+ A
A -
رسالة سان بطرسبرغ

فهد العمادي
موفد الوطن

أقيمت يوم أمس الجلسه النقاشية على هامش منتدى سانت بطرسبرغ الثقافي والذي حضره سعادة صلاح بن غانم العلي وزير الثقافة والرياضة ووزير الثقافة الروسي ووزير الثقافة الإيطالي، وشهد الجلسة عدد كبير من الحضور اكتظت بهم القاعة المخصصة، وكانت الجلسة بعنوان الفضاء الثقافي الموحد.. الأسطورة والحقيقة، وقد كانت بداية الحديث لسعادة وزير الثقافة والرياضة، حيث قال: لا شك أن الموضوع المطروح غاية في الأهمية في هذا العصر، لا سيما مع التنوع الثقافي وقابليته لتعكير صفو الحياة الإنسانية أو العيش بسلام، ودعوني أبدأ بفعالية حدثت يوم الخميس حيث أقامت أوركسترا قطر حفلا موسيقيا وتكون أفراده من 28 جنسية مختلفة بمعنى 28 ثقافة مختلفة من أقطار العالم اجتمعوا ليعزفوا نغما واحدا، وأضاف أنه من الجميل أن هذه الحفلة شملت جنسيات وأعراقا مختلفه نال أداؤهم استحسان الجميع، إذ لمدة عشر دقائق صفق الحاضرون لهم وهذا يعني أننا نستطيع بتنوع الثقافات أن نقوم بعمل مشترك يضفي البسمة على وجوهنا، وأن نقدم إضافة.
وقال سعادة الوزير العلي: لا شك أن كل ثقافة مميزة بحد ذاتها وقطر مميزة بطريقتها وثقافتها فمثلا السكان في قطر 80% منهم غير قطريين ومن اكثر من 180 دوله أي أكثر من 180 ثقافة يعملون جنبا إلى جنب مع المواطنين في بناء دولة للسلام وتقديم رسالة جميلة للعالم، وهذا التميز في الثقافة القطرية والانفتاح لا يهدد ثقافتنا ولانشعر بأن هذا التنوع الكبير يهدد الثقافة القطرية الأصيلة، فالمجتمع القطري واثق من ثقافته ونفسه ويشعر بامتداده وإرثه العميق ولا يخاف من الانفتاح، وهذا دليل ثقة وقوة وليس دليل خوف، وهذا الإيمان لا ينعكس على الأفراد فقط بل حاضر في جميع مؤسسات الدولة كما نشكر القائمين لأنهم أتاحوا لنا هذا المحفل المميز لنوجه رسالتنا من مختلف المؤسسات. وأضاف أن التنوع الثقافي قوة لأي مجتمع، وفي 2017 حاصرت أربع دول دوله قطر وقطعت أواصر التواصل بين العائلات وتم قطع إمدادات الغذاء والدواء وفجأة تعرضنا لهذا الحصار الجائر، والذي كشف لنا المعدن الأصيل للشعب القطري والمقيمين على أرض قطر الذين رفضوا الخروج أو السفر بل بقوا في قطر يدافعون عنها بكل قوة وهذا ما لامس وجدان القطريين وأن التنوع الذي آمنوا به هو صمام الأمان وطوق النجاة للمجتمع.
وردا على سؤال عن كسر الجمود والتخوف من زيارة قطر قال العلي: نحن كبشر نشعر بالخوف من قضايا معينة والإنسان يحتاج إلى أن يتخطى جدار الخوف لأنه في أغلب الأحيان هناك أشياء ممتازة وممتعة وهذا ينطبق على الوضع في قطر، لأنها جزء من منطقة معقدة فيها الكثير من الأزمات، ولكننا نشعر أننا نقطة مضيئة في المنطقة، وهذا هو الواقع بالفعل، فمثلا كأس العالم ليس لقطر فحسب بل هو للشرق الأوسط بأكمله وسيشارك في تنظيمه مختلف الشباب من العديد من الدول وأقمنا معهدا متخصصا وهو معهد جسور لاستقطاب المشاركين والذين لديهم الرغبة في الحضور لقطر والمشاركة في التنظيم وهذا أعطاهم بارقة أمل للحضور والمشاركة. أما وزير الثقافة الإيطالي فقال إن الثقافة تعطي هوية للمجتمع ولغات الثقافة تعطينا مجالا لتحديد الهوية وهي لغة صالحة للجميع وفي مختلف الأوقات وقد تبادلت مع الوزير الروسي الرأي حول دراسة الثقافات الأجنبيه بدءا من المدارس، ولا بد أن نذكر أن الثقافة قناة اتصال وهي وسيلة للمجتمع للمناقشة، والاهتمام في إيطاليا كبير بالثقافة من خلال الاستعانة بأفضل الخبرات في هذا القطاع.
أما وزير الثقافة الروسي فقال من الجميل أن نرى ثلاث دول يجلسون هنا في الجلسة، وكل دولة من هذه الدول لها ثقافة مختلفة، فقد شاهدنا الأوركسترا القطرية وبصراحة لم أر سابقا مثيلا لهذه الأوركسترا عندما عزفت النشيدين الروسي والقطري بمشاركة الفنانين وأبهرني ذلك، وستكون لدينا جولات ثقافية عديدة وندعو الجميع للمشاركة معنا.
copy short url   نسخ
17/11/2018
4496