+ A
A -
كتب- محمد الاندلسي
عقدت أمس فعاليات مؤتمر استمرارية الأعمال والمرونة في نسخته الثانية والذي أقيم تحت شعار (نحو اقتصاد موثوق) برعاية وزارة التجارة والصناعة وشراكة استراتيجية لرابطة رجال الأعمال القطريين وبمشاركة نخبة من المسؤولين وممثلي الجهات المعنية وشركات القطاع الخاص، والعديد من الخبراء والمهتمين في قطر وعدد من الدول العربية والأجنبية.
وقد أتاح المؤتمر واستعرض من خلال المناقشات المتنوعة التي أثرت جلسات العمل أهم الممارسات الناجحة في هذا المجال بهدف الاستفادة منها وتوظيفها مما مثل حلول مثالية في بناء قطاع خاص قوي وقادر على المشاركة الفاعلة في الاقتصاد الوطني، والمساهمة المستدامة في عملية التنمية، وقدم المشاركون في المؤتمر مساهمة فاعلة لمناقشاته عبر إلقاء الضوء على مميزات برامج استمرارية الأعمال وكيفية وأهمية إدارة المخاطر.
وبهذه المناسبة أكد سعادة السيد يحيى بن سعيد النعيمي، وكيل الوزارة المساعد لشؤون التجارة بوزارة التجارة والصناعة، أن دولة قطر تعد إحدى أهم الدول الرائدة في مجال استمرارية الأعمال والمرونة المؤسسيّة، مشيراً إلى أن الدولة أثبتت مرونتها الكبيرة وقدرتها العالية على مواصلة النمو الذي حققته على مدى السنوات الماضية، وذلك بالرغم من التحديات التي شهدتها على المستويين الإقليمي والعالمي.
وأوضح سعادته أن الدولة وضعت القطاع الخاص في سلم أولوياتها الوطنية ولاسيما بعد الحصار الجائر الذي فُرض على الدولة في الخامس من يونيو 2017. مشيراً إلى أن دولة قطر سعت إلى تسريع تنفيذ التدابير والإجراءات الرامية إلى المحافظة على مواصلة نموها الاقتصادي، وإطلاق مبادرات تعزز استمرارية أعمال شركات ومؤسسات القطاع الخاص، وذلك عبر دعم المنتج الوطني وتنمية شركات التصنيع المحلية ورفدها بمناطق صناعية متطورة تلبي كافة احتياجاتها، كما حرصت الدولة على تطوير بيئة الأعمال وتنفيذ عدد من القرارات الداعمة للمستثمرين المحليين ومن بينها قرار مجلس الوزراء الموقربالحد من واردات السلع، وذلك عبر إلزام كافة الوزارات والأجهزة الحكومية برفع نسبة شراء المنتجات المحلية من 30% إلى 100% بهدف تحفيز الشركات الوطنية على زيادة انتاجيتها وتعزيز تنافسية منتجاتها الصناعية في الأسواق.
ومن جانبه قال سعادة الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني، رئيس مجلس إدارة رابطة رجال الاعمال القطريين ورئيس مجلس إدارة شركة الفيصل القابضة «يسر رابطة رجال الأعمال القطريين بأن تكون الشريك الإستراتيجي للدورة الثانية من مؤتمر استمرارية الأعمال في قطر والذي تعقد نسخته لهذا العام تحت شعار «نحو اقتصاد موثوق». وتتطلع الرابطة من خلال جلسات العمل التي ينظمها المؤتمر، إلى مناقشات مثمرة، وتبادل للآراء والرؤى بين المشاركين من مسؤولين وخبراء ومتخصصين وعاملين في مجال استمرارية الأعمال وإدارة الأزمات ومواجهة المخاطر المحتملة التي قد تتعرض لها الشركات».
وأضاف قائلاً «إنه لمن دواعي سروري أن نكون جزءاً من هذا المؤتمر، والذي ساهم في زيادة الوعي بالخطوات التي على الشركات أن تتخذها بينما تضع استراتيجيتها، وبأهمية العلاقة بين هذه الاستراتيجيات والإطار العام للعمل لدى هذه الشركات..إن عقد مثل هذه المؤتمرات أمر مهم لمساعدة الشركات في استكشاف طرق ونماذج أعمال جديدة من شأنها أن تساعد في مواجهة المتغيرات العالمية المستمرة. والجدير بالذكر كذلك أن الحصار المفروض على دولة قطر كان له دور في التنبه لهذا الأمر وقد أبرز أهمية التعاون المشترك والتنسيق بين الحكومة وأصحاب الأعمال لتخطي التحديات. وكون شركة الفيصل القابضة إحدى الشركات الراسخة والمتميزة بالابتكار، فإننا ملتزمون دوما بتطبيق افضل الممارسات في كل ما نقوم به وتحت جميع الظروف». من جانبه، أوضح سعادة الشيخ حمد بن فيصل عضو مجلس إدارة رابطة رجال الأعمال القطريين، الشريك الاستراتيجي للمؤتمر، أن الرابطة تتطلع من خلال جلسات العمل التي ينظمها المؤتمر، إلى مناقشات مثمرة، وتبادل للآراء والأفكار والرؤى بين المشاركين من مسؤولين وخبراء ومتخصصين وعاملين في مجال استمرارية الأعمال وإدارة الأزمات ومواجهة المخاطر المحتملة التي قد تتعرض لها الشركات، مؤكدا ثقة الرابطة في أن المؤتمر سيخرج بتوصيات ونتائج تفيد قطاع الأعمال، وتساهم في تعزيز مقدرته واستعداداته المسبقة للتصدي لأي مخاطر أو أزمات محتملة. وفي كلمته أعرب المهندس عبد اللطيف اليافعي رئيس المؤتمر ورئيس منتدى قطر لاستمرارية الأعمال والمرونة، عن أمله في أن تؤسس النسخة الحالية من المؤتمر لحوار جديد وجدي بين المؤسسات الاقتصادية المشاركة، وأن تكون لبنة أساسية لتحقيق شعارها، وهو الوصول إلى «اقتصاد موثوق»، وتجديد التعاقد مع الممارسات السليمة في العملية الاقتصادية داخل الشركات والمؤسسات في القطاعين العام والخاص.
ولفت إلى أن مجال إدارة المخاطر واستمرارية الأعمال في دولة قطر وخصوصا خلال السنوات الأخيرة الماضية، أصبح جزءا لا يتجزأ من سياسة الشركات العاملة في قطر، بل وركنا أساسيا تعول عليه تلك الشركات في استدامة نجاحها، ونجاح خططها في مواصلة نشاطها وتوسعها في الداخل والخارج. وفي إطار فعاليات المؤتمر الثاني لاستمرارية الأعمال والمرونة، تم الإعلان عن جوائز التميز الدولي في مجال استمرارية الأعمال والمرونة، والتي شملت خمس فئات، وهي فئة الاستمرارية والمرونة المهنية (القطاع العام) وفازت بها شركة OREDOO، وفئة الاستمرارية والمرونة المهنية (القطاع الخاص) وفاز بها مصرف قطر الإسلامي، وفئة الوافد الجديد في مجال استمرارية الأعمال والمرونة وفازت بها شركة آروة لحلول الأعمال الذكية، وفئة الاستمرارية والمرونة (الخدمةالمنتج) وفازت بها شركة الملاحة القطرية ملاحة، وفئة أفضل وأسرع استرداد فعال وفازت بها شركة فودافون قطر. وقد عقد خلال المؤتمر أربع جلسات عمل، حيث ناقشت الجلسة الأولى المرونة المؤسسية محاور عدة من أبرزها أهمية سلسلة التوريد في المرونة المؤسسية وتحديات دمج استمرارية الأعمال وإدارة المخاطر والمرونة المؤسسية كجزء من حوكمة الشركات ودمج المرونة المؤسسية.
فيما تناولت الجلسة الثانية التي جاءت تحت عنوان مدن ومجتمعات وأعمال مرنة ثلاثة محاور، الأول حول دراسة حالة في مجال مرونة المدن والمجتمعات مشروع مشيرب، والثاني دور الدفاع المدني في تحقيق الأمن المجتمعي، بينما تركز المحور الثالث حول استجابة قطاع الرعاية الصحية في حالة الكوارث والأزمات على المستوى الوطني، في حين شهدت الجلسة الثالثة نقاشات في أربعة موضوعات فرعية، الأول حول المرونة المؤسسية، والثاني حول إدارة الأزمات، والثالث حول إدارة المخاطر، فيما تناول الموضوع الرابع المرونة السيبرانية.
أما الجلسة الرابعة والأخيرة والتي عقدت تحت عنوان نحو تحسين المرونة المؤسسية على المستوى الوطني، فقد تضمنت أربعة عناوين فرعية، الأول حول تأسيس مفهوم المرونة في تنظيم أعمال بطولة كأس العالم 2022، والثاني تطوير وتحسين التواصل مع الشركات من أجل إقامة الفعاليات الوطنية الكبرى وخلال الأزمات، وناقش العنوان الثالث استعدادات بورصة قطر فيما يخص حماية المستثمرين والخطط البديلة للتعافي من الكوارث، بينما يتناول الموضوع الرابع دمج استمرارية الأعمال وإدارة المخاطر من منظور وطني. كذلك شارك معهد إدارة المخاطر في المملكة المتحدة في أعمال المؤتمر كشريك مهني تطويري، حيث عبر السيد إيفان ليفزي- الرئيس التنفيذي لمعهد إدارة المخاطر في المملكة المتحدة، الشريك المهني التطويري عن سعادته بمشاركة المعهد كشريك مهني تطويري في المؤتمر الثاني لاستمرارية والمرونة في قطر، وأفاد بأن استمرارية الأعمال والمرونة المؤسسية تعد من أهم الأدوات التي يعتمد عليها مديرو إدارة المخاطر في أي مؤسسة والتي تعتبر بمثابة طوق النجاة لأي شركة أو مؤسسة.
وأفاد بأن المؤسسات حول العالم في حاجة لاحتواء المخاطر والبناء عليها في عالم شديد التغير من حيث العوامل التكنولوجية والاجتماعية والجيوسياسية والاقتصادية وغيرها من العوامل والمؤثرات.
ويتولى تنظيم المؤتمر الثاني لاستمرارية الأعمال والمرونة، شركة صلة للتسويق وتنظيم المعارض والمؤتمرات، بالشراكة الاستراتيجية مع رابطة رجال الأعمال القطريين، وشراكة مهنية مع كلٍ من معهد استمرارية الأعمال (BCI) في المملكة المتحدة، ومنتدى قطر لاستمرارية الأعمال (BCI QATAR FORUM)، ومعهد إدارة المخاطر (IRM).
copy short url   نسخ
21/11/2018
1424