+ A
A -
الدوحة -قنا- أطلقت وزارة الصحة العامة أمس، بالتعاون مع مؤسسة حمد الطبية ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية والجمعية القطرية للسكري، حملة توعوية حول مرض السكري، تتكون من أربع مراحل على مدى عامين، وتهدف إلى توعية سكان دولة قطر للوقاية من الإصابة بهذا المرض، وكيفية التعايش معه بالنسبة للمصابين به، والطرق المثلى للوصول إلى الخدمات المطلوبة.
وأوضحت الدكتورة خلود المطاوعة، رئيس لجنة التوعية وتمكين المرضى بالاستراتيجية الوطنية لمكافحة مرض السكري ورئيس قسم الأمراض غير الانتقالية بوزارة الصحة العامة، في مؤتمر صحفي بهذه المناسبة أن الحملة تأتي استجابة للتحديات التي يفرضها مرض السكري كقضية صحية رئيسية تواجه المجتمع القطري، خصوصاً أنه أحد الأمراض غير السارية واسعة الانتشار عالمياً، مما يستدعي اتخاذ خطوات فعالة لمكافحة هذا المرض على المستوى الوقائي والعلاجي. وقالت إن الحملة تركز في مرحلتها الأولى التي تستمر حتى شهر ديسمبر المقبل، على توعية الناس والمجتمع في قطر بمرض السكري من خلال التعريف بنوعيه الأول والثاني، وكذلك سكري الحمل، والأعراض والمضاعفات الصحية المصاحبة لكل من هذه الأنواع، مثل مضاعفات العين والكلى وأمراض القلب والشرايين وتلف الأعصاب ونقص الدورة الدموية في القدمين وارتفاع مخاطر العدوى. ونوهت بأن المرحلة الثانية التي سيتم تدشينها في الربع الأول من عام 2019 تعنى بالتوعية بعوامل الخطر وأعراض المرض وأهمية الكشف المبكر، في حين تركز المرحلة الثالثة في الربع الأخير من عام 2019 الدعوة العامة لإجراء فحوصات وتحاليل مرض السكر لأجل اكتشافه مبكرا، بينما ستكون المرحلة الرابعة بمثابة استمرارية للمراحل الثلاث السابقة من حيث التوعية بالمرض واتباع نمط غذائي صحي وممارسة النشاط البدني، مؤكدا أن هذه الحملة ومراحلها وأنشطتها تأتي في إطار الاستراتيجية الوطنية لمكافحة مرض السكري في دولة قطر 2016- 2022.
وتأتي هذه الحملة استجابة للتحديات التي يفرضها مرض السكري كقضية صحية رئيسية تواجه المجتمع القطري، خصوصاً أنه أحد الأمراض غير السارية واسعة الانتشار عالمياً، ويبلغ معدل انتشاره في قطر 17 في المائة أي أكثر من ضعف المعدل العالمي، وإذا لم تتوفر له معالجة جيدة، فسوف يؤثر ذلك على المرضى وأسرهم وعلى المجتمع بصفة عامة، وهو ما يستدعي اتخاذ خطوات فعالة لمكافحة هذا المرض على المستوى الوقائي والعلاجي.
من ناحيتها استعرضت الدكتورة سامية العبد الله، المدير التنفيذي لإدارة التشغيل بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية جهود المؤسسة بالتعاون مع الشركاء في التوعية بالمرض للوقاية من الإصابة به والحد من مضاعفاته وتزويد المجتمع والفئات المستهدفة بالمهارات اللازمة لاتباع أسلوب حياة صحي، منوهة في سياق متصل بأن المؤسسة تقوم بتنفيذ الاستراتيجية الوطنية للسكري من خلال 6 ركائز استراتيجية تشمل التوعية والوقاية، وتمكين المرضى، وتقديم الرعاية، وتنمية الموارد البشرية وبناء القدرات، إدارة المعلومات، والأبحاث.
وأشارت إلى أن مراكز الرعاية الصحية الأولية تقوم بتوفير خدمات الرعاية الصحية لمرضى السكري من خلال عيادات طب الأسرة وعيادات الأمراض غير الانتقالية المتوفرة في جميع المراكز الصحية التابعة للمؤسسة، حيث تتوفر الخدمة من خلال أكثر من 115 عيادة أسبوعيا، فيما أوضحت الإحصائيات أنه خلال عام 2017، تم تقديم الخدمة لأكثر من 67 ألف مريض بالسكري. وقالت إنه على مدار الخمس سنوات الماضية، قامت مؤسسة الرعاية الصحية الأولية بالاستثمار في توسيع وتنمية الموارد البشرية العاملة لديها لتوفير أفضل نظم الرعاية الصحية المقدمة لمرضى السكري، حيث يوجد حاليا أكثر من 20 أخصائي تثقيف صحي و32 اختصاصي تغذية بالمراكز الصحية وتعمل المؤسسة جاهدة لتوظيف المزيد منهم.
كما تم بالإضافة للخدمات المقدمة في هذا الخصوص تدشين خدمة برنامج الفحص الذكي بالمراكز الصحية، كأحد أهداف الخطة الوطنية للصحة، ما يتيح تحديد عوامل الخطر لدى المراجع ومعرفتها للعمل على تجنبها والوقاية منها.
وكشفت أنه خلال الفترة من يناير2017 حتى أغسطس 2018 تمت دعوة 35413 مراجعا تقريبا عن طريق الاتصال المباشر من خلال الهاتف، وتم تسجيل نسبة 38 بالمائة منهم، وأظهرت فحوصات السكري أن نسبة 65 بالمائة من عدد المراجعين الذين قاموا بالفحص ليس لديهم داء السكري و23 بالمائة منهم في مرحلة قبل الإصابة بداء السكري، ونسبة 12 بالمائة لديهم داء السكري، فيما بينت نتائج فحص معدل الكوليسترول أن نسبة 67 بالمائة في المعدل الطبيعي و25 بالمائة وصلوا إلى الحد الأعلى من المعدل الطبيعي، ونسبة 8 بالمائة لديهم نسبة عالية، كما أوضح فحص الدم لهذا العدد من المراجعين أن نسبة 26 بالمائة لديهم ضغط دم مرتفع أزيد من المعدل الطبيعي. أما السيدة منال عثمان، مديرة التثقيف الصحي للسكري في مؤسسة حمد الطبية فاعتبرت حملة التوعية بمرض السكري ركيزة أساسية في الاستراتيجية الوطنية لمكافحة مرض السكري، متناولة في هذا الصدد دور المؤسسة في التوعية بمرض السكري بنوعيه الأول والثاني والذي قالت إنه يرتبط بالسلوك ويتعين معه توخي الحذر وتجنب مضاعفاته بالنسبة للمصابين به . من جانبه، تحدث الدكتور عبد الله الحمق المدير التنفيذي للجمعية القطرية للسكري عن دور الجمعية الحيوي في الوقاية من مرض السكري والتثقيف المبكر لتجنب الإصابة به، وجهود الجمعية ذات الصلة من حيث المتابعة والتثقيف، فضلا عن دورها التثقيفي والتوعوي لطلبة المدارس بزيارات منتظمة لهم وتزويدهم بالمهارات المطلوبة لا سيما فيما يعنى بتجنب الإصابة بالسمنة أحد العوامل المهمة المسببة للمرض .
كما تحدث عن اليوم العالمي للسكري في نوفمبر القادم ورسالته في التذكير بضرورة العمل والحذر لتفادي الإصابة بالمرض، والانتباه لمضاعفاته والحد منها، بالإضافة إلى مشاركات الجمعية المحلية والخارجية وتعاونها مع الاتحاد الدولي للسكري في هذا الصدد، مشيرا، على صعيد متصل، إلى أنه سيتم القيام بمسح شامل حول مرض السكري بالدولة في الربع الأول من العام المقبل.
copy short url   نسخ
30/10/2018
899