+ A
A -
كتب – أكرم الفرجابي






ثمَن أكاديميون الخطاب الذي ألقاه حضرة صاحب السمو، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، في افتتاح الدورة السابعة والأربعين لمجلس الشورى، مشيرين إلى أنه يعكس نبض الشارع، ويلمس الجوانب المهمة على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، منوهين بأنه ركز على قضايا محلية غاية في الأهمية، وأراد أن يُثبت للعالم بالوثائق والأرقام، ما تتمتع به دولة قطر من استقرار سياسي واقتصادي لم يتأثر بالحصار.
وأوضح الدكتور حسن راشد الدرهم رئيس جامعة قطر أن الخطاب الذي ألقاه صاحب السمو أمام مجلس الشورى، جاء شاملاً كالمعتاد، حيث أكد سموه من خلال الخطاب على دور الشباب في نهضة قطر، وشدد على أهمية الإخلاص في العمل، والإتقان والكفاءة، كمعيار للتطور الوظيفي، وهي رسالة ستصل بإذن الله لطلبتنا وخريجينا الذين نرى فيهم أمل قطر.
نبض الشارع
من جانبه وصف الدكتور علي عبدالهادي الشاوي، أستاذ علم الاجتماع السياسي والنظرية الاجتماعية، رئيس مجلس أعضاء هيئة التدريس بجامعة قطر، الخطاب الذي ألقاه حضرة صاحب السمو، في افتتاح الدورة السابعة والأربعين لمجلس الشورى، بأنه دستور نبني عليه خططنا للمستقبل لنحقق الأهداف المرجوة من رؤية قطر 2030م، مبيناً أن الجميع كانوا ينتظرون مثل هذا اليوم، للاستماع لخطاب صاحب السمو، الذي عودنا دائماً أن يعكس خطابه نبض الشارع، ويلمس الجوانب المهمة على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، لافتاً إلى أنه سموه تحدث عن دور دولة قطر، وما وصلت إليه من استقرار سياسي واقتصادي، يعود بلا شك إلى السياسات الرشيدة والمتوازنة التي تنتهجها الدولة، حيث تقوم هذه السياسة على نهج عقلاني يكتسب الأصدقاء أكثر من الأعداء، مؤكداً أنها نجحت في بناء علاقات وتحالفات دولية مع جميع دول العالم، منوهاً بأن سموه تطرق أيضاً إلى الجانب الاقتصادي، برغم الظروف التي شهدها العالم من انخفاض لأسعار النفط في العام 2014م، إلا أن دولة قطر استمرت في التقدم الاقتصادي كونها تتبع تنمية مستدامة، تهدف إلى الاستفادة من الثروات الموجودة مع المحافظة على حقوق الأجيال القادمة، مشيراً إلى وجود توازن وتطوير كذلك في الجانب الصناعي والاقتصادي، بالإضافة إلى الاهتمام بالتعليم والمؤسسات التعليمية التي هي رافد في تطوير الموارد البشرية.
مؤشرات إيجابية
ولفت د.الشاوي إلى أن صاحب السمو، أكد من خلال خطابه ضرورة أن تركز الدولة ومؤسساتها المختلفة على الإنسان، كونه أهم ما تملك دولة قطر، خصوصاً الإنسان ذا الكفاءة دون النظر إلى أصوله، موضحاً أن هذه معادلة تنهض عليها الدول الحديثة من خلال بناء مؤسسات رشيدة، تعتمد على الكفاءات وليس على أي جوانب أخرى تحدد من الذي يكون في منصب سيادي سواء من ناحية الطبقة أو الأصول، كما تحدث سموه أيضاً عن الأزمة الخليجية، وكيف كانت دولة قطر حريصة على تماسك واستمرارية مجلس التعاون الخليجي، على الرغم من أنه لم يلعب الدور المناط به في حل الأزمات الداخلية والخلافات بين أعضائه، وتساءل د.الشاوي قائلاً: إذا لم يلعب المجلس الدور المرجو منه بين أعضائه، كيف يستطيع أن يواجه المشكلات الخارجية وعلاقتنا مع الدول الأخرى، كما تطرق أيضاً إلى الأزمات والقضايا التي تهم الوطن الكبير، حيث نادى في خطابه بالوحدة الوطنية، بين الأحزاب المختلفة سواء في فلسطين التي تعتبر القضية الأولى بالنسبة لدولة قطر، حيث تتبناها منذ سنوات طويلة، وطالب أيضاً بالوحدة والسلام في اليمن وليبيا، وأكد وحدة التراب السوري بعد الظروف التي يمر بها الشعب السوري، مبيناً أن سموه أوضح من خلال خطابه أنهم لم ينسوا مجلس الشورى المنتخب، الذي يمكن أن يكون أجمل ما يكافأ به الشعب القطري، معرباً عن اتفاقه مع سمو الأمير في أن هذه المسألة تحتاج لإجراءات وإلى لجان تعمل الآن في هذا الأمر، وأضاف: الخطاب كما عهدنا دائماً فيه الكثير من المبشرات بالخير لا يفهمها إلا أصحاب التفكير النقدي، موضحاً أنه أعطانا مؤشرات إيجابية لإخوتنا في دول الخليج العربي وهو يؤكد أن الحل للخلاف هو جلوس على طاولة الحوار، لأن إطالة أمد الخلافات وتركها دون حلول قد تجعل في النفوس مؤشرات سلبية، وتؤثر في الثقة السياسية بين الشعوب في المستقبل.
قضايا ملحة
من جهته أوضح الدكتور أحمد عبدالملك، أستاذ الإعلام المشارك في كلية المجتمع، أن خطاب صاحب السمو ركز على قضايا محلية غاية في الأهمية، وأراد أن يُثبت للعالم بالوثائق والأرقام، ما تتمتع به دولة قطر من استقرار اقتصادي، وازدهار البيئة القابلة للاستثمار، وأن صادرات قطر قد ارتفعت بنسبة 18 %، في الوقت الذي حافظ الريال القطري على قيمته، كما زاد عدد المصانع عما كان عليه بنحو 14 %، منوهاً بأن دولة قطر مازالت محافظة على مكانتها كأكبر مصدِّر للغاز في العالم، كما رعت الدولة الاهتمام باحتياجات التنمية وتدعيم البنى التحتية، وكمثال على ذلك قرب الانتهاء من محطة (أم الحول) التي سوف ترفع الطاقة الإنتاجية للكهرباء بنحو30 %. ويشكل ذلك تحدياً واضحاً، لعدم جدوى الحصار المفروض على دولة قطر منذ يونيو 2017.
مؤثر وثري
وقال د.عبدالملك: على المستوى السياسي الإقليمي، أشار صاحب السمو إلى أن «أمن واستقرار الدول الخليجية لن يتحقق عبر المساس بسيادتها»، وتلك إشارة واضحة لما بدر من دول الحصار، وقيامها بشقِّ الصف الخليجي، وتصدّع مجلس التعاون، الذي كان يُشار إليه بالبنان من حيث التعاون الاستقرار والأمن، ورأى سمو الأمير أن مجلس التعاون تخلّى عن أهدافه، بغياب دوره في قضية الحصار، ولم نسمع أي كلمة من أمين عام التعاون بهذا الخصوص، وأشار سموه إلى دور الإنسان في التنمية، ودأب الدولة على رفع مستوى معيشة المواطن، مُعتبراً أن هذا الدور يجب أن «يواكبه تطور قيمي وثقافي واهتمام بالأخلاق»، وهذا مؤشر واضح، لما تتميز به شخصية صاحب السمو، الذي أصبح رمزا للشباب، وقدوة للمواطن الصالح، وأن وجود الدولة، وخدماتها، لن يغنيا عن التطور الفكري والقيمي للمواطن، وانطلاقًا من المبادئ الثابتة لسياسة دولة قطر الخارجية، وحرصها على دعم السلم والأمن الدوليين، واحترام حق الشعوب في سيادتها، لمس سمو الأمير الوضع في اليمن، وسوريا، وفلسطين، وليبيا والعراق، مبديا كل الدعم للدول الشقيقة بما يحقق الأمن والاستقرار في هذه الدول، لافتاً إلى أنه خطاب مؤثر وثري، بعيدا عن الاستعراضات اللغوية، أو المغالطات لحتميات التاريخ، كما نسمعها من كثير ممن يعتلون المنابر، ويتحدثون عن إنجازات ومشاريع لا تتحقق حتى بعد ثلاثين عاماً.
السياسة العامة
من جانبه يرى الدكتور ربيعة الكواري، أستاذ الإعلام المساعد بجامعة قطر، أن خطاب حضرة صاحب السمو أمام مجلس الشورى، يرسم لنا معالم السياسة العامة لدولة قطر وهو بمثابة خريطة طريق، موضحاً أن سموه من خلال هذا الخطاب يدعو إلى أن تكون المؤسسات في دولة قطر تتحمل مسؤولياتها مع الحفاظ على تشكيل هويتنا الحضارية والوطنية، مبيناً أنه تحدث في الخطاب عن الكثير من الملفات المهمة على الساحة الداخلية والخارجية، منها الاقتصاد القطري، ذلك الاقتصاد القوي المتين والثابت الذي يعتمد على النفس في المقام الأول، من خلال تأسيس اقتصاد عن طريق الاعتماد على القطاعين الحكومي والخاص، وما من شك أن الاقتصاد القطري مازال قوياً رغم الحصار الجائر المفروض على قطر منذ يونيو 2017م، منوهاً بأن سموه أكد أهمية الغاز القطري، حيث تتبوأ قطر في هذا التوقيت المركز الأول بحسب الأرقام الدولية كدولة مصدرة للغاز المسال على مستوى العالم، موضحاً أن الخطاب يؤكد بناء قطر المستقبل دون الالتفات إلى الحصار، لأننا تجاوزنا هذه المرحلة المتمثلة في الأزمة الخليجية المفتعلة، حيث أصبحت قطر الآن هي التي تقود دول المنطقة نحو النماء والبناء، وتأسيس سياسة حكيمة تقوم على الحوار من أجل الوصول إلى الحلول المثلى للتكاتف بين دول الخليج، وتناول أيضاً رؤية قطر المقبلة 2018–2022 وهي رؤية مهمة حداً لبناء القطاع الاقتصادي في المقام الأول.
الرؤية الوطنية
وأوضح د.الكواري أن الخطاب لم يغفل التركيز على محورين أساسيين في بناء المجتمع وتنميته من خلال الأمن الغذائي والأمن المائي، بالإضافة إلى تطرقه للسياسة الخارجية لدولة قطر، التي تقوم على المشاركة والمساهمة مع جميع دول العالم في بناء اقتصاد حر يعود بالنفع على قطر والدول الأخرى، وكذلك الرؤية الوطنية 2030 التي أشار إليها من خلال الاهتمام بها لتحريك النمو والتطور في دولة قطر وبناء مشاريع مهمة في المرحلة المقبلة، وكما عودنا سمو الأمير في كل خطاباته يؤكد أهمية السير قدماً نحو البناء وتكوين بنية تحتية للمجتمع القطري والتركيز على الاستثمارات الخارجية والداخلية من أجل النمو الذي نشهده اليوم، في المجال الاقتصادي والتنموي، كذلك أكد سموه جودة التعليم والصحة والتنمية الاجتماعية والإثراء الثقافي والاهتمام بالجانب الرياضي وملف كأس العالم 2022م، الذي يعتبر من أهم الملفات التي أشير إليها سموه من أجل الارتقاء بالرياضة وجعل قطر بوابة العالم في 2022م.
copy short url   نسخ
08/11/2018
925