+ A
A -
كتب- أنس عبدالرحمن






أكدت سعادة الأستاذة مريم بنت عبدالله العطية، الأمين العام للجنة الوطنية لحقوق الإنسان، أن دولة قطر أصبحت في وقت قصير دولة رائدة في حقوق الإنسان من خلال تنفيذ التزاماتها الدولية ومواقفها الثابتة إزاء القضايا الحقوقية الإقليمية، لافتةً إلى أن الانضمام مؤخراً إلى العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية والعهد الدولي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية قد انعكس إيجاباً على الاستراتيجيات والسياسات والقوانين الوطنية لدولة قطر، وأبرزها رؤية قطر الوطنية 2030.
جاء ذلك خلال الاحتفال باليوم القطري لحقوق الإنسان الذي نظمته اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بالتعاون مع مقر إقامة الفنانين «مطافئ قطر»؛ بحضور مسؤولين من اللجنة الوطنية، ونخبة من الفنانين ونشطاء حقوق الإنسان، ورؤساء تحرير الصحف والقنوات التليفزيونية المحلية، وإعلاميين، وعدد من سفراء الدول المعتمدين لدى دولة قطر.
وفي كلمتها بالمناسبة؛ قالت سعادة الأستاذة مريم بنت عبدالله العطية: «إنه لمن دواعي سروري، أن أكون بين هذا الجمع الكريم للاحتفال باليوم القطري لحقوق الإنسان، إذ أن الاحتفال بهذا اليوم يُؤكد من جديد مدى اهتمام دولة قطر قيادة وشعباً بحقوق الإنسان، ويُعزز انخراطها في الجهود الدُولية والإقليمية لحماية وتعزيز حقوق الإنسان، من خلال التزامها على الصعيد الوطني قبل كل شيء، واقتناعها التام بهذا الخيار على الصعيد التنموي المحلي، الاجتماعي منه والاقتصادي».
وأضافت سعادتها: لقد راهنت دولة قطر مُنذ تأسيسها على التزامها بالمنظومة الكونية لحقوق الإنسان، وسَعت جاهدةً منذ بناء اللبنات الأولى للدولة على جَعلها أساسا في عملية النهضة الاقتصادية والاجتماعية، فانعكس ذلك إيجابا على المجتمع القطري، وذلك من خلال الحرص على تعزيز الحقوق، وأيضا تمكين المواطنين دون تمييز بينهم، على أساس اللون أو الجنس أو العرق أو أي وجه من أوجه التمييز الأخرى؛ إذ جاء في استراتيجية التنمية الوطنية لدولة قطر 2018 – 2022 أن استراتيجية التنمية الاجتماعية أساسها الحقوق ومحورها الناس، ومرتكزة على توجيهات القيادة العليا وتطلعات رؤية قطر الوطنية.
المشاركة الشعبية
ونوّهت سعادة الأمين العام للجنة الوطنية لحقوق الإنسان إلى أن انضمام دولة قطر إلى عديد الاتفاقيات والمواثيق الدولية، ومن بينها الانضمام مؤخراً إلى العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية والعهد الدولي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية قد انعكس إيجاباً على الاستراتيجيات والسياسات والقوانين الوطنية لدولة قطر، وأبرزها رؤية قطر الوطنية 2030، والتي انطوت على حزمة من الإصلاحات المبنية على حقوق الإنسان، بل تم تبني سياسة الانتقال التدريجي من نهج رعائي يقوم على تقديم الخدمات الاجتماعية التي تضمن للمواطنين حقوقهم إلى نهج تمكيني يحفز على المواطنة الفاعلة والمشاركة الشعبية.
وتابعت سعادتها:«لقد أصبحت دولة قطر في وقت قصير دولة رائدة في حقوق الإنسان، ويتجسد ذلك من خلال تنفيذ التزاماتها الدولية ومواقفها الثابتة إزاء القضايا الحقوقية الإقليمية. وقد أثنى الفريق العامل المعني بالاستعراض الدوري الشامل التابع لمجلس حقوق الإنسان على سيادة القانون التي تميز دولة قطر، وتثمين التواجد المُطرد للمؤسسات التي تحافظ على حقوق الإنسان».
وأكدت سعادة الأستاذة مريم بنت عبدالله العطية أن اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان تعتبر من بين هذه المؤسسات الرائدة التي تقوم بالتوازي مع جهود الدولة بحماية وتعزيز حقوق الإنسان بدولة قطر، فإنها تقوم أيضاً بمراقبة مدى التزام الحكومة القطرية في الإيفاء بتعهداتها الدولية والإقليمية في ما يخص قضايا حقوق الإنسان. وتسعى انطلاقا مما يخوّل لها المرسوم بقانون رقم 17 وبالتحديد في المادة الثالثة إلى نشر الوعي والتثقيف بحقوق الإنسان وحرياته وترسيخ مبادئها على صعيد الفكر والممارسة.
وضمن فعالياتها لإحياء اليوم القطري لحقوق الإنسان؛ قالت سعادة مريم بنت عبدالله العطية إن اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان ارتأت تنظيم معرض فني بالتعاون مع مطافئ قطر، تُعرض خلاله عديد اللوحات الفنية لفنانين بدولة قطر، تمثل مزيجا فريدا بين الفنون الجميلة وحقوق الإنسان، وتتناول قضايا تُعنى بحقوق الإنسان؛ على غرار حقوق الطفل وحقوق المرأة وحرية الرأي والتعبير وحتى آثار الحصار الجائر على دولة قطر من الناحية الحقوقية، حيث تمثل اللوحات المعروضة تجسيدا لهذه المواضيع، وتمريرا لرسالة فنية مضمونها الحقوق والحريات وعنوانها «اليوم القطري لحقوق الإنسان».
وخلصت سعادتها إلى تقديم الشكر لكل الفنانين الذين قدموا تلك الأعمال الفنية الرائعة، ولمتاحف قطر، ومطافئ قطر، باعتباره الحاضنة الرائدة للفنانين والمواهب الناشئة بدولة قطر، إلى جانب أعضاء الفريق القائم على تنظيم هذه الفعالية.
من جانبه، قال خليفة العبيدلي، مدير مقر إقامة الفنانين «مطافئ قطر» في كلمته بالمناسبة: «إن تجمعنا اليوم للاحتفال باليوم القطري لحقوق الإنسان معكم ومع نخبة من الفنانين القطريين والمقيمين على أرض قطر، والاحتفاء بالأعمال المنجزة والمعبر عن المواضيع المختلفة التي تخص أمن واستقرار، ورقي البشرية على هذا الكوكب المتقلب، إنما يدل على مدى وعينا والتزامنا بمبادئنا تجاه حقوق البشر من جميع الجنسيات والأعراق».
وأضاف: «لقد عايشت الفنانين خلال الأسبوعين المنصرمين وتتبعت تطور أعمالهم وأفكارهم للوصول لهذه الأعمال الفنية والمعاني التي تحملها، والتي تشاهدونها من حولكم في هذه القاعة. ويسعدني القول إن الحوار الذي شهدته بين الفنانين ومناقشاتهم في تطوير أعمالهم ينمّ عن الوعي والالتزام الذي وصل إليه الفن والفنانون في قطر ودورهم المؤثر في المجتمع».
وختم العبيدلي بتوجيه الشكر «للجنة الوطنية لحقوق الإنسان» على هذا التوجه والاهتمام بمشاركة الفنانين في مسيرتهم ونشر رسالتهم من خلال الفن. كما أود أن أدعو ضيوفنا الأعزاء للاستمتاع بالأعمال الفنية ومناقشة الفنانين المتواجدين حول أعمالهم وفتح باب الحوار معهم .
وتقديراً منها لإسهامات الإعلام المحلي في دعم ثقافة وحقوق الإنسان في المجتمع القطري، ارتأت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان تكريم رؤساء تحرير الصحف والقنوات التليفزيونية المحلية بالمناسبة، داعيةً إياهم إلى المزيد من الدعم لحماية وترقية ثقافة حقوق الإنسان محليا وإقليميا.
واختتم الحفل، بجولة للحضور من الفنانين والإعلاميين ونشطاء حقوق الإنسان والسفراء عبر جوانب المعرض الذي ضمّ لوحات فنية أبدعها فنانون بدولة قطر، عكست أبرز قضايا حقوق الإنسان المحلية والإقليمية والدولية. وكان لافتاً تفاعل الحضور مع اللوحات التي تؤرخ لمرور أزيد من عام على الحصار المفروض على قطر منذ الخامس من يونيو 2017.
copy short url   نسخ
13/11/2018
3216