+ A
A -
تُمثل صحة العظام عاملاً هاماً في تعزيز صحة الفرد ونمط حياته بشكل عام، وفي هذا الصدد أكدت مؤسسة حمد الطبية على أهمية المتابعة المستمرة لحالة العظام، وخاصةً للأشخاص الذين يبلغون من العمر 50 عاماً فأكثر حيث يُعد ذلك عاملاً رئيسياً لتحديد فرص تعرّضهم للإصابة بهشاشة العظام.
من جانبها أكدت الدكتورة سمر العمادي، استشاري أول ورئيس قسم أمراض الروماتيزم بمؤسسة حمد الطبية، على أهمية ممارسة الرياضة والأنشطة البدنية ودورها في الحدّ من خطر الإصابة بهشاشة العظام، مشيرةً إلى أنه يتوجب على أي شخص تتوفر لديه عوامل الخطورة المؤدية للإصابة بهشاشة العظام استشارة الطبيب والحصول على تقييم لحالة عظامه.
وأضافت الدكتورة سمر العمادي قائلة: «يتوجب على الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الإصابة بهشاشة العظام الحرص على ممارسة الرياضة من 30 إلى 40 دقيقة من 3 إلى 4 مرات كل أسبوع، على أن تتضمن هذه التدريبات تمارين القوة أو تمارين المقاومة التي يتم خلالها استعمال مقاومة أو ثقل لتقوية العضلات. كما يساعد اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن وغني بالعناصر المفيدة لصحة العظام كالكالسيوم على الحدّ من خطر التعرض للإصابة بهشاشة العظام أو إبطاء الأعراض والآثار السلبية لهذا المرض لدى المصابين به. كما يُنصح دائماً بقضاء المزيد من الوقت في الأماكن المفتوحة للحصول على قدر كاف من فيتامين (د) أو تناول المكملات الغذائية عند الحاجة. وبالنسبة للمدخنين فإننا ننصحهم بالمبادرة إلى الإقلاع عن التدخين، حيث أثبتت الأبحاث والدراسات أن الإقلاع عن التدخين يساهم في الحد من خطر انخفاض كثافة العظام وفرص الإصابة بالكسور».
ومن جهته أشار الدكتور نبيل عبد الله- استشاري أمراض الروماتيزم بمؤسسة حمد الطبية إلى وجود العديد من العوامل التي يمكنها أن تزيد من فرص الإصابة بهشاشة العظام، من بينها العمر، والعِرق، ونمط الحياة، والإصابة ببعض الأمراض، واستخدام بعض أنواع العلاج المحددة.
وأضاف الدكتور نبيل عبد الله: «تتسبب هشاشة العظام (وتعرف أيضاً بترقق العظام) في إضعاف صلابة العظام وقد تؤدي إلى الإصابة بكسور شديدة أو حالات إعاقة حادة. وتتضمن العوامل الرئيسية التي تزيد من خطر الإصابة بهشاشة العظام التقدم في العمر، الجنس حيث يزيد خطر الإصابة لدى الإناث، انخفاض الوزن عن المعدل الطبيعي، التدخين، انقطاع الطمث أو انخفاض إفراز الهرمونات الجنسية (التناسلية)، وجود تاريخ عائلي للإصابة بهشاشة العظام، واستخدام بعض الأدوية المعينة».
وأردف الدكتور نبيل عبدالله – وهو أيضاً رئيس اللجنة المنظمة لفعاليات اليوم العالمي لهشاشة العظام في مؤسسة حمد الطبية- قائلاً: «إذا كنت تبلغ من العمر أكثر من 50 عاماً ولديك واحد أو أكثر من عوامل الخطورة المؤدية للإصابة بهشاشة العظام، فمن المهم للغاية مناقشة هذه العوامل مع طبيبك، حيث يمكن للطبيب تقييم حالتك وتحديد ما إذا كنت بحاجة لإجراء فحص لقياس مستوى كثافة العظام (الكثافة المعدنية للعظام) وإجراء تقييم لمستوى خطر التعرض للكسور. كما يمكن للطبيب تحديد ما إذا كنت بحاجة لإجراء بعض التغييرات على نمط حياتك اليومي أو بحاجة لاستخدام بعض الأدوية التي تساعد على تعزيز مستوى حماية العظام من التعرض للكسور».
ووفقاً للدكتور نبيل عبدالله فإن واحدة من كل ثلاث نساء وواحد من كل خمسة رجال فوق عمر 50 عاماً معرضون لخطر الإصابة بهشاشة العظام في مرحلة ما من حياتهم، مشيراً إلى خطورة هذا المرض الذي قد يتسبب في الإصابة بالكسور وما يعقبها من أعراض أخرى كالآلام المزمنة والاكتئاب وصولاً إلى انخفاض متوسط العمر المتوقع في بعض الحالات. وتشير الإحصاءات إلى أن قسم أمراض الروماتيزم بمؤسسة حمد الطبية يستقبل كل عام نحو 70 إلى 80 مريضاً مصابين بكسور في مفصل الورك (الفخذ)، وتعد كسور مفصل الورك أخطر أنواع الكسور المرتبطة بهشاشة العظام. يتطلب علاج هؤلاء المرضى إجراء تدخل جراحي يتبعه علاج طويل المدى باستخدام الأدوية الخاصة بعلاج هشاشة العظام للوقاية من التعرض للإصابة بكسور أخرى مستقبلاً وما قد يترتب عليها من إعاقات حركية. ويؤكد الدكتور نبيل عبدالله على أنه وعلى الرغم من التأثيرات السلبية الكبيرة للكسور الناتجة عن هشاشة العظام على صحة الفرد فإنه من الممكن الوقاية من هذه الكسور في حال تم اكتشاف المرض مبكراً، ويضيف الدكتور نبيل: «قد لا يدرك كثير من المصابين بهذا المرض حقيقة إصابتهم به إلا بعد تعرضهم للإصابة بكسر، ولذلك يوصف هذا المرض بأنه «مرض صامت». ولهذا السبب فإننا ندعو الجمهور دائماً إلى ملاحظة بعض الأعراض المبكرة التي قد تشير إلى الإصابة بهشاشة العظام من بينها آلام الظهر التي قد تنتج عن الإصابة بكسر أو ضعف في إحدى الفقرات، والانخفاض التدريجي في طول القامة المصحوب بانحناء في الظهر، والإصابة بكسر عند التعرض لإصابة أو صدمة بسيطة. ويتم بمجرد تشخيص الإصابة بالمرض تقديم علاجات للمريض تساعد على تقوية العظام والحدّ من خطر التعرّض لكسور أخرى». وأوضح الدكتور نبيل عبدالله أنه وبالإضافة إلى إدخال تغييرات على نمط الحياة اليومي كممارسة الرياضة بانتظام، والحرص على احتواء النظام الغذائي على كميات كافية من الكالسيوم وفيتامين (د)، والمحافظة على وزن صحي للجسم والإقلاع عن التدخين، فإنه توجد عوامل أخرى تساعد في الوقاية من الإصابة بهشاشة العظام أو الحدّ من آثاره السلبية كتناول بعض المكملات الغذائية مثل حبوب الكالسيوم وفيتامين (د) وأدوية هشاشة العظام الأخرى. من جانب آخر نظّمت مؤسسة حمد الطبية مؤخراً عدداً من الفعاليات التوعوية بمناسبة اليوم العالمي لهشاشة العظام 2018، من بينها ندوة علمية لكوادر الرعاية الصحية سلّطت الضوء على مرض هشاشة العظام وأسبابه وكيفية الوقاية منه وعلاجه.
copy short url   نسخ
23/10/2018
821