+ A
A -
تحل دولة قطر ضيف شرف منتدى سان بطرسبرغ الثقافي الدولي السابع، وذلك لأول مرة بالمنتدى الذي يقام خلال الفترة من 15 إلى 17 نوفمبر الجاري، ويترأس خلاله وفد الدولة سعادة السيد صلاح بن غانم العلي، وزير الثقافة والرياضة. . سيكون موضوع المنتدى لهذا العام تحت عنوان «الثقافة كقوة استراتيجية للبلد»، حيث يعد المنتدى أهم ما يميز الحياة الثقافية لروسيا، وتستضيف عاصمة الثقافة هذا المشروع العالمي منذ عام 2012. على مدار هذه السنوات، أصبح المنتدى منبرا معترف به عالمياً للحوار المفتوح بين الثقافات.
الموضوع الرئيسي للمنتدى هذا العام سيكون حول الثقافة كقوة وكنز استراتيجي للبلد، حيث يتم رفع الاهتمام بالثقافة هذا العام إلى مرتبة الأولوية الوطنية لأنها تعتبر ثروة ينبغي الافتخار به.
وتتضمن مشاركة دولة قطر بالمنتدى، حضورا بارزا للعديد من جهات الدولة المختلفة، والتي تقدم فعالياتها المتنوعة، وذلك في إطار العام الثقافي المشترك بين قطر وروسيا لسنة 2018، بهدف تعزيز العلاقات بين دولة قطر وجمهورية روسيا الاتحادية والاحتفاء بالروابط وتعزيز الصلات بين البلدين وشعبيهما.
ويوصف منتدى سان بطرسبرغ الثقافي الدولي بأنه حدث ثقافي فريد من نوعه، يجمع آلاف الخبراء في مجال الثقافة من جميع أنحاء العالم، منهم نجوم المسرح والسينما والموسيقى، علاوة على ممثلي السلطة والأعمال، وقادة المجتمع الأكاديمي.
ويشكل المنتدى فرصة كبيرة لمواصلة الحوار وتقوية الروابط المشتركة بين الثقافات، والتي تنطلق السنة الثقافية بين قطر وروسيا لتحقيقها، في ظل الروابط القوية التي تربط البلدين وشعبيهما، وانعكاسات هذه الروابط على العلاقات الثقافية.
سعادة صلاح بن غانم العلي، وزير الثقافة والرياضة، ثمن المشاركة القطرية في منتدى سان بطرسبورغ الثقافي، مشددا على القيمة الحضارية للتبادل الثقافي. وقال: «إنّنا سعداء بأن نكون جزءًا من هذا الحدث الكبير في دولة روسيا الاتّحاديّة، التي لا تتوقّف مكانتها على المجالات الاقتصاديّة والسياسيّة والعسكريّة، بل هي دولةٌ ثريّة ثقافيّا أيضا، وقد ساهمت مساهمة كبيرة في تعزيز الثقافة الإنسانيّة، وتشهد مدينة سان بطرسبورغ على قيمة الثّراء الثقافي والحضاري، ويعكس منتدى سان بطرسبورغ الثقافي الدّولي عمق القيم الإنسانيّة المشتركة التي يعبّر عنها الإبداع بشتّى أصنافه خير تعبير».
وشدد سعادته على مساهمة قطر في إثراء التنوع الثقافي، وأضاف «إنّنا قادمون من دولة قطر التي فتحت أبوابها للتنوّع الإنساني، واستقبلت الثقافات المختلفة واحتضنت الكفاءات والمثقّفين والمبدعين، ولم يكن هذا الاستقبال على مستوى الوعي والوجدان فقط، بل عبّرت المؤسسات من خلال برامجها على إيماننا الفعلي بقيمة التنوّع الثقافي، فقد عملت مؤسسة قطر على احتضان الجامعات العالميّة، وعمل الحيّ الثقافي كتارا على الانفتاح على ثقافات الشّعوب، وقامت هيئة متاحف قطر بتعزيز هذا الانفتاح من خلال مدّ الجسور مع الفنّ العالمي، وعملت مؤسسة الدوحة للأفلام على إبراز التنوّع السينمائي الدّولي. وتحتضن الدوحة مركز حوار الأديان الذي يُساهم في تعزيز حوار الحضارات والثقافات».
وتابع سعادته: «تتميّز دولة قطر بوجود أكثر من مائة وخمسين جالية، من ثقافات وأديان ولغات وأعراق مختلفة، وتُساهمُ جميعها في مسيرة نهضة بلدنا الحبيب. ولعلّ العمل الموسيقي الذي ستقدّمه أوركاسترا قطر الفلهارمونيّة من خلال عازفين من 28 جنسيّة تحت عنوان«28 ثقافة مختلفة ونغم واحد «هو دليل على أنّ الثقافة حاضنة التنوّع. وسيكون للعرض رمزيّة كبيرة لأنّه يُقدّمُ في مدينة سان بطرسبورغ التي كانت وما تزال شاهدة على التفاعل الحضاري بين الشّعوب، باعتبارها جسرا حقيقيّا للتواصل بين الثقافات».
وفي هذا السياق، تأتي المشاركة القطرية لتعزيز تبادل الخبرات مع الخبراء الروس والدوليين من المشاركين بالمنتدى، وذلك في مجالات ثقافية وفنية وتراثية متنوعة، وهو ما يسهم في تعريفهم بالفن والثقافة في قطر، وما ترمي إليه المشاركة القطرية الواسعة، من تحقيق التبادل الثقافي، وذلك لأثره الكبير في تنمية المجتمع.
بدوره، أعرب سعادة السيد فهد بن محمد العطية، سفير دولة قطر لدى الاتحاد الروسي، عن مدى سعادته بأن تحل قطر ضيفاً للمنتدى الثقافي الدولي السابع في سان بطرسبرغ.
وقال سعادته إن «مشاركة قطر في واحدة من أهم الأحداث في المشهد الثقافي في روسيا ستسمح بتعميق التعاون وتقوية الحوار بين الثقافات بين دولنا خاصة ضمن عام الثقافة المستمر بين قطر وروسيا 2018«.
وأضاف سعادة السفير أن «وصول وفد قطري كبير إلى سان بطرسبرغ يمثل الرغبة في الحفاظ على علاقات وثيقة مع روسيا وكشف الجوانب الفريدة للثقافة القطرية».
من أبرز المشاركات القطرية في المنتدى ستكون من خلال معرض قطر للفن المعاصر والتصوير الضوئي من تنظيم متاحف قطر، حيث سيتعرف الزوار خلال المنتدى على أعمال الفنانين والمصورين القطريين، من خلال 150 لوحة و370 صورة تعكس أحدث التقاليد البصرية لقطر والتغيرات السريعة في البلاد وتأثيرها على المجتمع.
قال السيد أحمد موسى النملة، الرئيس التنفيذي بالوكالة لمتاحف قطر:«تؤدي متاحف قطر دوراً محورياً منذ عام 2005 في التنمية المستمرة التي تشهدها قطر، مدفوعة في ذلك بمكانتها كمركز حيوي للفنون والثقافة والتعليم محلياً وإقليمياً ودولياً. ويأتي اهتمامنا بقطاع الفنون والثقافة في إطار التزامنا بدعم رؤية قطر الوطنية، إذ نطمح لإرساء أسس قوية ومستدامة للثقافة في قطر. وقد كان لنا شرف التعاون مع نخبة من ألمع المواهب الفنية على مستوى العالم وإقامة شراكات دولية مهمة تُسهِم في تحقيق هدفنا الرامي إلى تحويل قطر إلى مركز ثقافي عالمي. يسعدنا المشاركة في منتدى سان بطرسبرغ الثقافي الذي يُعد واحداً من أهم التجمعات الثقافية في العالم لمشاركة رؤانا مع زملائنا في المنتدى. ونتطلع لتعريف المشاركين في قطر بتراث قطر الثقافي الثريّ ومشهدها الفني المتنامي».
وستكون حفلة الأوركسترا الفيلهارمونية القطرية هدية لعشاق الموسيقى. وستقوم بأداء معزوفات لمؤلفين قطريين، بالإضافة إلى السيمفونية الخامسة لديمتري شوستاكوفيتش، في تجربة معبرة بشكل كبير على دور الثقافة في احتضان التنوع.
من جهتها، قالت السيدة مشاعل النعيمي، رئيس تنمية المجتمع في مؤسسة قطر: «يسرنا في مؤسسة قطر المشاركة بمنتدى سان بطرسبرغ الدولي الذي يحتفي بالإبداع والإرث الثقافي لكلّ من قطر وروسيا، حيث يساهم هذا المنتدى في تعزيز التواصل الثقافي بين البلدين، وتوسيع أطر التفاهم انطلاقا من الثقافة التي تتجاوز الحدود الجغرافية».
وأضافت:«تعدّ الثقافة عاملًا من عوامل القوة التي تمكننا من اكتشاف ميزة التنوع والاختلاف وفي الوقت نفسه تعزز من وحدتنا العالمية. إنها حافز مستمر لنا ومصدر إلهام للمضي قدماً في الإبداع والاستكشاف وتعزيز المشاركة الاجتماعية، ويساهم في مواصلة مساعينا نحو بناء مجتمعات قوية ومتسامحة ومفعمة بالحياة».
وتابعت: «ومن هنا فإن الحفاظ على ثقافتنا في قطر وإرثنا المشترك في العالم العربي وتعزيزهما تأتي في جوهر مساعينا ومهامنا الرامية إلى تنمية المجتمع بمؤسسة قطر.».
من المشاركات القطرية أيضا، في المنتدى ستكون من خلال عدد من عروض الأفلام، غالبيتها تعود لمواهب قطرية شابة أسهمت في ترك بصماتها الإبداعية على عدد من الانتاجات المهمة.
السيدة فاطمة حسن الرميحي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدوحة للأفلام، وصفت المنتدى بأنه «منصة مهمة لدولة قطر ومؤسسة الدوحة للأفلام السينمائية، لتسليط الضوء على جهود بلدنا في تعزيز التبادل الثقافي وفي النهوض بتنمية الفنون العالمية والمناظر الثقافية. نحن في الدوحة للأفلام نؤمن بقوة الأفلام ونلتزم برعاية الجيل القادم من المحترفين المبدعين لدعم تطوير المحتوى الأصلي والمقنع من المنطقة وخارجها.
وأضافت أنه من خلال مشاركتها في المناقشات حول «السينما والثقافة: تأثير المخرجين الشباب على الثقافة» و«الوجه النسائي للسينما«، فإنها تعرب عن أملها في أن تسلط الضوء على الفرص والتحديات أمام صانعي الأفلام، وخاصة النساء.
copy short url   نسخ
13/11/2018
2910