+ A
A -
رسالة بطرسبرج فهد العمادي موفد الوطن تحتفي الدورة السابعة من منتدى سان بطرسبرج الثقافي في روسيا، بدولة قطر ضيف للشرف، ويترأس وفد الدولة للمنتدى، الذي تنطلق فعالياته اليوم سعادة صلاح بن غانم العلي، وزير الثقافة والرياضة. وتعكس المشاركة القطرية وجوه النهضة الفكرية والفنية والثقافية المعاصرة، وغنى التراث والمرجعيات الحضارية، من خلال طيف واسع من معارض الفنون التشكيلية والعروض الموسيقية والحوارات الفكرية. سعادة فهد بن محمد العطية، سفير دولة قطر في روسيا، وصف مشاركة قطر في هذا المنتدى الثقافي الدولي، في تصريح لـ الوطن، بأنها تتسم بالشمول، وتعكس المقومات الفنية والثقافية والابداعية لدولة قطر من خلال أعمال المصورين والفنانين التشكيليين وصناع الأفلام والكتاب والمتاحف. وعبر سعادة السفير عن شكره وتقديره للحكومة الروسية لاستضافتها للثقافة القطرية، وقال: إن المنتدى يتميز بمساهمة أكثر من 30 ألف مشارك في فعالياته، وبتنظيمه في سان بطرسبرج، إحدى أجمل مدن العالم، والتي كانت عاصمة لروسيا الاتحادية على مدى عقود، وفيها أهم المتاحف مثل الهيرميتاغ، الذي تفوق مقتنياته 3 ملايين تحفة فنية، مما يوفر فرصة للزائرين من قطر ومن كل أنحاء العالم للتعرف على هذا التراث الثقافي الغني. قطر المعاصرة و تحت رعاية سعادة الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني، رئيس مجلس أمناء متاحف قطر، تنظم متاحف قطر معرض «قطر المعاصرة.. الفن والتصوير الفوتوغرافي» في مدينة سانت بطرسبرج الروسية ضمن فعاليات برنامج العام الثقافي قطر روسيا 2018، حيث افتتح المعرض سعادة وزير الثقافة والرياضة ونائبة رئيس مجلس الوزراء الروسي يُقام المعرض، الذي يدعمه معهد الدوحة للأفلام وجامعة فيرجينيا كومنولث في قطر، على هامش منتدى سانت بطرسبرج الثقافي الدولي خلال الفترة من 19 نوفمبر إلى 10 ديسمبر المقبل بقاعة عرض مانيج المركزية. وينقسم المعرض، الذي يُعد أكبر المعارض القطرية من نوعها في روسيا، إلى قسمين.. القسم الأول بعنوان: «تشكيل رؤية: صور من قطر» ويضم أكثر من 250 صورة التقطتها عدسات 60 مصورًا من 28 دولة مختلفة يعيشون في قطر.. ويشرف على تنسيق هذا القسم الدكتور جيلز هدسون والشيخة مريم آل ثاني.. كما يضم هذا القسم 200 صورة من كنوز الصور التاريخية التي تحتويها مجموعات متاحف قطر وتُعرض للمرة الأولى. أما القسم الثاني، فيُقام تحت عنوان «حالات التحولّ»، ويشرف عليها الدكتور بهاء أبودية، ويضم القسم 100 عمل فني معاصر أبدعه 46 فنانًا من دول مختلفة، وتقدم هذه الأعمال لمحة عامة عن المشهد الفني في قطر. وتعليقًا على المعرض، قالت الشيخة ريم آل ثاني، مديرة قسم المعارض في متاحف قطر: «يحتفي المعرض بالماضي والحاضر والمستقبل.. لقد مرَّ بلدنا بتحولات مذهلة على مدار الأعوام القليلة الماضية، ونتج عن هذه التحولات كم كبير ومتنوع من التجارب والرؤى.. ويسعدنا اليوم أن نُعرّف الجمهور الروسيّ للمرة الأولى على هذه المرحلة من تاريخنا، مع تطلعنا لمزيد من برامج التبادل الثقافي بين بلدينا في المستقبل». يرسم قسم صور من قطر صورة للمشهد البصري في دولة قطر، مسلطًا الضوء على أعمال مجموعة من المصورين المعاصرين المقيمين في قطر.. وتتنوع محتوياته بين صور البورتريه الشخصي والصور المعمارية وغيرها من الصور.. ويمكن لزائري هذا القسم تمييز التلاقي بين الجديد والقديم والأصالة والمعاصرة.. فعلى سبيل المثال، تبعث صور الصقور لعارف العماري شعورًا قويًا بالانتماء الثقافي، بينما تضع شيخة الحردان يدها على مواطن الجمال في المباني القطرية المهجورة (المصورة على خلفيات إضاءة غير معتادة)، في حين يتقصّى خالد آل حماد تأثير العمارة المعاصرة على الهوية المتغيّرة للأمة. ومن بين محتويات هذا القسم أيضًا صور التقطتها عدسات مصورين شاركوا في برنامج تبادل التصوير الفوتوغرافي الذي أقيم ضمن أنشطة العام الثقافي قطر روسيا 2018، ومن بينهم المصورة دانيلا تكاشينكو وزينيا ميرونوف. وتشارك ميرونوف في المعرض بمشروع فني يحمل عنوان: «QATARSIS» تتقصى فيه الهوية البصرية لقطر من خلال إبراز لغة الأشياء المادية، ونقوش الزينة، والأشكال المعمارية التي تميّز دولة قطر عن غيرها. أما الصور التاريخية، فتشمل صورًا من روسيا والشرق الأوسط.. ويرجع تاريخ هذه الصور لفترة ظهور فن التصوير في العالم حتى وقتنا الحالي، مؤكدةً أهمية التصوير باعتباره وسيلة للاكتشاف والتواصل والتبادل بين الثقافات، إلى جانب العديد من الموضوعات الأخرى المعاصرة ذات الصلة. حالات التحوّل أما القسم الثاني من المعرض، فهو مخصص لأعمال فنية أبدعها فنانون قطريون، منهم مشاركون في برنامج الإقامة الفنية.. ويسلط هذا القسم الضوء على فكرة التناغم بين الأصالة والمعاصرة في العادات الاجتماعية والمشاهد البصرية في قطر.. ويتوزع هذا القسم على ثلاثة أجزاء تضم أكثر من مائة عمل لفنان ونحّات قطري، مثل مريم السميط، وهنا السعدي، وفهد العبيدلي، وعبير الكواري.. فكل فنان من هؤلاء يقدم تفسيره الشخصي للتغيّرات الديناميكية التي طرأت على الحياة الثقافية والمعالم المادية في قطر، إلى جانب رؤى وتصورات المجتمع القطري.. ويستخدم الفنانون في إنتاج هذه الأعمال مواد متنوعة منها الأسمنت والصلب والخشب والزجاج ليبدعوا في النهاية نماذج رمزية تعبر عن تأسيس الهياكل الاجتماعية وتعكس جوهر عصرنا الحالي. قال محمد العثمان، مدير العلاقات العامة والدولية في متاحف قطر: «ما من شك أن هذه الأعمال ستساعد في تعزيز الحوار الثقافي عند كل من يراها، لتسهم بذلك في تحقيق الهدف الأساسي لبرنامج العام الثقافي». هذا ويهدف برنامج العام الثقافي قطر روسيا 2018، الذي يُقام هذا المعرض ضمن أنشطته، إلى تعزيز التفاهم بين روسيا وقطر وشعبهما من خلال التبادل المشترك للفنون والثقافة والتراث.. كما يتيح البرنامج فرصًا حقيقية لبناء روابط مستدامة وإقامة شراكات بين المبدعين من أبناء المجتمعين القطري والروسي وتعزيز التعاون المستمر. وأضاف محمد العثمان: «لقد نجح العام الثقافي قطر روسيا 2018 في أن يبرهن بنجاح على قدرة الفن والثقافة على التقريب بين الشعوب بغض النظر عن جنسياتهم أو خلفياتهم، فقد كان هذا العام عامًا للحوار والاكتشاف عبر فعالياته المختلفة من المعارض للحفلات لعروض الأزياء.. ونتطلع لاستمرار التعاون بين البلدين في المستقبل».
copy short url   نسخ
15/11/2018
2324