+ A
A -
رصد مراقبون في السوق العقاري توجها لدى بعض ملاك العقار بالسوق المحلي لتبني استراتيجية تسويقية للعقارات بهدف استقطاب المستأجرين طويلي الأجل تتمثل في تأثيث الوحدات السكنية وأشهر مجانية بين شهرين و6 أشهر وخدمات انترنت وصيانة مجانية لجذب الشركات والمؤسسات الراغبة في تسكين موظفيها مع السعي للتوقيع معها عقود تأجير طويلة الأجل.


وتوقع المراقبون لـ الوطنالاقتصادي تنامي هذا الاتجاه في ظل شغور العديد من الشقق في العقارات الاستثمارية وحدوث تصحيح سعري للإيجارات يصل إلى 20% موضحين أن ملاك العقارات رصدوا تراجع الطلب وبالتالي فإنهم يبتدعون أساليب تسويقية جديدة مصحوبة بتقديم اغراءات خاصة لاستقطاب الشركات الكبرى التي تبرم عقودا لتأجير مبان كاملة.
وفي التفاصيل قال مدير شركة شرق للاستثمار والتطوير العقاري، جابر حسن إن الشركات وفي ظل انخفاض الطلب والتصحيح السعري الحالي تعمل على استقطاب عقود تأجيرية طويلة الامد وبالتالي تقدم حزمة من الاغراءات تتمثل في خدمات انترنت وصيانة مجانية وشهور مجانية اضافية للمستأجر عند توقيع عقود سنوية، كمنح 6 شهور اضافية عند استئجار لمدة سنتين و3 اشهر عند الإيجار لمدة عام وكهذا.
وأضاف: انخفاض الطلب وتراجع الإيجارات وراء قيام الشركات العقارية بتقديم هذه العروض وبعيداً عن عقود الشركات طويلة الاجل فإنه حتى بالسوق العقاري والعقود التقليدية يستفيد أصحاب الدخل المحدود حاليا من التراجع الملحوظ في اسعار تأجير الوحدات السكنية حيث باتت الخيارات اوسع وأرخص أيضاً.
ويوضح الجابر ان بعض الشركات تبدع في اساليبها التسويقية في ظل الركود العقاري للإيجارات بفضل ما تقدمه من خدمات ومزايا مقابل إيجارات مناسبة، وتوفير مراكز وخدمة العملاء والاستجابة الفورية لجميع الطلبات الخاصة بالمستأجرين سواء من حيث الخدمات والصيانة التي تتوفر على مدار الساعة، إلى جانب الخدمات الأخرى التي تضمن راحة وأمن المستأجرين من خلال حراس أكفاء يعملون على مدار الساعة على حراسة السكان.
وأشار إلى ان الشركات العقارية ذات إلمام واسع بمجريات السوق العقاري ومعدلات الطلب والعرض والتوقعات المستقبلية ولذا فإنها تتكيف بمرونة مع تقلبات وتغيرات السوق ولعل أبرز دليل على ذلك توافر جميع احتياجات الشرائح حيث تتوافر شقق للعائلات الصغيرة وأخرى للعائلات الكبيرة أو لتلك التي ترغب بمساحات أوسع فيمكنها استئجار الفلل، الأمر الذي يسمح للمستأجرين بالعيش في مستوى جيد وملائم، كل حسب إمكانياته.
وأوضح الجابر أن هناك بعض الشركات تؤجر ولفترة طويلة الأجل سكناً لموظفيها فاخراً يتضمن شققا مفروشة عبارة عن غرفة أو غرفتين أو 3 غرف نوم، إضافة إلى صالة ومطبخ وحمامات، وتمتد خدماتها إلى توفير الأثاث داخل جميع الوحدات كبادرة بأهمية راحة المستأجرين وبناء علاقة وطيدة مع جميع المتعاملين مع الشركة، بالاضافة إلى توفير جميع المرافق الخدمية والترفيهية والرياضية، مع الجيمانزيوم وملاعب التنس الأرضي والمساحات الخضراء والحدائق، ومنطقة لعب للأطفال، وبركة سباحة وقاعة للاحتفالات، إلى جانب وجود مسجد وسوبر ماركت كبير ومواقف مظللة لسيارات السكان والزوار، وغيرها من المرافق الأخرى.
إغراءات أكثر
من جهته يعتبر مدير شركة أثمار العقارية وليد جاسم أن الابداع في الاساليب التسويقية وتقديم التنازلات وجودة الخدمات تلعب دوراً رئيسياً في الترويج وخصوصا في اوقات الركود، لافتاً إلى أن الانخفاض في اسعار الإيجار ناتج من زيادة العرض مقابل الطلب، وفي ظل هذا الوضع على المؤجر ان يقدم تنازلات ويبدع في اساليبه التسويقية، مشيراً إلى أن انخفاض اسعار الإيجارات السكنية يعزى إلى زيادة في المعروض مقابل الطلب المحدود، لافتاً إلى ان انخفاض اسعار النفط لعب دوراً كبيراً في خفض الإيجارات السكنية، حيث إن التأثيرات سلبية على كل الدول المنتجة للنفط.
وأشار إلى أنه رغم سعي الشركات لطرح وحدات سكنية كل عام، الا أن تنويع الأساليب وعمليات التسويق تتطلب تقديم اغراءات مختلفة تجذب المستأجرين وتلبي مختلف احتياجاتهم وفقاً لدخولهم وامكانياتهم المادية.
واعتبر جاسم، أن العقارات ذات التأثيث الجيد تحظى بتفضيل من قبل المستأجرين، مشيراً إلى أن هناك عملاء يفضلونها فيما تختلف أسعارها باختلاف المناطق والمواقع، وهي احدى الطرائق التي تتبعها الشركات لجذب المستأجرين.
وأكد أن بعض الشركات تقوم باستئجار العقارات السكنية وتتولى تأثيثها ومن ثم تقدمها لموظفيها بينما تقوم أخرى باستئجارها جاهزة ومكتملة بكل شيء، لافتاً إلى أن العقارات سابقا كانت تصنف اعتمادا على عوامل معينة، منها عمر العقار وموقعه وتشطيباته، ويتم الآن تصنيفها وفقا للعوامل السابقة، إضافة إلى عامل التأثيث، ويمكن تصنيف العقارات على أنها غير مؤثثة ونصف مؤثثة ومؤثثة بالكامل.
عامل جذب
وفي ذات السياق يقول مدير شركة روتس العقارية أحمد العروقي، إن العروض التسويقية للمستأجرين موجودة اصلاً لدى بعض الشركات كمنح شهر أو شهرين مجاناً وفقاً لقيمة وموقع الإيجار غير ان فترات الاشهر المجانية الممنوحة للمؤسسات بموجب عقود طويلة الأجل زادت في الاشهر الاخيرة للتغلب على الركود، مضيفاً أن العروض التسويقية تعتبر عامل جذب للمستأجرين عبر توفير الفرص والعروض المميزة ومدة العقود وفترة السماح بالاضافة إلى الاهتمام بالصيانة ومعالجة أي مشاكل بالمبنى، مبيناً ان بعض الشركات تقوم بعمليات الصيانة والخدمات لبعض المستأجرين الذين يتمتعون بملاءة مالية مناسبة وتمنحهم مزايا جيدة.
ويمضي العروقي مشيراً إلى أنه وفي ظل استقرار أسعار العقارات والطلب المحدود على الإيجارات بالإضافة إلى انخفاض التداول بجانب عوامل عدم استقرار الوضع الاقتصادي العالمي والسياسي وتأثيرهما المباشر وغير المباشر على القطاع العقاري المحلي كأسعار النفط والإجازات الصيفية والسنوية وغيرها، يبتكر ملاك العقارات بين الحين والآخر طرقا وأفكارا يسعون من خلالها إلى تثبيت القيم الإيجارية، وجذب المستأجرين.
وأضاف أن من أبرز الطرق التي يتخذها الملاك في الآونة الأخيرة تأثيث العقارات وتقديمها بأسعار تناسب دخول المستأجرين، حيث انتشرت تلك الظاهرة بكثرة سواء في الشقق الاستثمارية السكنية أو في المكاتب الإدارية الواقعة في العقارات التجارية، لافتا إلى أن نسبة العقارات المؤثثة ارتفعت خلال الفترة الماضية، ومرشحة للارتفاع أكثر خلال العام الجاري، معتبراً أن تأثيث العقارات يعتبر خطوة مهمة وتصب في مصلحة العقار وتساعد على تسويقه، حيث إن العقارات المؤثثة بالكامل تتمتع بتصنيف أعلى من غير المؤثثة، ومضى قائلاً إن تأثيث العقارات أصبح عاملا من العوامل التي ترفع تصنيف العقارات، كما هو الحال في عامل عمر العقار الذي يعتبر أساسيا في تقييم العقارات من حيث سعر المبيع والإيجار.
ويؤكد العروقي أن العروض الترويجية للشركات تستهدف الشركات الكبرى التي تسعى إلى استئجار مجمعات سكنية كاملة لموظفيها، وهذا يخدم طرفي العقد فبالنسبة للشركة العقارية يمكنها من التعاقد مع جهة واحدة وضمان تحصيل مستحقاتها بدلاً عن تعدد المستأجرين، كما ان الشركة التي تؤجر المجمع السكني ستحصل أيضا على تخفيضات في اسعار الإيجار ومزايا أخرى.
ويوضح أن هناك عاملا جديدا دخل في التصنيف العقاري وهو تأثيث العقارات وتجهيزها– أي الميزة النسبية التي تميز العقار المفروش والجاهز عن ما سواه، وأضاف: يتم تصنيف العقارات في السابق اعتمادا على عوامل معينة، منها عمر العقار وموقعه وتشطيباته، ويتم الآن تصنيفها وفقا للعوامل السابقة، إضافة إلى عامل التأثيث، ويمكن تصنيف العقارات على أنها غير مؤثثة ونصف مؤثثة ومؤثثة بالكامل.
وأشار إلى ان العروض الترويجية تمثل تحولا كبيرا من تأثيث نصف العقار إلى التأثيث الكامل والاستجابة لتطلعات المستأجرين، حيث اكتشف ملاك العقارات أنه وبتلك الطريقة يتم تثبيت القيم الإيجارية، ويتم إضافة قيمة وتطوير العقار، إضافة إلى جذب المستأجرين، إذ إن الإقبال على هذا النوع من العقارات في تزايد مستمر.. ويتم حاليا عرض العقارات للبيع مع ذكر أنها مؤثثة أو غير مؤثثة، إذ يتم تصنيف أسعار العقارات المؤثثة بأعلى من غير المؤثثة، مع الأخذ بعين الاعتبار عمر الأثاث الذي يعتبر عاملا مهما في تحديد الأسعار.
copy short url   نسخ
26/07/2016
16005