أو خارجه لا يبطل الصلاة أياً كانت الفواصل شريطة اتصال الرؤية وألا يبعد الصف عن الجماعة بمسافة 300 متر، وأضاف أصحاب الرأي أن الخلاف في هذه المسألة خلاف فرعي بعيد عن مسألة الجواز أو البطلان، وإنما هو خلاف في الآداب العامة للصلاة حتى لا تكون هناك فرجة للشيطان.
وعن دور وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في توسعة المساجد وزيادة احتواء قدرتها الاستيعابية كان قد صرح محمد بن حمد الكواري مدير إدارة المساجد لـ الوطن في تصريح سابق، إن الإدارة تنفذ خطة عامة لتطوير المساجد وتوسعتها على مستوى الدولة لخدمة المصلين.
خطة لتوسعة المساجد
وأشار إلى أن هذه الخطة تشتمل على هدم المساجد القديمة والمحدودة، وإعادة بناء مساجد ذات طابقين وتوسعتها لمواكبة الزيادة السكانية في مختلف مناطق الدولة، والبحث في البدائل والحلول الممكنة أثناء التنفيذ لتمكين المصلين من أداء العبادة في سهولة ويسر من خلال إقامة مساجد مصنّعة، ودعا المصلين في ذات التصريح إلى الحرص على الصلاة بالمساجد القريبة إلى حين الانتهاء من بناء وصيانة وإعادة ترميم المساجد التي اعتادوا على الصلاة فيها.
وكان قد أوضح الكواري أن مشاريع تطوير المساجد ستضاعف طاقتها الاستيعابية، وستوفر كل الخدمات اللازمة لسكان المناطق المختلفة لأداء العبادة، مؤكداً رعاية ودعم وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية لبيوت الله في كل مناطق الدولة.
وذكر أن الإدارة تضطلع بتحديد احتياجات المناطق في الدولة من المساجد والمصليات، وتزويد المناطق بالمساجد المؤقتة والإشراف على حفظها، وإعداد الخطة السنوية لصيانة المساجد ومساكن الأئمة، والإشراف على مشاريع تشييد المساجد ومساكن الأئمة المملوكة للوقف من حيث التصاميم والمواصفات الفنية والهندسية والتنفيذ، وإعداد قاعدة بيانات عن المساجد. وعلى مستوى مساجد قطر عامة قال الكواري إن إدارة المساجد حرصت على بذل كل ما بوسعها من جهد ليلا ونهارا من أجل خدمة بيوت الله تعالى وخدمة موظفيها ومرتاديها. مشيراً إلى أن عدد المساجد في قطر فاق 1800 مسجد موضحا أن هذا العدد يزداد في كل عام من 30 إلى 60 مسجدا تقريبا لافتا إلى أن ذلك يتطلب التعاون الجاد من قبل الجميع وخاصة الجهات ذات العلاقة وعلى جميع المستويات من أجل مسيرة العطاء وتقديم مساجد قطر كنموذج يحتذى بها في العالم الإسلامي.
copy short url   نسخ
27/07/2016
7551