+ A
A -
رسالة جاكرتا
صفاء العبد
تصوير- حسين علي
موفدا لجنة الإعلام الرياضي
أجمع المراقبون على أن مباراة منتخبنا للشباب أمام إندونيسيا، أمس الأول، كانت الأكثر إثارة حتى الآن في بطولة آسيا للشباب بكرة القدم والمتواصلة حالياً في إندونيسيا.. وجاء هذا الإجماع إثر ما شهدته المباراة من أحداث وتفاصيل وتقلبات كبيرة بين المنتخبين على مدار الشوطين.
فمن سيطرة مطلقة للعنابي مصحوبة بالتقدم بستة أهداف لهدف واحد حتى الدقيقة 65 إلى تحول خطير مكن المنتخب الإندونيسي من العودة إلى المباراة بتسجيله أربعة أهداف في ربع ساعة فقط ليقلص الفارق إلى هدف واحد في تلك الدقائق الأخيرة التي شهدت ضغطاً إندونيسياً كبيراً كان يمكن أن يقلب النتيجة رأساً على عقب وبطريقة دراماتيكية يندر فعلاً حدوثها في عالم كرة القدم.
ولعل من الطبيعي والحال هذا أن يثار التساؤل المهم وهو.. لماذا وكيف حدث هذا الذي حدث، وما الذي جعل الأدعم يتراجع بمثل هذه الطريقة غير المتوقعة أبداً خلال الشوط الثاني بعد أن صال وجال وفرض سيطرة شبه مطلقة ليس فقط في الشوط الأول الذي أنهاه بتقدمه بأربعة أهداف لهدف وإنما حتى مع بداية الشوط الثاني عندما أضاف هدفين آخرين في خمس دقائق فقط؟!
الإجابة قد لا تبدو سهلة لأن الأمر كان أقرب ما يكون إلى لغز يصعب فك طلاسمه، خصوصاً إذا ما أخذنا بالحسبان حقيقة أن الإمكانات المهارية الفردية لأغلب لاعبينا تفوق ما لدى لاعبي إندونيسيا وفقاً للصورة التي كانوا عليها في الشوط الأول..
والدليل هنا ليست الأهداف الستة التي رجحت كفة منتخبنا فقط بل وسلسلة الفرص الأخرى السهلة والممكنة جداً التي ضاعت من لاعبينا لتعزيز تقدمهم بحصيلة تهديفية أكبر وكان من بينها حالات انفراد كاملة.. لذلك سيكون طبيعياً أن يتساءل الجميع عن الأسباب التي أحدثت ذلك التحول السلبي في الدقائق الحرجة التالية من عمر المباراة.
وفي تقديري الشخصي أن الأمر لا يعدو أن يكون تكتيكياً.. فهنا كانت كفة الجهاز الفني لمنتخب إندونيسيا هي الأرجح، حيث بدا وكأنه قد قرأ أحداث المباراة في شوطها الأول بكل دقة ليعود إلى الشوط الثاني بحلول متعددة ركزت كثيراً على محاولة استثمار نقاط الضعف لدى منتخبنا وكان من بينها الكرات الثابتة التي بدت وكأنها أخطر حتى من ركلات الجزاء بحيث حصلوا منها على ثلاثة من أهدافهم الخمسة.. كما أن تدخلات المدرب الإندونيسي، وهو اندرا سيافري من إندونيسيا، كانت مثمرة للغاية، حيث زج بثلاثة لاعبين بواجبات هجومية كان من بينهم لاعب لامع هو تود فيري ريفالدو الذي سجل ثلاثة أهداف وكان باستطاعته أن يزيد غلته في الدقائق الأخيرة لولا صافرة النهاية التي أنقذت منتخبنا من موقف صعب للغاية..
أما في الجانب الآخر فإن خيارات مدربنا وتدخلاته في الشوط الثاني لم تكن لتشكل إضافة فاعلة أو لتحدث تغيراً مهماً يمكن أن يعزز الجهد الدفاعي على الأقل إن لم نقل يعزز الجهد الهجومي الذي يمكن أن يخفف من وطأة الضغط الهجومي الإندونيسي..
وقد يكون مهماً أيضاً أن نتوقف عند الجانب الذي يتعلق بلياقة لاعبينا، حيث لوحظ تراجع واضح في ذلك خلال الشوط الثاني بما في ذلك حالات الشد العضلي التي عانى منها أكثر من لاعب وهو ما أثر بشكل واضح على مستوى العطاء مقارنة بما كان قد حدث في الشوط الأول.
لا ننتقص هنا مما قدمه منتخبنا في المباراة لكننا نتحدث عن بعض الملاحظات المهمة لا سيما أن الأمر يتعلق بمنتخب مازلنا ننتظر منه ما هو أفضل بكثير عطفاً على ما حظي به من اهتمام ودعم كبيرين على مدى فترة إعداد ليست بالقصيرة أبداً، وهي فترة كانت حافلة بالمشاركات الخارجية وبالمباريات التجريبية مع فرق ومنتخبات كبيرة.
وهنا نشدد على أن لدى لاعبينا ما هو أفضل ونؤكد أن إمكاناتهم أكبر من هذا الذي شهدناه لهم في كلتا المباراتين أمام الإمارات ثم أمام إندونيسيا في الشوط الثاني.. وليس صعباً أن نلمس بوضوح مثل هذه الحقيقة إذا ما توقفنا عن تلك الصورة المتميزة جداً التي أظهروها في الشوط الأول من مباراة، أمس الأول، عندما فرضوا سيطرتهم المطلقة على منتخب كان يلعب على أرضه وبين جمهوره الذي زاد على 38 ألف متفرج وكان دوره ليس «الفرجة» فقط وإنما الإسهام الفعلي المباشر والمهم في تفجير عطاءات لاعبيه.
copy short url   نسخ
23/10/2018
1335