+ A
A -
كتب- محمد حربي
فرضت قضية مقتل الإعلامي السعودي جمال خاشقجي، داخل القنصلية السعودية في مدينة إسطنبول التركية، كجريمة خلقت أزمة دولية، نفسها على ندوة «تركيا في مرحلة جديدة: التحديات والفرص»، التي تحدث فيها كل من إبراهيم طورهان، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي السابق لبورصة إسطنبول، ونائب محافظ البنك المركزي التركي، وغالب دالاي، زميل غير مقيم في مركز بروكنجز الدوحة ومدير الأبحاث في منتدى الشرق، وطه أوزهان، مدير الأبحاث بمعهد أنقرة والرئيس السابق للجنة الشؤون الخارجية في البرلمان التركي، والتي أدارها طارق يوسف، مدير مركز بروكنجز الدوحة.
من جانبه أكد غالب دالاي، أنه بعد توافر كافة الأدلة التي ظهرت في قضية مقتل جمال خاشقجي، فإن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، سوف يكشف كل الحقائق في جريمة مقتل الإعلامي السعودي جمال خاشقجي، ومن قاموا بالجريمة، ومن أين لهم بالطائرات الخاصة، وكافة الدلائل تشير على أنهم ليسوا مجرد عناصر مارقة، موضحا أن هذه الأزمة، أصبحت أزمة دولية، وإدارة الرئيس دونالد ترامب تواجه ضغوطا من الكونغرس الأميركي.
وقال دالاي، إن مقتل الإعلامي جمال خاشقجي قد أسس لسيكولوجية سياسية جديدة، بعد الربيع العربي، سوف تكون نتائجها سلبية ضد السياسات الاستبدادية والديكتاتوريات التي تعيشها السعودية، ومصر، والبحرين، والإمارات، موضحا أن الاستبداد في هذه الدول يعود بشكل أسوأ مما كان عليه في الماضي، مشيرا إلى أن سياسة محمد بن سلمان أصبحت تشكل خطرا وتهديدا على كل من حوله، بمن فيهم محمد بن زايد، وحتى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وكوشنر فيما يبدو أنهما قد وجدا صعوبة في التعامل معه، وبالتالي أصبح مستقبل محمد بن سلمان غامضا، وحتى لو استمر في منصبه، فلن يتمتع بنفس الزخم التي كان لديه، لافتا إلى أن وجود كل من محمد بن سلمان، ومحمد بن زايد لن يكون في صالح الاستثمارات بالمنطقة.
وأضاف غالب أن الربيع العربي كان له تأثيره الكبير على السياسة الخارجية التركية، كما أنه أثر على توازن القوى في المنطقة، وأدى إلى تغيير في طبيعة وهيكلة المنطقة، موضحا أن تركيا كدولة لديها سعي وطموح لدور دولي أكبر رغم التحديات الاقتصادية، وموقعها يسمح لها بدور في التحالفات، مثل حلف الأطلسي «الناتو»، مشددا على أن الجمهورية التركية لن تنسحب من «الناتو»، ولكن علاقاتها ستتغير من الاتحاد الأوروبي، ستبقى من أكبر الشركاء الاقتصاديين لدول أوروبا، والأوروبيون سيحتاجون للدور التركي بالنسبة لقضايا اللاجئين، والتطرف، والعلاقات التركية - الأوروبية، سوف تستمر على ما عليه الآن، وإلى فترة طويلة.
لافتا إلى أن العلاقات التركية - الروسية ذات طبيعة استراتيجية، هناك عدم توافق في المصالح بين تركيا وروسيا في المنطقة كالبلقان، الشرق الأوسط، كما أن العلاقات بين تركيا وإيران في بعض التعاون وأيضا تضارب المصالح في بعض الملفات بالمنطقة.
من جانبه وصف إبراهيم طورهان، جريمة مقتل جمال خاشقجي، بأنها بربرية وستحدد مستقبل العلاقات بين تركيا والسعودية، وأنه ليس هناك أي مستقبل لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، موضحا أن السعودية والإمارات لديهما علاقات غير علنية مع إسرائيل، وبينهما توافق سياسي بينهما إزاء إيران، والربيع العربي.
وتحدث إبراهيم عن الاقتصاد التركي، كأحد الاقتصادات المتميزة عالميا، موضحا أن الاقتصادات تعاني من فجوات في المدخرات المحلية، وتعتمد على القروض الأجنبية، وانخفاض نسبة الادخار المحلي، الاقتصاد التركي قوي، ونسبة نموه، تزداد مقارنة بالأشواق الناشة، تركيا حققت أعلى معدلات نمو، بعد الصين منذ ثلاث سنوات، كذلك بدأت تحتل تركيا المرتبة الأولى، ولكن هذا النمو يشكل ضغطا على كثير من المجالات الاقتصادية.
كما تحدث عن حالة التضخم المالي، وعدم توافر المدخرات المحلية، فإن هناك ضرورة لطلب قروض خارجية، ليس من الجانب الحكومي، ولكن كثيرا من الشركات قامت باقتراض قروض أجنبية كثيرة، وأنه منذ بداية هذه السنة، فإن معدل الادخار وصل إلى أعلى معدلاته 25 %،، وبعد نهاية شهر سبتمبر بدأت الأمور تتغير بشكل كبير، بفضل التحسن، وتخفيف التوترات التي نتجت عن العلاقات الأجنبية
وأضاف أن تركيا بعد 25 سبتمبر خرجت عن بقية الدول الناشئة بشكل أفضل، بعد تحسن سوق الأسهم، والآن هناك تحديات ليست خاصة بتركيا بل هي أزمة كافة الأسواق الناشئة، موضحا أن التعاون الإقليمي، ينبغي أن يكون أحد الحلول للمشكلة الاقتصادية، ذلك حينما تكون هناك توترات، وإن تركيا لديها علاقات اقتصادية عميقة مع الاتحاد الأوروبي، ومازالت جيدة، وستبقى، ولكن هذا غير كاف، وتحتاج تركيا إلى تعزيز علاقاتها في المنطقة بشكل عام.
وأضاف أن هناك تعقيدات لأن الاقتصاد لا يعني قضايا اقتصادية فحسب، بل هناك جوانب إقليمية، ينبغي أخذها بعين الاعتبار، خاصة فيما يتعلق بالاقتصادات الدولية، والعلاقات بين الحكومات المختلفة، ويأملون أن تتمكن تركيا من إدارة ملفات علاقاتها الخارجية، وبشكل أفضل ويتمكن اقتصادها من حل بعض المشاكل، المتعلقة بالتمويل الأجنبي.
من جانبه تحدث طه أوزهان عن القضايا المحلية والإقليمية في تركيا، وعملية بناء الهوية، كمشروع لبناء الدولة، التي ترتكز على ترسيخ المبادئ، بدأ بقفزة إلى القرن العشرين، وماذا حدث منذ عام 2002، وحتى الآن، التي شهدت كثيرا من النجاحات، والإخفاقات، العملية الديمقراطية، وتحقيق التوازن في اقتصادات السوق، والنتائج الإيجابية التي من الممكن أن تتحقق من وراء الانضمام للاتحاد الأوروبي، ظلت تركيا تعيش بعقلية السبعينيات والثمانينيات، وربما عاشت النخبة في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي، وهذا التقوقع التاريخي، الذي كان يعيشه الأتراك، وهم في القرن العشرين، نتج عنه عدد من الانقلابات، وبالتالي بذلت تركيا في عام 2002 قصارى جهدها، للتخلص من هذا الانسحاب الفكري للماضي، وحدث انقسام فكري في تركيا، فجزء من الناس عاش بالعقلية الغربية، بينما تمسك الآخر بإرث الماضي الشرقي، مشيرا إلى أن هناك تحديات جديدة تواجه تركيا.
كما تحدث عن أن هناك ثلاث مراحل منذ 2002، فهناك مرحلة الديمقراطة الرديكالية ما بين 2004 إلى 2007، وهناك مرحلة ما بين 2008 حتى 2011، والتي شهت في نهايتها انتخابات جديدة.
copy short url   نسخ
23/10/2018
1150