+ A
A -
ترجمة- نورهان عباس
أشاد موقع بولتيكال إينسايت العالمي بقوة وثبات السفينة القطرية في مواجهة عواصف الحصار، مؤكداً أنه خلال العام الماضي، واجهت البلاد العديد من التحديات، نتيجة الأزمة المفتعلة. ولكن اقتصادها أظهر مرونة كبيرة، بعد مرور أكثر من عام وخمسة أشهر، دون أن يفقد أي خسائر تذكر، أو يستجيب للمؤامرات، التي حيكت ضد الدولة، وبدون أيضاً التنازل وقبول قائمة الـ13 مطلباً، التي اشترطتها دول الحصار. وقال الموقع: «تتولى قطر الآن ريادة النفوذ الاستثماري الخليجي على المستوى الدولي. وتقول حكومة قطر إن الحصار يعزز من تماسك السكان ويعزز التنوع الاقتصادي المحلي». وتوضح الخبيرة ماريكا أنونزياتا أستاذة الاقتصاد الدولي في روما، في تحليل بعنوان «السفينة القطرية تبحر بسلام تحت الحصار» كيف تغلبت قطر على أسوأ أزمة دبلوماسية مرت بها منطقة الخليج العربي، بقولها: «يمكن إرجاع السبب وراء تلك الخلافات والمؤامرات، التي أشعلتها المملكة العربية السعودية والإمارات وباقي دول الرباعي ضد قطر إلى سنوات من العداء داخل السعوديين تجاه جارتهم المتحررة الغنية بالغاز، واعتبرت قطر المطالب غير واقعية وغير عملية، ورفضت تنفيذ تلك المطالب حتى آخر لحظة». واستطردت: «حتى الآن، تمت تغطية الغالبية العظمى من الواردات، ولا سيما المنتجات الطازجة وكذلك مواد البناء، التي كانت تستورد سابقاً من الإمارات والسعودية، عبر جسور استيرادية جوية بين قطر وأوروبا وشبه القارة الهندية». ولفت الموقع، إلى أن قطر الآن أكثر من أي وقت مضى تتمتع بقوة واستقلالية اقتصادية. ووفقاً لبيانات البنك الدولي، حيث لا يزال نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي القطري، من حيث تعادل القوة الشرائية، يحتل المرتبة الأولى في العالم. علاوة على ذلك، تعد قطر حالياً ثالث أكبر منتج ومالك لاحتياطيات الغاز حول العالم، مما يجعل استسلامها لمحاولات قهرها اقتصادياً «أمراً شبه مستحيل نسبياً». ويضيف بولتيكال إينسايتس: «أيضاً على الرغم من الحصار، تمكنت قطر من التمتع بالنمو الاقتصادي المستمر. وتمكنت من تنشيط اقتصادها بسرعة، من خلال تنويع مصادر الاستيراد لديها، التي امتدت الآن إلى تركيا وآسيا وأوروبا، كما أصبح ميناء حمد في الجزء الجنوبي من الدوحة، والذي تم بناؤه خلال عقد من الزمن بميزانية تبلغ 7.4 مليار دولار، عملاقًا في النقل البحري في المنطقة، ومنقذا أساسياً لأسواق البلاد في أزمتها». ويلفت الموقع العالمي، إلى أن البلاد تركز الآن على خلق فرص جديدة لنفسها بمنأى عن دول الحصار، حيث تعزز نفسها داخلياً بخطط الاكتفاء الذاتي، وخارجياً عبر التوسع استثمارياً. واختتم: يمكن القول إنه على مستوى الاقتصاد الكلي، نجحت قطر في الحد من آثار الحصار وتقزيمها.
copy short url   نسخ
15/12/2018
2203