+ A
A -
الدوحة- الوطن



تحظى الممارسات التعليمية المتميزة في مدارس الدولة، برعاية واهتمام وزارة التعليم والتعليم العالي، مما يعمل على إنتشارها والعمل على نقل تلك التجارب إلى مدارس أخرى، حيث تعتبر مدرسة محمد بن جاسم الإعدادية من أكبر المدارس التي تنفذ استراتيجيات تعليمية متميزة تقوم على الكفايات السبع التي أقرتها وزارة التعليم ضمن المناهج الحديثة التي يتم تطبيقها للمرة الأولى العام الحالي.

من تلك الاستراتيجيات التعليمية الحديثة التي تطبقها المدرسة العصف الذهني وبرامج تأسيس اللغات العربية والإنجليزية، كذلك العمل التعاوني والعمل الجماعي، حيث تقوم تلك الاستراتيجيات على دمج الطالب مع المعلم في الصف المدرسي وجعله شريكا في العملية التعليمية بدلاً من الطريقة القديمة وهي طريقة المتلقي، وذلك ضمن الإطار العام للمنهج الذي تم وضعه منذ عامين، حيث كانت لدولة قطر سابقة متميزة في إطلاق الإطار العام للمناهج.
وقد مثلت الكفايات السبع التي اعتمد عليها المنهج القطري الحديث، بادرة هي الأولى في المنطقة العربية، ومن ضمن الدول الأولى على مستوى العالم التي تعتمد على كفايات التدريس، مما جعل من المنهج القطري منهجا تعليميا واسعا وشاملا يتصف بالتميز، ليلبي حاجات الطلبة جميعهم، ويركز أكثر على الكفايات التي يحتاج إليها الطلبة ويوفر اتجاها تربويا واضحا ومتسقا مع رؤية قطر الوطنية من خلال مجموعة من القيم والمبادئ والغايات.
وأكد الاستاذ محمد ربيعة محمد الكواري مدير مدرسة محمد بن جاسم الإعدادية، أن المدرسة بها أكثر من 750 طالبا، موزعين على ثلاثة صفوف دراسية، بخلاف هناك أكثر من 140 طالبا من طلاب التعليم الكبار، لافتاً إلى أنه عمل بالتعليم أكثر من 30 عاما، وقد اكتسب خبرات تعليمية كبيرة، حيث يقوم على تسخير هذه الخبرات الطويلة في زيادة التحصيل الأكاديمي للطلاب.
وأضاف أنه من خلال خبراته التعليمية السابقة يعرف أن المرحلة التعليمية مرحلة مهمة وصعبة في نفس الوقت، حيث يكون الطالب فيها بمرحلة ما بين الطفولة والمراهقة، وهي المرحلة التي تتطلب قدرات خاصة من المعلمين وإدارة المدرسة، لذلك تقوم المدرسة على تفعيل جميع المهام المساندة للعملية الأكاديمية، مثل الأخصائي الإجتماعي والنفسي لتقويم سلوك الطلاب وتقويتهم أكاديمياً.
حيث تقوم المدرسة بوضع خطط أكاديمية بناء على الإختبارات الطلاب، تشمل تلك الخطط تقوية لاطلاب الضعاف أكاديمياً وزيادة الجانب المتميز للطلاب الفائقين بجميع الصفوف، حيث أثبتت هذه الخطط فعالية كبيرة، فكانت نسبة النجاح العام الماضي تتعدى ال90 %، ونقوم العام الحالي على تنفيذ نفس الخطط.
وأشار إلى أن المدرسة تعتبر عنصرا هاما بالعملية التعليمية، ولابد للإدارة أن تقوم بواجبها تجاه الطلاب مع ضرورة إطلاع وإشراك ولي أمر الطالب على جميع الأمور التعليمية، وهو الجانب التي قامت عليه مدرسة محمد بن جاسم، حيث وضعت خطة مهمة في هذا الجانب تعتمد على أن تقوم إدارة المدرسة بدعوة أولياء الأمور بالحضور إلى المدرسة، وتوزيع شهادات النجاح على ولي الأمر وهو بصحبة ابنه، كما يكون حاضرا في هذا الاجتماع الهام معلمو الطلاب، حيث يقوم الكادر التعليمي والتدريسي بشرح نتائج الطلاب لولي الأمر، مع قيام المعلمين بوضع رؤية المدرسة والوزارة لولى الأمر وشرح خطط المدرسة والدور المنوط بالأسرة القيام به.
وعن دور الأسرة قال السيد محمد الكواري أن ولي الأمر لابد له من التعاون مع المدرسة للتعرف على مستوى الأبناء والقيام بدور المساند للمدرسة في تحفيز الطلاب والإطلاع على النتائج وعمل متابعة مستمرة مع المعلمين، فالأسرة دورها دور مهم ومكمل للمدرسة وبدونها لا تستقيم العملية التعليمية.
وأشار إلى ان لوزارة التعليم رؤية متقدمة في دعم عملية البحث العلمي بالمدرسة، حيث تقوم عملية التعلم على تعريف الطلاب بأسس البحث العملي بالمجالين الأدبي والعلمي، وقد حقق طلاب المدرسة العديد من المراكز المتقدمة خلال مشاركتهم ببعض المسابقات بوزارة التعليم وبالنادي العلمي، مشيراً إلى ان المناهج الحديثة تقوم على بناء شخصية الطالب وترسيخ مبدأ البحث العلمي لدى الطلاب والتعريف بأسس البحث.
كما تتضمن خطط المدرسة المتابعة المستمرة للمعلمين من خلال متابعة نتائج طلابهم والعمل على تقييم كل معلم على حدة، وفي حالة ملاحظة أي إخفاق في درجات طلاب أي معلم، نعمل على اجتماعات مكثفة مع معلم المادة والتعرف على سبب الخلل واصلاحه فوراً، كما نعمل على تطوير مهارات المعلمين من خلال ورش التطوير والعمل والتعرف على المناهج الجديدة وتطوير أساليب التدربس واستراتيجيتها.
من جانبه قال الأستاذ أحمد منصور الشمري النائب الإداري لمدرسة محمد بن جاسم الإعدادية، ان الجانب الإداري له دور مهم ومكمل للعملية، مشيراً إلى أن عملية ضبط النظام في المدرسة وداخل الصفوف الدراسية تتم وفق معايير معينة ولائحة الضبط السلوكي التي أقرتها وزارة التعليم.
وبين الشمري أنه يسكن بذات المنطقة التي بها المدرسة، وذلك أهله للتعامل الجيد مع الطلاب، لافتاً إلى أنه يعرف جميع أولياء الأمور وعلى تواصل مباشر معهم، حيث يؤهله ذلك للتعامل مع مشاكل الطلاب والعمل على حلها بطريقة ودية بما يحقق مصلحة المدرسة والطالب، كما انه يقوم باستغلال هذا العلاقة في حث الطالب على الدراسة وزيادة مستواهم الأكاديمي.
وأشار النائب الإداري الذي درس بالمدرسة منذ 28 عاما، في هذا الجانب إلى أن إدارة المدرسة تحول دون توقيع أي عقوبات على الطلاب، لافتاً إلى أن الطالب في هذه السن قد وصل لمرحلة النضج ولا يحب معاملة الطفل الصغير، لذلك نقوم على معاملته من واقع المسؤولية ومن منطلق أنه شخص كبير، وهي طريقة فعالة وتأتي أكلها بشكل طيب للغاية.
وبين أن المدرسة تقوم على استثمار طاقات الطلاب في جانب تنمية مواهبهم الإبداعية بتوجه الطلاب تجه ممارسة الرياضة وممارسة جميع أنوع الفنون من رسم وغيره، وقد عملت هذه الخطة على تعديل سلوك العديد من الطلاب وتغيير اتجاهاتهم ناحية الأفضل، ورفع مستواهم الأكاديمي.
وفي هذا الإطار قال الأستاذ عبدالخالق محمد الخالد النائب الأكاديمى بالمدرسة، ان المدرسة تقوم على تنفيذ العديد من الاستراتيجيات الحديثة في التدريس وتدريب الطلاب على الممارسات الأكاديمية الجيدة والتي تدعم الطلاب، وذلك مثل برنامج تأسيسي لدعم الطلاب في اللغة العربية والإنجليزية، وهو يقوم على تقوية الطلاب في هذا اللغات الهامة.
ونقوم في هذا الجانب بعمل حصر لعدد الطلاب الضعاف أكاديمياً في تلك المواد، ونقوم بوضع برنامج أكاديمي متميز يقوم على تدريب الطلاب على أساسيات اللغة، من خلال أوراق عمل مجمعة، وتدريبهم على طرق تكون الجمل والضمائر والنحو والإعراب، لافتاً إلى ان نتائج البرنامج أثبتت فعالية جيدة لطلاب الصف السابع، والذين حققوا درجات متميزة في آخر العام.
وعن المناهج الحديثة أكد أن المناهج متميزة وتبني شخصية الطالب، كما أنها تقوم على عرض المعلومات بطريقة شيقة للغاية، كما انها تقوم على الكفايات السبع التي يعتمد عليها المنهج القطري، مشيراً إلى أن وزارة التعليم تقوم بنهاية العام بأخذ التغذية الراجعة، وذلك للتعرف على آراء المعلمين وإدارات المدارس في تلك المناهج وملاحظاتهم ليتم إدخال التعديلات التي تراها الوزارة على مناهج العام المقبل.
copy short url   نسخ
14/11/2018
1593