+ A
A -
شُيع عصر أمس الثلاثاء جثمان الفنان القطري عبدالعزيز جاسم ليوارى الثرى بمقبرة «مسيمير»، ورحل «بوسعود» عن عمر ناهز 61 عامًا بعد صراع مع المرض استمر خلال السنوات الأخيرة، إذ وافته المنية يوم الأحد الماضي في العاصمة التايلاندية بانكوك.
وكان جثمان الفنان الراحل قد وصل إلى مطار حمد الدولي ليلة أمس الأول، واستقبله سعادة السيد صلاح بن غانم العلي وزير الثقافة والرياضة وأهل الفقيد وعدد من الفنانين وجموع من الجماهير القطرية.
وقد صرح سعادة وزير الثقافة والرياضة لقناة الريان قبيل وصول جثمان الفنان الراحل بأن «بوسعود» قد أنجز الكثير لوطنه ولأهل قطر، وقدم لبلاده الكثير من جهده وفكره وتعبه وقلبه وروحه.. الله يرحمه ويسكنه الجنة.
يذكر أن الفنان عبدالعزيز جاسم اختتم مسيرته الفنية في شهر نوفمبر الماضي بمسرحية «ديرة العز» بمشاركة نخبة من نجوم المسرح القطري، وهي من تأليفه وإخراج الفنان سعد البورشيد، وحقق العمل إقبالًا جماهيريًا كبيرًا.
وكان الفنان الراحل قد تصدى لأزمة الحصار والافتراءات التي طالت قطر من خلال أحداث هذه المسرحية، حيث كان قد أكد قبيل انطلاق عروضها أن فكرة المسرحية جاءته بعد أسابيع قليلة من الحصار الجائر على قطر، وأراد هو وفريق العمل أن يقدموا وجهة نظرهم في قالب كوميدي ليؤكدوا للجميع المقولة الشهيرة «شر البلية ما يضحك».
وحول أزمة الحصار قال: «هي بلوى»، والشارع العربي كله يعرف أنها بلوى وظلم كبير وقع على قطر، وتابع: أحداث المسرحية وكتابتها لم تأخذ مني 20 يوماً، فالأحداث واقعية ونعيشها لذلك لم تأخذ مني وقتاً طويلاً، وأضاف: نحن نفتخر بهذه الأعمال القطرية التي تؤكد مقولة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى «رب ضارة نافعة»، فالأزمة جعلتنا ننتعش فنياً ونقدم أعمالاً فنية قطرية 100 %.
ولأنه يهوى إتاحة الفرصة للمواهب الجديدة والشباب فقد أكد أن ما يقرب من 70 % من المشاركين في المسرحية لأول مرة يقفون على خشبة المسرح، وقال إنهم سيكون لهم مستقبل مهم في المسرح، وسيستمتع الجمهور بهذه الطاقات الفنية الجديدة، فالمستقبل لهم ودورنا أن نأخذ بأيديهم سواء كانوا قطريين أو مقيمين ومواليد قطر.
ويعتبر الفنان عبدالعزيز جاسم أحد أعمدة المسرح القطري، وله مسيرة فنية حافلة بالأعمال التي قدمها للمسرح والإذاعة والتليفزيون القطري، كما شارك في العديد من الأعمال الخليجية.
وعبر الجميع سواء من الشخصيات العامة والجمهور ومعظم المؤسسات بالدولة عن مكنون الحب الذي يحملونه للفنان الراحل، فقد كتبت أمل يوسف البورشيد - طالبة مسرح في كلية المجتمع القطرية: «فوجع الوسط الفني بخبر وفاة أحد أعمدة الفن في قطر ومن أثرى الدراما القطرية والخليجية بإبداعاته.. إنه المغفور له الفنان عبدالعزيز جاسم، يسأل الجميع من هو بوسعود إنه الفنان النقي الصادق الرحوم إنه معنى الحقيقي للتواضع والرقي والمحب للخير.. إنه من يزرع البسمة على شفاه جمهوره رغم تعبه وألمه وعدم استقرار وضعه الصحي، إنه المدرس والموجه لكل موهبة وطاقة شبابية. تشرفت بحضوري لبروفة آخر مسرحياته «ديرة العز» مع زميلاتي طالبات المسرح كدرس عملي اقتربت من عالمه المهني ورأيته يتابع أدق التفاصيل وحركة الممثلين وأي همسة تصدر في كل مشهد ويقوم بمهام الكل رغم مرضه ووجود كفاءات من الكادر البشري حوله ماذا نسمي هذا؟ إنها المصداقية في العمل.
وأثناء الاستراحة رحب بنا كطلاب وسعادته لا توصف أن هناك جيلا يدرس ويؤسس أكاديميا مسرحياً وفنياً وأثناء دردشته الأبوية معنا قال لنا جملة «هذا مكانكم وبيتكم الثاني ومرحب فيكم بأي وقت».. رحل جد سعدون.. رحل من رسم الابتسامة في كل بيت في الوطن العربي.. رحل من زلزل المسرح في حب الوطن.. ولكن لم ولن يرحل من قلوبنا.. إلى جنات الخلد يا بوسعود.
copy short url   نسخ
17/10/2018
1764