+ A
A -
كتب– أكرم الفرجابي

كشف الدكتور محمد أمين الإسناوي، استشاري أمراض وزراعة الكلى، بمؤسسة حمد الطبية، أن قائمة الانتظار لمرضى الكلى في تزايد مستمر، وأن عمليات الزراعة نسبتها ضئيلة، مقارنة بالعدد الموجود في القائمة، مرجعاً ذلك إلى وجود صعوبة في توفر المتبرعين، تحاول المؤسسة تفاديها من وقت لآخر، بإطلاق حملات تثقيفية تحث الأصحاء على التبرع للمرضى.
وأوضح د. الإسناوي في حديثه لـ الوطن، أن القانون القطري يسمح بالتبرع فقط من الأقارب ذوي الدرجة الأولى، الأمر الذي ساهم في تضييق دائرة التبرع، منوهاً بأن المريض الذي لا يجد متبرعا من الدرجة الأولى، يتم وضعه على قائمة الانتظار، إلى حين توفر متبرع أو متوفى دماغياً، يمكن أن تؤخذ منه الكلية، قائلاً: القائمة الآن في تزايد مستمر، ولا يوجد متبرعون يغطون عدد المرضى المتواجدين على القائمة البالغ عددهم أكثر من (200) مريض، أنهوا فحوصات ما قبل الزراعة وينتظرون فقط وجود متبرع لإجراء العملية.
غسيل الكلى
وأشار الدكتور الإسناوي إلى أن لديهم في مركز فهد بن جاسم فقط، ما بين (450) إلى (480) مريضا يعيشون على الغسيل، منهم حوالي (180 إلى 200) مريض يعتمدون على الغسيل البريتوني، الذي أصبح الطلب عليه أكبر في الآونة الأخيرة، نسبةً لعدم توفر أماكن تستوعب عدد المرضى في الغسيل الدموي، مشيراً إلى أن الغسيل البريتوني يتميز بأنه يمكن أن يأخذه المريض بنفسه في المنزل، بعد أن يتم تدريبه على كيفية التعامل مع جهاز الغسيل، أما بالنسبة للغسيل الدموي فإنه يتطلب من المريض الحضور إلى المركز.
ساعات الغسيل
وحول عدد الساعات التي يستنزفها غسيل الكلى من وقت المرضى على مدار العام، أوضح الدكتور الإسناوي أن الغسيل الدموي يتطلب من المريض الحضور إلى المركز (3) مرات في الأسبوع، تستغرق كل مرة حوالي (4) ساعات غسيل، بهدف تنقية الدم من الشوائب والسموم، أما بالنسبة للغسيل البريتوني، فإنه يتطلب من مريض الكلى الغسيل (4) مرات في اليوم، يحتاج في كل مرة إلى مدة تتراوح ما بين ساعة إلى ساعة ونصف تقريباً، مشيراً إلى وجود نوع ثان من الغسيل البريتوني، يتمثل في قيام المريض بتوصيل ماكينة الغسيل لنفسه أثناء النوم في الليل، بحيث إنه ينزعها فور استيقاظه في الصباح، وقد تتراوح مدة الغسيل فيها من (6) إلى (8) ساعات وهي المدة الطبيعية للنوم.
جودة الحياة
وأشار الدكتور الإسناوي إلى أنه لا يتفق مع لفظ يستنزفها، فيما يتعلق بالساعات التي يقضيها المريض في الغسيل، منوهاً بأن غسيل الكلى في الوقت الحالي أصبح غير زمان، قائلاً: في السابق كان الغسيل يرهق ويتعب المرضى، حيث يخرج المريض من وحدة الغسيل وهو منهك وتعبان، لكن حالياً الموضوع اختلف تماماً، خاصةً في دولة قطر وتحديداً في مركز فهد بن جاسم، الذي يوفر الرعاية المتكاملة للمرضى، موضحاً أنهم في وحدات الغسيل الخاصة بالمركز، يركزون على جودة الحياة، بمعنى أنهم يحاولون إيصال مريض الكلى، إلى حالة الإنسان الطبيعي بأقصى ما يستطيع، منوهاً بأن لديهم بعض المرضى يقضون (4) ساعات الغسيل على جهاز اللاب توب، لافتاً إلى أن هناك رجال أعمال يستغلون مدة الغسيل في إنهاء الكثير من الأعمال الخاصة، سواء كان في الرد على الإيميل أو القراءة أو التصفح أو غيرها من الأعمال المثمرة والمنتجة.
التكلفة المادية
وأوضح استشاري أمراض وزراعة الكلى، بمؤسسة حمد الطبية، أن مركز فهد بن جاسم يعتبر واحدا من أكبر مراكز الكلى، ليس على مستوى الشرق الأوسط، وإنما على مستوى العالم، كونه يحتوي على حوالي (80) وحدة غسيل كلى، تعمل خلال (3) دوامات وتستقبل ما يزيد على (250) مريضا يومياً، مؤكداً أنهم لا ينظرون إلى الماديات فيما يتعلق بتكلفة جلسة غسيل الكلى في المركز، مبيناً أنها قد تكون أرخص تكلفة غسيل على مستوى العالم، كما أن هناك بعض الغسيل يكون مجانيا، قائلاً: نحن لدينا الغسيل البريتوني يقدم مجاناً للمواطنين والمقيمين، في حين أن تكلفته في الخارج تتراوح ما بين (2000 إلى 3000) دولار في الشهر، أما بالنسبة للغسيل الدموي لأنه يحتوي على مستهلكات أكثر والطلب عليه أكبر تقدم الجلسة الواحدة في حدود (200) وهو رقم رمزي جداً، ومعظم المرضى يعتمدون على جمعيات خيرية أو فاعل خير في دفع هذه التكاليف، منوهاً بأن (98 %) مع المراجعين بالمركز إما تقدم لهم خدمات الغسيل بشكل مجاني، أو يكون الدفع عن طريق جمعية خيرية أو فاعل خير يتكفل بالتكاليف.
استقبال المرضى
وأفاد الدكتور الإسناوي أن عيادات الكلى بمركز فهد بن جاسم، تستقبل المرضى من جميع أنحاء الدولة، سواء كان من المراكز الصحية، أو من عيادات المستشفيات الخاصة، أو حتى من مستشفى حمد نفسه، لافتاً إلى أنه لديهم بالمركز عيادات نقص كفاءة الكلى، وهي تتوفر بمركز فهد بن جاسم فقط، ويحتاج إليها المريض عندما يقترب من مرحلة غسيل الكلى، حيث تقل في هذه الفترة كفاءة الكلى عنده بشكل كبير، لذلك يتم تحويله إلى هذه العيادة، التي أثبتت كفاءة وفاعلية كبيرة للغاية، كون تحديد الموعد فيها للمريض، يكون ما بين (4 إلى 6) أسابيع وهي مدة مناسبة جداً، أما عيادات الكلى في ظل وجود الضغط المتزايد عليها، أصبحت المواعيد فيها تتأخر كثيراً، لدرجة أن المريض في الوقت الحالي يمكن أن ينتظر من (4 إلى 6) شهور لإيجاد موعد في عيادات الكلى، مشيراً إلى أنه لديهم بالمركز (4) عيادات كلى صباحية و(2) مسائية، أما بالنسبة لعيادات نقص كفاءة الكلى فهي الآن (3) صباحية، وستكون هناك (3) عيادات مسائية في الفترة القادمة، وبالتالي يكون المجموع حوالي (10) عيادات بالمركز، من ضمنها عيادة القدم للجروح والإصابات وما شابه ذلك بالنسبة لمرضى السكر، باعتباره من أهم أسباب الإصابة بالفشل الكلوي، ونعمل الآن على توفير عيادة للعيون والقلب بحيث إنه يوفر المركز خدمات متكاملة لمرضى غسيل الكلى.
رعاية متكاملة
وأكد استشاري أمراض وزراعة الكلى، بمؤسسة حمد الطبية، أن مركز فهد بن جاسم يوفر الرعاية المتكاملة للمرضى، بما فيها الرعاية الاجتماعية والتأهيل، وذلك من خلال كادر طبي وتمريضي يعمل على تجنب آثار قصور الكلى وتقديم رعاية طبية واجتماعية متكاملة وصولاً إلى العلاج الكامل، منوهاً بأن المريض يخضع إلى إشراف مباشر من استشاري كلى، وأخصائي تغذية، وأخصائي تثقيف طبي، وممرضة مخصوصة للغسيل، مبيناً أن وسائل الكشف المبكر من أهم الأسباب التي تساهم في علاج مرض الفشل الكلوي، وذلك من خلال الحملات التثقيفية التي تقوم بها مؤسسة حمد الطبية، مؤكداً أن اكتشاف المريض للمرض في وقت مبكر يحد من انتشاره ووصوله إلى مرحلة الفشل الكلوي، موضحاً أن مرض السكر هو المسؤول بنسبة (50 إلى 55 %) عن أسباب الفشل الكلوي في دولة قطر، أما المسبب الثاني فهو ارتفاع ضغط الدم المزمن، وبدرجة ثالثة هناك العيوب الخلقية في الكلى مثل تكيسات الكلى، التي تسبب الحصوات والالتهابات المتكررة في الكلى، ثم أمراض الحبيبات الكلوية التي تحتاج إلى خزعات كلوية، مشيراً إلى أنهم يقدمون خدمات الكشف للمرضى في مركز فهد بن جاسم وينظمون بصورة منتظمة حملات توعية للجماهير، بهدف تثقيف الأشخاص عن أهمية الكشف المبكر لأمراض الكلى وتوفير العلاج المناسب لكل حالة على حدة.
الحل الأمثل
وبخصوص التنسيق مع الجهات المعنية بزراعة الأعضاء في مؤسسة حمد الطبية، أوضح الدكتور الإسناوي أن زراعة الكلى هي الحل الأمثل لمرضى الفشل الكلوي ولذلك يوجد تعاون وتنسيق تام بين مركز فهد بن جاسم ومركز قطر للتبرع بالأعضاء ومركز زراعة الأعضاء فيما يخص الأشخاص الذين تتطلب حالتهم زراعة كلية، موضحاً أن مركز فهد بن جاسم يقوم بالتعاون مع مركز زراعة الأعضاء بتوفير قوائم الانتظار لمرضى الفشل الكلوي والذين أنهوا إجراءات وفحوصات ما قبل الزراعة وأثبتت التحاليل والفحوصات صلاحيتهم لعملية الزراعة، لافتاً إلى أن هناك فريق عمل واحدا يغطي وحدات الغسيل المختلفة بالدولة، ويتميز هذا الفريق بإمكانية رؤيته لمعظم حالات المرضى ومراجعتهم وبالتالي اكتساب المزيد من الخبرة، لكن في الوقت ذاته يتحمل عبئا ثقيلاً، لذلك هنالك خطة لزيادة الكادر الطبي الخاص بغسيل الكلى في الأقسام والمراكز التابعة لمؤسسة حمد الطبية، كاشفاً عن وجود خطط مستقبلية لافتتاح مراكز أخرى للكلى لتنضم إلى باقي المراكز والوحدات المتواجدة في الدولة ليستوعب عدداً أكبر من المرضى الذين يخضعون لجلسات غسيل الكلى، إذ يتكون الكادر الطبي الذي يغطي دولة قطر من حوالي (30) طبيبا وطبيبة، يغطون مستشفى حمد ومركز فهد بن جاسم ومستشفى الوكرة والخور.
copy short url   نسخ
23/10/2018
3299