+ A
A -
عواصم - عربي 21 - كشف الخبير الإسرائيلي في صحيفة «هآرتس» عاموس هرئيل، أن «روسيا تتخذ في الأسابيع الأخيرة خطا أكثر تشددا تجاه إسرائيل في كل ما يتعلق بنشاط سلاح الجو الإسرائيلي في الساحة الشمالية».
وقال هرئيل إن السلوك الروسي في سوريا عقب إسقاط الطائرة الروسية مؤخرا، اختلف بشكل كبير، حيثطالب الرئيس الروسي فلادمير بوتين بتوضيحات أكثر من الجيش الإسرائيلي عبر «الخط الساخن» عن طلعاته الجوية لمنع الاحتكاك الجوي بين الطرفين»، كاشفا أنه «في عدد من الحالات تم تشغيل رادارات أنظمة الدفاع الجوي لروسيا في سوريا على خلفية نشاط لسلاح الجو الإسرائيلي في الشمال».
ورأى هرئيل، أن السلوك الروسي «يفسر في تل أبيب كرد على إسقاط الطائرة الروسية في اللاذقية بتاريخ 17 سبتمبر الماضي»، منوها أن كلا من رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو ووزير الحرب أفيغدور ليبرمان، أكدا الأسبوع الماضي أن «إسرائيل تواصل عملها في سوريا بهدف إحباط جهود التعزيز العسكري لحزب الله». كما كشفت الصحيفة «إزفيستيا» الروسية، أن «أنظمة الدفاع الجوي الثلاثة التي زودتها روسيا لسوريا نهاية سبتمبر، هي من النوع المتقدم جدا لصواريخ إس 300، والتي لها قدرة عالية جدا على تشخيص واعتراض أهداف»، موضحة أنه في «المرحلة الأولى سيتم تشغيل هذه البطاريات من قبل خبراء روس».
ويعتقد جهاز الأمن الإسرائيلي، أن سلاح الجو يستطيع التغلب على البطاريات الجديدة، ومهاجمة المزيد من الأهداف في سوريا»، وفق ما أورده الخبير الذي لفت أن «عملية تأهيل السوريين الذين سيتسلمون بطاريات الصواريخ من المتوقع أن تأخذ وقت ما، كما أن البطاريات الجديدة لم تصل بعد لمرحلة التأهيل العملي».
واعتبر أن «الأهمية الأساسية للخطوات الروسية بسوريا؛ هي سياسية وإعلانية»، منوها إلى أن «موسكو تعطي إشارات بذلك لإسرائيل بأنها تنوي تقييد حرية نشاطها الجوي في سوريا».وقدر هرئيل، أن «وجود الجنود الروس سيصعب على إسرائيل مهاجمة البطاريات نفسها في حالة أطلقت صواريخ على طائرات سلاح الجو الإسرائيلي»، كاشفا عن «تحفظ» روسي على عقد لقاء مع الجانب الإسرائيلي على مستوى سياسي كبير. وذكر أن روسيا رفضت الرواية الإسرائيلية التي نقلها رئيس سلاح الجو الجنرال عميكام نوركن خلال زيارته لموسكو، والتي ألقت كامل المسؤولية عن إسقاط الطائرة على جيش النظام السوري، وقامت بنشر رواية خاصة بها، «اتهمت فيها سلاح الجو الإسرائيلي بسلوك خطير». وأشار الخبير، إلى «تولد انطباع في إسرائيل بأن الروس زوروا صورة الرادار التي نشروها عن الحادثة من أجل القاء التهمة على الطائرات الإسرائيلية»، معتبرا أن «الخطوات الروسية لا تنهي عهد الهجمات الإسرائيلية بسوريا، ولكن مع مرور أكثر من شهر على الحادثة، من الواضح أن شيئا ما أساسيا تغير في صورة الوضع، وباتت إسرائيل بحاجة لخطوات سياسية وعسكرية لتحتفظ بأيديها على الأقل بجزء من حرية العمل».
copy short url   نسخ
23/10/2018
1076