+ A
A -
كتب – محمد أبوحجر وقنا






تفضلت سمو الشيخة جواهر بنت حمد بن سحيم آل ثاني، حرم سمو الأمير، فشملت برعايتها الكريمة حفل تخريج الدفعة الحادية والأربعين (دفعة 2018) من طالبات جامعة قطر المقام في مجمع الرياضات والفعاليات الجديد بالجامعة، صباح أمس. حضر الحفل عدد من أصحاب السعادة الشيوخ والوزراء، وأعضاء الهيئة الإدارية والتدريسية بالجامعة وأولياء أمور الطالبات وضيوف الجامعة. واستهلّ الحفل بآيات من الذكر الحكيم من تلاوة الطالبة ريم عماد شيخ من كلية الشريعة، ليتم بعدها عرض فيلم يلخص رؤية الجامعة وما حققته منذ انطلاقتها، وتخصصاتها العلمية والدراسية، إلى جانب إسهاماتها المعرفية والبحثية ونشاطاتها الأكاديمية، وشراكاتها محليا وعالميا، وتضمن الفيلم كذلك جزءا خاصا بأبرز الانجازات الطلابية داخل قطر وخارجها.
وقامت سمو الشيخة جواهر بتكريم الطالبات المتفوقات .
نحتفل ونفتخر
وقال سعادة الدكتور حسن بن راشد الدرهم رئيس جامعة قطر في كلمته الترحيبيّة: «يحق لنا ونحن نحتفل بتخريج الدفعة الواحدة والأربعين من طالبات جامعة قطر أن نقول بأننا لا نفرح بتخريج بناتنا الطالبات فحسب، بل إننا نحتفل ونفتخر بما قدمته دولتنا المباركة ومجتمعنا القطري المؤمن من اعتراف وتكريم وإعزاز لنصف المجتمع. إنّ مجتمعنا القطري الذي يقف على موروث حضارة إيمانية، ويتطلع إلى مكانة إنسانية عالمية بين الأمم، لم ولن ينسى الأم التي ربت، والأخت التي تكافح وتكدح، والبنت التي تطمح إلى مستقبل زاهر لها ولأبنائها وبناتها، في عالم اختلطت به قيم الحق والضلال والموت والحياة والنور والظلام».
وأضاف الدرهم: «إنّ حفلنا اليوم هو إقرار واعتراف بأن المرأة لها شأن، وأي شأن في قطرنا الحبيبة. بل هو إعلان على أن مجتمعنا هذا عازم على الاستثمار في الإنسان قبل المال، وفي الجوهر قبل المنظر. وحال المرأة عندنا... كحال الرجل تماما.. إنها هي رأس مال أمتنا، وقلب نهضتنا، وقرة عين لنا، ولقيادتنا المتمثلة بسمو أميرنا وحكومته الرشيدة. ولهذا فاسمحوا لي أيها الكرام أن أقول: إننا نفخر بما قدمته، ولا تزال تقدمه، هذه الجامعة منذ تأسيسها قبل أكثر من أربعين عاما، وحتى اليوم، من عطاء خصب، وإنجاز متميز فعال، حيث كانت في مقدمة المساهمين بالعلم والخبرات في دفع عجلة البناء والتطور لدولة الخير والعطاء.... قطر. ومما يثلج صدورنا ويزيد في بعث روح التفاؤل في قلوبنا، ما نشهده اليوم من دور ريادي واعد للمثقفة القطرية وهي تخرج من أعتاب جامعتنا مسلحة بالعلم والعفاف، والعزة والعطاء، والبر والولاء لبلدنا المعطاء وقيادته الحكيمة، فترفع رأس أمتنا، وتبعث فيها الأمل والرجاء، في عالم تبتذل فيه القيم، وتختلط فيه معاني الخير والعدل والإحسان».
«مكانة متميزة»
وأضاف الدرهم: «لقد حققت جامعة قطر الكثير من الإنجازات، وتبوّأت في سماء المجد مكانا ضمن قائمة أفضل جامعات النخبة عالميا. ففي سياق التميز والتفوق، حصلت الكثير من الكليات والبرامج في جامعة قطر على الاعتماد الأكاديميّ من أرقى الهيئات الدولية، الأمر الذي يؤكد بوضوح أنّ ما تقدمه جامعة قطر من علوم ومعارف، لا يقلّ من حيث المحتوى العلميّ والجودة الأكاديمية عمّا تقدمه أرقى الجامعات العالمية بل إنها تدافعها مدافعة الأنداد، وتنافسها منافسة الأقران. وكان من آخر إنجازاتنا، وليس الأخير، انضمام برنامج العمارة لقائمة الاعتمادات الأكاديمية.
«نمو البحث العلمي»
أما على صعيد البحث العلميّ، فتعتبر جامعتنا اليوم هي الأسرع نموا في النشر الأكاديميّ في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. كما تعكف المراكز البحثية فيها والباحثون على إنجاز الكثير من المهامّ التي تستدعيها كافة المشاريع التنموية في بلدنا الناهض المعطاء، بالشراكة مع المؤسسات الحيوية المختلفة وخاصة مؤسسات الدولة منها».
وقال: «إنّنا ننطلق من قناعة راسخة بأنّ دوام النّجاح مرتبط بالسعي المتواصل لتقديم ما هو أفضل لطلابنا ولمجتمعنا، خاصة في ظلّ التحديات على المستويين المحليّ والعالميّ. فقد تغيّر مشهد التعليم العالي في دولة قطر خلال السنوات الأخيرة. ممّا زاد من روح التنافس على جذب الطلبة الواعدين بين المؤسسات التعليمية المختلفة، وارتفع بسقف توقّعاتهم ومتطلباتهم. وبناء على ذلك فقد أصبح لزاما على جامعة قطر أن تواكب هذا التطور، لا استجابة لهذه المتطلبات فحسب، بل لتصل بأبنائها إلى التميز في مختلف المجالات لأنها أمانة أصحاب العلم وحملة نبراسه. إننا - إذ نسعى لتحقيق التميز- سنشحذ الهمم والطاقات نحو تحويل رؤية الجامعة إلى واقع ملموس، يتمثل في أن تعرف جامعة قطر إقليميا، بتميزها النّوعيّ في التعليم والبحث، وبكونها الخيار المفضل لطلبة العلم وأساتذته والباحثين، ومحفزا للتنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة في قطر.. دولة السؤدد والخير والعطاء. وفي سبيل تحقيق هذه الرؤية ستركّز الجامعة على دعم قطاعاتها الحيوية في التعليم والبحث والنجاح الطلابي هادفة إلى الارتقاء بالمعرفة، وتشجيع الابتكار وريادة الأعمال. وستعمل الجامعة في المرحلة القادمة على تقديم المزيد والأفضل عبر الاستفادة المثلى من الموارد المتاحة مع المحافظة على دورنا كجامعة وطنية تفتح أبوابها لتقدم العلم والمعرفة لقطاعات واسعة من الطلبة. وسنعمل على إحداث نقلة نوعية في مجالات محددة مستفيدين من نقاط تميّزنا الحالية».
«دور أولياء الأمور»
وقال الدكتور الدرهم: «إن من الواجب علينا اليوم ونحن نحتفل بنجاح بناتنا وتخرجهنّ أن نقف إجلالا واحتراما للآباء والأمهات الذين سهروا على رعاية هذه البراعم حتى أينعت، وإنّنا نقدّم لهم جميعا الشكر والتهنئة، فهنيئا لكم اليوم فرحتكم بتخرج هذه الكوكبة من بناتكم، جعلهن الله قرة عين لكم ولوطنهنّ بنجاحاتهن على كلّ الأصعدة علمية كانت أو مجتمعية أو خدمية على حد سواء. فهي التي تنشئ الاجيال في البيت، وتعالج المريض في المستشفى، وتبني وتعمّر وتعلم في كلّ حقل ومجال، فتقوم المعوّج، وتمنع الاخفاق. ولا يفوتني أن أذكر من لا ينكر فضلهم ولا يبلغ شكرهم، أعضاء هيئة التدريس بجامعة قطر، الذين قدّموا ثمرات عقولهم وعميق خبرتهم لبناء جيل من الطاقات النسائية الواعدة، التي تحتاج لها بلادنا أمسّ الحاجة، فالنساء هن شقائق الرجال، وهن نصف المجتمع، بل المجتمع كله، لما يقمن به من دور محوري في بناء مستقبل حضاري ننافس به الامم. فلكم منّي يا مشاعل الهدى ومن بناتكم الطالبات أجزل الشكر ومن الله أوفى المثوبة». وختم سعادة رئيس الجامعة حديثه بنصيحة وجهها لبناته الخريجات، قال فيها: «بعد هذا الحفل، ستبدأ مرحلة جديدة من حياتكنّ، شعارها، المساهمة بفاعليّة في خدمة بلدكنّ الحبيب قطر، وخاصّة في ظلّ ما يتعرّض له من هجمة شرسة، لا تحتمل منّا ما هو أقلّ من أقصى الجهد والعطاء، دفاعا عن وطن أكرم كلّ من وطأ أرضه، وعن قيادة لم تبخل يوما على شعبها بالدّعم والعطاء، فلا مجال للتّهاون أو التّباطؤ في وتيرة العمل. إنكنّ اليوم على أعتاب مرحلة جديدة، تتميز بالبذل والعطاء لخدمة وطننا الغالي، الذي لم يبخل عليكنّ يوما، فلتكنّ عند حسن الظنّ بكنّ... وإني اذ أبارك لكنّ هذا النجاح والتفوق، بودي أن أختم فأذكركن بأن المسؤولية الملقاة على عاتقكنّ لا تقلّ عن مسؤولية الرجال، فهي لا تختصّ بجنس أبدا».
«تعليم الشباب»
وفي كلمتها، قالت بشاير الكواري، ممثلة الخريجات: «تؤمن قيادتنا الرشيدة بأن تعليم الشباب أحد أهم العوامل لمكافحة الإرهاب، كما ترى أن الافتقاد إلى التعليم يولّد التطرف والانغلاق الفكري، الأمر الذي دفعها للاهتمام والتركيز على التنمية البشرية، وتطوير التعليم الأساسي والجامعي. وجعلت ذلك ركيزة أساسية في رؤية قطر الوطنـــية 2030. اليوم نحن نعيش في نعمة قد لا نشـــعر بها، ألا وهي نعمة التعلّم ففي العالم هــــناك الكثير من الشباب يتمنون الحصول على فرصة التعلّم، لكنها وللأسف غير متاحة لهم». وأضافت: «جامعة قطر، المنزل الذي اشتقت إليه، والذي حصلت منه على شهادتين: شهادة جامعية وشهادة حياتية وأخلاقية، معترف بها في كل أرجاء العالم. جامعة جعلتنا نختلط بكافة الأعراق والأجناس والأديان، فلا عنصرية، أو رفض لمختلف، اليوم، أفتخر بتخرجي من هذا الصرح الذي تعلمت منه الانفتاح على الحضارات والثقافات المختلفة. ففي الفترة الدراسية التي امتدت لأربع سنوات، انتقلت خلالها إلى شتى أرجاء العالم دون أية تذكرة، كما انتقلت بين عدة ممرات، وقاعات وساحات، تولدت منها ذكريات ولحظات لا تنسى. لن أنس اللحظة الأولى عندما دخلت الجامعة وكنت كما يقال «مستجدة»، لا أعلم أين المبنى الذي أقصده وأتصل بأختي لتدلني على الطريق، كما لن أنس ضحكاتنا وبكاءنا وكلّ مشاعرنا المختلطة، لن أنس عندما كان يغالبنا النوم ونحن نعمل، لن أنسى حملي لمعدات الكاميرا الأكبر مني حجما، لن أنس الذكريات التي ستظل معلقة في جامعتنا».
copy short url   نسخ
13/11/2018
2420