+ A
A -
الرباط- الأناضول- قدم الباحث المغربي بمركز «كارنيجي» للشرق الأوسط محمد مصباح وصفة فكرية لإخراج المتشددين في الجماعات الإرهابية من حالة التطرف.
ويوضح للاناضول أن ذلك يتم أولا عبر عملية نزع المشروعية عن الفكرة التي كان يؤمن بها المتطرف، وهي عملية تقع نتيجة للاحتكاك اليومي مع الوقائع هناك، أو بوقوع نوع من «فك السحر» نتيجة خيبة الأمل التي كان يعقدها على تيار كان يعتقده طاهرا، أما المستوى الثاني، وهو الانفصال التنظيمي عن المجموعة التي كان ينتمي إليها، في المرحلة الأولى، حيث يطرح الأسئلة، لكنه في المرحلة الثانية يفك ارتباطه التنظيمي، أما في المرحلة الثالثة، فيدخل في مواجهة فكرية مضادة مع هذا النوع من الأفكار.
ويذهب مصباح في دراسة سيرورات التحول نحو الراديكالية والاعتدال، إلى أن «داعش» تستقطب مقاتليها عبر أربعة آليات، أولها ما يمكن تسميته بـ»تمكين الشباب» من خلال توفير فرص للشباب المهمش والمقصي، وثانيهما «الإيديولوجية البالغة التطرف أو التوحش» الذي يتميز به داعش، والتي تمثل نوعا من «الصفاء» للقادمين الجدد، واعتبر أن «داعش» تمثل أعلى درجات التطرف، فهي تؤمن بنظرية «العنف الشامل» و»التوحش» والرعب كأداة للنصر.
واضاف هذا الجيل الجديد هو حالة نفسية تتقاطع من الإيديولوجية الجهادية، حالته النفسية تتوافق مع الإيديولوجية التي جاء بها أبو مصعب الزرقاوي، فهو ناقم على المجتمع مهمش ولديه رغبة في الانتقام.
أما عن كيف يصبح المتشدد متطرفا يقول إن عملية التأطير تتم من خلال ثلاث مستويات وهي المستوى النفسي والفكري والسلوكي، المعطى الأول السيكولوجي ويتعلق بالتعاطف مع القضايا التي يدافع عنها الجهاديون، والمستوى الثاني فكري، حيث يبدأ الشخص بالقراءة في وسائل التواصل الاجتماعي ومشاهدة الفيديوهات وقراءة الكتب الجهادية، وهذا مستوى أرقى لأنه من خلاله يتم تثبيت هذه النوازع العاطفية والشحن في اتجاه فكري محدد، ويتم تعميقها مع الوقت، المستوى الثالث هو البعد السلوكي، وهو عملية تحول نوعية، من التعاطف والفكر إلى الفعل الإرهابي الذي هو أرقى درجات التطرف، لأن الشخص لما يتعاطف ويتماهى مع الأيديولوجية يهيئ لاحقا للقيام بالفعل العنيف.
واكد ان الخروج من التطرف هو مسار في الاتجاه العكسي، حيث تقع أولا عملية نزع المشروعية عن الفكرة التي كان يؤمن بها، وهي عملية تقع كنتيجة للاحتكاك اليومي مع الوقائع هناك، أو بوقوع نوع من «فك السحر» نتيجة خيبة الأمل التي كان يعقدها على تيار كان يعتقده طاهرا، أما المستوى الثاني، وهو الانفصال التنظيمي عن المجموعة التي كان ينتمي إليها، في المرحلة الأولى يطرح الجهادي المنسلخ الأسئلة، لكنه في المرحلة الثانية يفك ارتباطه التنظيمي أما في المرحلة الثالثة، وهي النشيطة، فيدخل في مواجهة فكرية مضادة مع هذا النوع من الأفكار.
copy short url   نسخ
27/07/2016
2079