+ A
A -
عواصم– «العربي الجديد»– تصدّرت منطقة شرق نهر الفرات السورية واجهة الحدث، مع تهديد تركي واضح ومباشر باجتثاث «خطر» القوات الكردية، الذي ترى أنقرة أنه يتفاقم في المنطقة التي اتخذت منها الولايات المتحدة مجالاً لنفوذها في الجغرافيا السورية، من خلال حلفائها الأكراد على الأرض، والذين تعتبرهم أنقرة بمثابة خطر على أمنها القومي. وفي مقابل تأكيد تركيا أنها تستعد لإطلاق عملية عسكرية شرقي الفرات، برزت تسريبات عن تحذير أميركي للمعارضة السورية من المشاركة في عملية كهذه، لتزيد التوقعات بعدم لجوء الجيش التركي إلى خيار اقتحام المنطقة التي يشكّل العرب السوريون النسبة العظمى من سكانها، على الرغم من أن أنقرة تبدو جادة في تهديدها بعملية عسكرية واسعة النطاق في منطقة شرقي الفرات للقضاء بشكل نهائي على الخطر الذي باتت تشكله الوحدات الكردية تحت قناع «قوات سوريا الديمقراطية» على الأمن القومي التركي. وأكد المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالين، أن بلاده لن تبقى مكتوفة الأيدي «حيال تأسيس دولة على حدودها من قبل امتداد منظمة العمال الإرهابية الانفصالية في سوريا». وأضاف، خلال مشاركته في ندوة بمنتدى الدوحة،: «سنتخذ كل التدابير اللازمة من أجل سلامة حدودنا، ليس من أجل مصلحتنا فحسب، بل من أجل وحدة الأراضي السورية أيضاً». وبعد تصاعد تصريحات المسؤولين الأتراك عن قرب عملية عسكرية تركية، كشفت وكالة «الأناضول» التركية أن الإدارة الأميركية حذرت المعارضة السورية، بشقيها السياسي والعسكري، من المشاركة في أي عملية تركية ضد الوحدات الكردية شرق نهر الفرات. وقالت الوكالة إنها اطّلعت على رسالة بعثها مسؤولون أميركيون إلى الائتلاف الوطني السوري، والجيش السوري الحر، هددوا فيها بأن العناصر التي ستشارك في أي عملية تركية شرق الفرات ستواجه الجيش الأميركي «بشكل مباشر». ووفق «الأناضول»، حذرت واشنطن المعارضة السورية من عواقب المشاركة في العملية التركية المرتقبة، بالقول: «حينما ترقص الفيلة؛ عليك أن تبقى بعيداً عن الساحة». وأكد القيادي في المعارضة السورية المسلحة أيمن العاسمي، في حديث لـ «الأناضول»، أمس الأول، الأحد، أنهم تلقوا رسائل تحذير من واشنطن، بعدم المشاركة، قائلاً: «تلقينا اتصالات هاتفية من الخارجية الأميركية بعدم المشاركة في أي عملية عسكرية تركية، شرق نهر الفرات»، لكنه أعلن «أننا عازمون على دعم تركيا في تحركها رغماً عن أميركا». كان العاسمي دعا السبت عبر «تويتر»، في بيان باسم «وفد قوى الثورة السورية العسكري» (شارك في محادثات أستانة) فصائل المعارضة المسلحة كافة للتأهب من أجل القيام بواجبها في معركة شرق الفرات. وفي السياق، أعلنت «الجبهة الوطنية للتحرير»، أن فصائلها ستشارك في معركة شرق الفرات المرتقبة. كما جدد «الجيش الوطني» المكون من فصائل من الجيش الحر، في بيان أمس، تأكيد عزمه المشاركة في هذه المعركة.
copy short url   نسخ
18/12/2018
1253