+ A
A -
أصبح شرب الشيشة أو الأرجيلة تقليداً يومياً في حياة الكثيرين وتحولت من تقليعة جديدة إلى سلوك يومي لا يمكن الاستغناء عنه.
يتجه الكثير من الشباب، خاصة من يقلعون عن تدخين السجائر إلى تدخين الأرجيلة اعتقاداً منهم أنها أقل خطورة من التدخين بالإضافة لاحتوائها على الماء والذي يخفف من حدة السموم المنبعثة منها.
في العاصمة الأردنية عمان انتشرت المقاهي التي تقدم الأراجيل كمنتج أساسي فلا يكاد يخلو شارع من وجود المقاهي التي تكتظ بمحبي الأرجيلة خاصة في ساعات المساء.
وتحول مشهد المقاهي التي تقدم الأراجيل إلى مشهد مألوف في عمان وأصبحت تجارة المقاهي التجارة الأكثر ربحاً مع ارتفاع أعداد مرتاديها بشكل مطرد ومتسارع.
وأصبح تدخين الأرجيلة في مجتمعاتنا شيئاً مألوفاً حتى أصبح العديد من المقاهي تختص في الأراجيل ويقصدها معظم روادها من أجل شرب «نفس الأرجيلة» قبل الجلوس مع الأصدقاء أو تبادل الأحاديث.
ولم تعد الأرجيلة تقتصر على الشباب وحدهم كما كانت في السابق حيث أخذت بالانتشار وبسرعة كبيرة بين الفتيات والصبايا لينافسن الشباب على تدخينها في المقاهي «والكافيهات» المخصصة لها.
ومما يثير فضول الشباب وحبهم للأرجيلة احتوائها على نكهات محببة لدى الكثير منهم مثل نكهة البطيخ أو الشمام والنعناع والتفاح بالإضافة للشيوكولاتة وكافة أنواع الفواكه وهو ما يجعل طعم تدخينها أشهى بالنسبة للشباب من السجائر.
إلا أن للعلم رأياً آخر حيث أشارت الدراسات إلى أن هناك علاقة وارتباطاً وثيقاً بين تدخين النارجيلة بواسطة الأنبوب المطاطي وبين سرطان الفم وذلك بحسب دراسة أجرتها كلية الطب بجامعة الأزهر في مصر.
ويؤكد خبراء أن احتواء الأرجيلة على مواد ونكهات مصنعة كيمياوياً يزيد من نسبة سميتها ويضاعف نسبة احتمال إصابة المدخن بأنواع السرطانات المختلفة مثل سرطان الحنجرة والمثانة.
ويعتقد عدد من الشباب، خاصة الذين أقلعوا عن التدخين حديثاً أن تدخين الأرجيلة هو أفضل حل لنسيان السجائر، خاصة الابتعاد عنها وأن اعتقادهم يتعزز بوجود الماء في النارجيلة، ظناً منهم أنه يصفيها وينظفها من الرواسب وبعض المواد المسرطنة.
وتؤكد الدراسات أن مادة ثاني أكسيد الكربون المنبعثة والناتجة عن احتراق الفحم هي أكبر بأضعاف من مادة أول أكسيد الكربون التي تنتج عن احتراق الورق في حالة تدخين السجائر العادية هذه بالإضافة لاحتواء الأرجيلة على مادتي النيكوتين والقطران بشكل أكبر من احتواء السيجارة عليها.
وتعتبر الأرجيلة من أهم وأكثر أسباب انتقال الإمراض بين مستخدميها وذلك بسبب استخدام العشرات يومياً لنفس الأنبوب «البربيش» الذي يتم من خلاله عملية سحب الدخان وهو ما يساهم بنشر الإمراض المعدية بسبب صعوبة تعقيمه بين كل استخدام.
كما أن تزايد المحاذير من استخدامها في الوقت الحالي بسبب انتشار أنواع الأنفلونزا المختلفة واعتبارها سبباً رئيسياً في نقل المرض بين المدخنين.
وفي دراسة أجراها خبراء الخبراء العاملون بمركز أبحاث السرطان في جامعة هايدلبرج في ألمانيا أكدت أن ما لا يقل عن 70 مادة كيماوية تنتج عن احتراق الفحم وتفاعل التبغ مع النكهات المضافة إليه وهي كلها مواد سامة وخطيرة على صحة الإنسان.
خالد سلطان أحد الشباب الذين أدمنوا جلوس المقاهي والاستمتاع بأجوائها الساحرة بين السمر ولعب الورق إلى متابعة المباريات المهمة بصحبة أصدقائه إلا أنه أشار إلى أن العامل الرئيسي لوجوده بالمقهى هو تدخين «الأرجيلة».
ويضيف أنه منذ أن أقلع عن التدخين منذ ما يقارب السنتين وهو يشرب الأرجيلة بشكل يومي بسبب قناعته أنها أقل ضررا رافضا ما يقدمه بعض أصدقائه من نصح وإرشاد عن مضارها.
وأيد محمد سامي ما قاله أغلب الشباب بالإضافة لرفضة فكرة أن الأرجيلة أكثر ضرراً، مشيراً إلى أن رائحة الأرجيلة «الزكية» تثبت أنها أقل ضرراً ويستدل على ذلك بأنه لو تركت أرجيلة في أحد الغرف لمدة 10 ساعات ستبقى رائحة الغرفة زكية بينما لو تركت سيجارة لغطت المكان بروائح الدخان الكريهة.
copy short url   نسخ
27/07/2016
13005