+ A
A -
حــوار
عبد الله غانم المهندي
شارك في الحوار – أكرم الفرجابي
أكد سعادة الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي، مدير عام المؤسسة العامة للحي الثقافي (كتارا)، أن مهرجان كتارا للرواية العربية في دورته الرابعة التي تنطلق اليوم، سيشهد العديد من الأنشطة والمبادرات والندوات والمعارض المتميزة، مبيناً أن الجائزة لم تكتفِ بالرواية المنشورة فقط مثل أغلب الجوائز، بل وسعت المشاركات لتشمل الروايات غير المنشورة، وفئة الدراسات النقدية، وروايات الفتيان، لذلك حققت هذا الانتشار الواسع في فترة وجيزة.
وكشف السليطي في حوار شامل مع «الوطن»، عن سعي كتارا إلى تحقيق أهدافها كمؤسسة ثقافية مربحة اقتصادياً، قائلاً: نولي اهتماما كبيراً باستثمار مباني ومرافق الحي الثقافي، من أجل الإسهام في النهوض بالحركة الثقافية، لافتاً إلى أن مشروع كتارا بازار الذي يجري تشييده على مساحة تزيد عن (38000) متر مربّع في الحي الثقافي كتارا، قد تم الانتهاء من أعمال تشييده، وهو في مرحلته الأخيرة من التشغيل، كما تم الانتهاء أيضاً من منشأة «القبة الفلكية» التي من المتوقع أن تكون أحد أهم معالم الجذب في الحي الثقافي (كتارا)، مشيراً إلى أنه سيتم تدشينها هي ومشاريع أخرى مع نهاية العام الجاري.

بدايةً ما هي المشاريع الثقافية الجديدة التي سوف تشهدها الدورة الرابعة لمهرجان كتارا للرواية العربية...؟
هذه الدورة تشهد أنشطة ومبادرات وندوات ومعارض متميزة، أهمها افتتاح مكتبة كتارا للرواية العربية التي ستكون إحدى المصادر المهمة للباحثين والمهتمين والكتاب والأدباء من خلال ما توفره لهم من مخزون معرفي وثقافي هائل، وذلك عبر الاطلاع على كافة المراجع في الأدب الروائي، وتحتوي المكتبة أيضاً على أقسام مخصصة للمطالعة والقراءة وعرض الأفلام والمسلسلات والمسرحيات الروائية والاستماع إلى الروايات الصوتية، إضافة إلى قسم خاص بالمحاضرات والندوات وورش العمل، واستوديو لتسجيل لقاءات وبرامج حوارية.
سبق أن أعلنتم عن تحويل الروايات الفائزة إلى أعمال درامية وتليفزيونية إلى أين وصل هذا المشروع...؟
قمنا بتحويل أحد الأعمال الروائية إلى مسرحية في المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا، وهذا المشروع سيظل قائماً لأي منتج يرى أن هذه الرواية أو تلك يمكن أن تصلح لعمل درامي أو تليفزيوني لن يكون لدينا مانع.
ماذا عن المبادرات ذات الطابع المتجدد التي اشتهرت كتارا بإطلاقها؟
سيتم في هذا الموسم إطلاق مبادرة «#مشوار_ورواية»، التي تربط بين الرياضة والقراءة وهي عبارة عن تطبيق على الهواتف النقالة، يساعد على الاستماع إلى روايات كتارا غير المنشورة، ولا ننسى فعالية «حكاية من رواية» لطلاب المدارس التي تأتي في إطار الانفتاح على المؤسسات التعليمية وتقريب الأجيال الصاعدة من الأطفال والفتيان من عالم الرواية والسرد، بالإضافة إلى الندوات الفكرية المتنوعة والحدث الأهم وهو حفل توزيع جوائز الروايات الفائزة، علاوة على حفل التوقيع على إصدارات جائزة كتارا للرواية العربية للعام 2018م، بحضور الفائزين في الدورة السابقة بجميع فئات الجائزة، وبالطبع لن يخلو المهرجان من الندوات الفكرية المتنوعة.
كيف أصبحت الجائزة على الرغم من حداثتها ملتقى مركزياً للمثقفين العرب ومنتدى ثقافياً جاذباً للمبدعين...؟
انطلقت الجائزة تحت شعار: «جائزة كل العرب» وسعت بعمل دؤوب ومستمر إلى تحقيق هذا الشعار، فاحتوت المبدعين وكل الأقلام من المحيط إلى الخليج بل وكل من يكتب بالعربية، ولم تكتفِ الجائزة بالرواية المنشورة فقط مثل أغلب الجوائز بل وسعت المشاركات لتشمل الروايات غير المنشورة وفئة الدراسات النقدية وروايات الفتيان، لذلك حققت هذا الانتشار الواسع في فترة وجيزة.
كيف تصبح الثقافة عملاً ربحياً بعائدات اقتصادية تعود على المشتغلين بها بالنفع المادي وتسهم في الموازنة العامة للدولة...؟
نسعى في المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا، إلى تحقيق أهدافها كمؤسسة ثقافية مربحة اقتصادياً، ولذلك نولي اهتماما كبيراً باستثمار مباني ومرافق الحي الثقافي، من أجل الإسهام في النهوض بالحركة الثقافية، نحن نعمل على أن نوازن بين ما هو ثقافي وما هو ربحي، وهذا ما يزيد حرصنا على أن يكون ما نقدمه دوماً على مستوى عالٍ من الجودة، وفي الوقت نفسه سنعمل على أن تعود فعالياتنا وأنشطتنا بعائدات ربحية من شأنها أن تزيد في دعم المؤسسة، ومن ثم سنعتمد على الربح لدعم الثقافة نفسها أي أن الصفة الربحية لن تكون أمرا سلبيا وإنما ستكون دافعا للعمل الثقافي نفسه.
نرجو أن تحدثنا عن مشروع توسعة كتارا بإطلاعنا على أبرز المشاريع التي تم إنجازها والمشاريع التي مازالت قيد الإنشاء...؟
لم يكن الحي الثقافي كتارا منذ افتتاحه عام 2010 مجرد وجهة يقصدها الزوار لقضاء أوقات ممتعة فحسب، بل إنه مشروع ثقافي وحضاري مميز برؤية غير مسبوقة تجمع بين الاستثمار والثقافة وتقوم على ثنائية التراث والحداثة ليصبح بذلك منارة مشعة للثقافة العربية والعالمية ونقطة التقاء لجميع ثقافات العالم تؤلف بين مختلف ألوان الفكر والفن والإبداع.
أين وصل مشروع كتارا بازار...؟
كتارا بازار هو مشروع ضخم يجري تشييده على مساحة تزيد عن (38000) متر مربّع في الحي الثقافي كتارا، وقد تم الانتهاء من أعمال تشييده ليكون بذلك تحفة معمارية ووجهة سياحية مميزة، حيث يجمع أبرز الماركات العالمية، وهو في مرحلته الأخيرة من التشغيل، وسيضم محلات تجارية ستوفر بدورها أجواءً مريحة ومساحات مخصّصة للمتسوّقين تضمّ أشهر العلامات التجارية في العالم بالإضافة إلى مجمع تجاري مخصص للأطفال.
وماذا بخصوص مشروع التوسعة الجنوبية...؟
يركز هذا المشروع على دمج تنوع الثقافة بالعلوم والترفيه اذ يتكون من (14) مبنى متعدد الاستخدامات ومواقف أرضية تمتد على مساحة طولية مموجة يطل جانب منها على مياه الخليج العربي، وتتوزع هذه المباني إلى سلسلة مطاعم ومقاهٍ وقاعة معارض ومكتبات ودور لعرض السينما، وعدد من الجمعيات والمراكز الثقافية، ويتميز مشروع التوسعة الجنوبية أيضا بوجود مرصد فلكي وقبة سماوية تمنح الزوار فرصة عيش تجربة فلكية مذهلة، إذ يحتوي على مقاعد تفاعلية مع مكبرات للصوت مدمجة بنظام حركي يتم تشغيله تزامنا مع العرض الفلكي، وستكون منشأة القبة الفلكية بمساحة (2.240) متر مربع، ومن المتوقع أن تكون أحد أهم معالم الجذب في الحي الثقافي (كتارا)، وقد تم الانتهاء من المشروع وسيتم تدشين القبة الفلكية مع نهاية العام الجاري، وهناك مشروع الأكواخ البحرية (المارينا) وهو عبارة عن مشروع مطعم بحري يتكون من مطعم رئيسي وثمانية شاليهات نهارية خاصة بزوار المطعم، وما يميز هذا المشروع، الذي وصل إلى مرحلته الثانية، مراعاته لمبدأ الخصوصية التامة لرواد هذه المطاعم الذين سيعيشون تجربة متميزة.
هل هذه المشاريع تمتلكها المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا أم لمستثمرين...؟
جميع هذه المشاريع تمتلكها كتارا، لكن تشغيلها سيكون عن طريق عدد من المستثمرين في قطاع الثقافة والسياحة.
ما هي أبرز الفعاليات الجديدة المزمع إطلاقها في كتارا وما هو تأثير الحصار على إقامة المهرجانات والمعارض الثقافية بالدولة...؟
لم يكن للحصار أي تأثير، بل على العكس تماماً، نحن ماضون في مشاريعنا الثقافية وفعالياتنا مستمرة، فرسالتنا في كتارا هي أن نكون جسراً للتواصل بين الشعوب وملتقى للحضارات وأن تكون الثقافة والفنون هي القاسم المشترك بين كل شعوب الأرض، وفعاليات كتارا السنوية من المهرجانات وجوائز مستمرة، وبالطبع يكون هناك معارض وحفلات موسيقية وغيرها من الأنشطة التي تتنوع من حين إلى آخر، وبإذن الله سيكون معرض «مسابيح الكهرمان» في يناير المقبل من أحدث الفعاليات بالإضافة إلى انها ستستضيف بطولة جمال الخيل في مطلع 2019م، كما أننا نستعد لإطلاق مهرجان كتارا للرواية العربية في دورته الرابعة اليوم حيث سيكون بمثابة أكبر تجمع للروائيين والنقاد.
ما هو حجم التنسيق والتعاون بين كتارا ومؤسسات الدولة الحكومية والخاصة التي لها فعاليات ثقافية وترفيهية أيضاً...؟
كتارا منفتحة على الجميع ولقد عقدت العديد من الاتفاقيات مع جهات متنوعة في الدولة لتحقيق رسالتها واهدافها، سواء كانت هذه الجهات حكومية أو خاصة أو دعمها ايضاً للمبادرات التي تسهم في إثراء الساحة الثقافية بمختلف روافدها واهتماماتها، نذكر على سبيل الذكر لا الحصر اتفاقيات مع جامعة قطر وجامعة ستندن، وقطر الخيرية وغيرها من الجهات.
هل ثمة ازدواجية بين كتارا ووزارة الثقافة والرياضة في العمل...؟
أبداً نحن ووزارة الثقافة والرياضة نعمل في تناغم تام، للدرجة التي يمكن أن تصفنا فيها بأننا «توءم» نكمل بعضنا البعض، في الكثير من المشاريع الثقافية التي تنظمها المؤسسة العام للحي الثقافي كتارا.
إذن ما هو حجم التنسيق بين كتارا ووزارة الداخلية...؟
ما في شك أن الإخوة في وزارة الداخلية تعاونوا معنا في معرض كتارا الدولي للصيد والصقور «سهيل» في دورته الثانية إلى أبعد الحدود، ويكفينا فخراً أن معالي الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، هو من افتتح المعرض الذي نظمته كتارا خلال الفترة (4-8) سبتمبر الماضي، وهو أمر يعطينا دعما ويمنحنا دفعة قوية نحو التطوير، خصوصاً أن وزارة الداخلية تعاونت معنا بشكل كبير في القسم الخاص بالأسلحة ومنحتنا حوالي (850) قطعة سلاح، وافتتحت معرض اقتناء الذخائر الذهبية.
وماذا عن المبادرات التي ترعاها كتارا...؟
بالنسبة للمبادرات نذكر مبادرة مروج قطر، التي تسعى إلى زيادة الرقعة الزراعية في الدولة، بالإضافة إلى توقيع مذكرة تعاون مع رابطة الشيهانة البيئية، التي تحث على أهمية التنوع البيئي واستنبات واستزراع النباتات والأشجار البرية، وخاصة شجرة السمرة التي تنتشر في أماكن مختلفة في بر قطر.
كم تبلغ نسبة التقطير بالمؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا من إجمالي الموظفين الذين يعملون بها في الوقت الحالي...؟
نستطيع القول بأن جميع المديرين ورؤساء الأقسام في جميع إدارات كتارا هم قطريون بنسبة (100%)، وبشكل عام تشكل نسبة القطريين حوالي (70%) من مجمل الموظفين.
ماذا عن الفعاليات والمسابقات التي تنظمها كتارا فيما يتعلق بإحياء الموروث الثقافي والتراث الشعبي...؟
نظمت كتارا العديد من الفعاليات فيما يتعلق بهذا المضمون، وذلك لأن أحد أهداف كتارا الحفاظ على التراث القطري وتعزيزه في نفوس الأجيال القادمة، وتحقيق رؤية قطر 2030 بهذا الخصوص، ومن أهم هذه الفعاليات نذكر برنامج إحياء التراث الموسيقي والغناء الشعبي القطري، وبرنامج كتارا للحرف اليدوية التقليدية وملتقى الملابس التقليدية، وجائزة كتارا لفن النهمة التي جاءت للمساهمة في ايجاد جيل قادر على حمل ثقافة الفنون الغنائية الشعبية، والمحافظة عليها واستمراريتها عبر توارث الأبناء عن الآباء، وفي ذلك يتم الحفاظ على موروث وطنهم وهويته العربية والإسلامية، هذا بالإضافة إلى المهرجانات التراثية السنوية مثل مهرجان مرمي ومهرجان حلال قطر وبطولة القلايل ومعرض سهيل وبطولة سنيار ومهرجان كتارا للمحامل التقليدية ومسابقة المِينَّى.
ما هو الدور الذي تلعبه دار (كتارا) للنشر في إثراء حركة المعرفة والثقافة في قطر والعالم العربي...؟
دار كتارا للنشر تفتح ذراعيها لكل المبدعين، لاستقبال وتبني نتاجهم وأبحاثهم ودراساتهم القيمة ونشرها، وذلك بهدف إثراء المشهد الإبداعي في قطر، ورفده بطاقات جديدة تساهم في إثراء حركة التأليف والنشر وصناعة الكتاب، وبالطبع هذه الجهود تنسجم مع رسالة كتارا في دعم المواهب وتشجيعها على الكتابة والبحث والتأليف والإبداع وتعزيز الإنتاج المعرفي والفكري في دولة قطر، ما يسهم في إثراء المكتبة العربية بالإصدارات القطرية المتميزة، ونحن فخورون بأن دار كتارا للنشر حديثة النشء، تحتوي على أكثر من (100) عنوان لنخبة من الباحثين والمؤلفين والروائيين والنقاد المتميزين، وذلك وفق أحدث المعايير المتعلقة بالنشر مسجلة حضورا ثقافيا ومعرفيا فاعلا على المستوى المحلي والدولي.
حدثنا عن أبرز الفعاليات التي تتعاون فيها المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا مع السفارات والجاليات...؟
يوجد في كتارا إدارة كاملة معنية بمتابعة كافة الفعاليات التي تتعاون فيها المؤسسة مع السفارات المعتمدة لدى الدولة، وعلى مدار العام نشهد مجموعة من المهرجانات والمعارض والحفلات الموسيقية التي تفتح الآفاق نحو حضارات هذه الدول وثقافاتها المتنوعة، فعلى سبيل الذكر لا الحصر، مهرجان كتارا الأوروبي للجاز، الذي ستنطلق نسخته الخامسة نوفمبر المقبل بمشاركة (13) دولة أوروبية، ومعرض رموز ومهرجان جذور الذي شاركت فيه (12) دولة من دول أميركا اللاتينية في 2017، ومهرجان الآسيان في 2015 وقد شاركت فيه سبع دول من قارة آسيا، هذا بالإضافة إلى العديد من المعارض الفنية والحفلات الموسيقية التي تستقطب جمهوراً غفيراً من أبناء جاليات هذه الدول أو من مختلف الجنسيات.
كتارا أطلقت مؤخراً قناتها الثقافية على اليوتيوب هل تفكرون في إطلاق قناة فضائية أو غيرها من المشاريع الإعلامية مستقبلاً...؟
مشروع «كتارا TV» يعتبر في هذه المرحلة مشروعا توثيقيا لكل فعاليات كتارا، وسيمكن المشاهد من متابعة الفعاليات التي لم يتمكن من حضورها، ويعتبر أيضا مرجعا لكل المهتمين بالمشاريع والأنشطة الثقافية، ولقد حرصنا على هذه الخطوة مواكبة لهذا التطور التكنولوجي الذي يشهده العالم، وبإذن الله مستقبلاً سيتطور هذا المشروع حسب الحاجة إليه.
حدثنا عن جهود كتارا في دعم المشاريع الصغيرة والعلامات التجارية الخاصة بها وغيرها من الجوانب الاقتصادية للمؤسسة...؟
بالطبع لم نغفل عن دعم هذه المشاريع، ويتجلى ذلك في الفرص التي توفرها كتارا لهذه المشاريع لعرض منتجاتها أثناء المهرجانات، حيث توفر محلات وأكشاكاً خاصة يستطيعون من خلالها عرض مشاريعهم المختلفة، وكان ذلك في مناسبات ومهرجانات عديدة منها مهرجان حلال قطر، وميرة كتارا، وسوق كتارا الثقافي وكذلك المناسبات الخاصة مثل اليوم الوطني أو اليوم الرياضي حيث يتواجد الجمهور بكثافة وتكون فرصة ليتعرف الزوار على هذه المشاريع.
ما هو الدور الذي تلعبه كتارا في المناسبات الوطنية والاجتماعية وكيف توظف الفعاليات لتحقيق الأهداف المنشودة منها...؟
نستثمر المناسبات الوطنية والاجتماعية، بما يناسب كل واحدة من هذه المناسبات للتوعية والتثقيف بها، وذلك في إطار يتماشى مع ما تقدمه كتارا من فعاليات متنوعة وبالطبع مع ما يحقق أهدافها ورسالتها.
ماذا عن دعم الفنانين سواء كانوا من القطريين أو الفنانين العرب وتنظيم المعارض الفنية لهم في كتارا...؟
المتابع للفعاليات المستمرة التي تنظمها كتارا، يعي تماما أنها تدعم باستمرار كل المبدعين في مختلف المجالات الثقافية سواء من فنون وآداب أو مبادرات وغيرها، فلا يكاد يمر أسبوع إلا ويتم فيه افتتاح معرض لفنان تشكيلي أو مصور فوتوغرافي قطري أو غير قطري من داخل الدولة أو خارجها، بالإضافة إلى تنظيم ورش فنية سواء في الخط العربي والرسم أو غيرها من الورش الفنية المتنوعة والتي يقدمها فنانون ومختصون لتناسب جميع الاهتمامات والأعمار.
هنالك بعض المؤسسات الثقافية التي تم إعطاؤها مباني في كتارا نرجو أن تحدثنا عن المساهمة الثقافية التي تحققها...؟
الحي الثقافي كتارا تجتمع بين جنباته العديد من المرافق والجهات الثقافية، نذكر منها مؤسسة الدوحة للأفلام التي تقوم على مدار العام بتمويل وإنتاج الأفلام المحلية والإقليمية والعالمية، والبرامج التعليمية وعروض الأفلام، بالإضافة إلى تنظيم مهرجان أجيال السينمائي وقمرة، وأوركسترا قطر الفلهارمونية التي تقدم مجموعة كبيرة من الحفلات الموسيقية المتنوعة خلال العام، والمركز الشبابي للهوايات الذي يدعم المواهب والإبداعات الشبابية وينظم المعارض لتشجيعهم، وجمعية القناص التي تهتم بكل ما يتعلق بتراث الصيد والصقور وتنظم مهرجان مرمي، ومركز كتارا للفن الذي أيضا يقوم بدور في دعم الفنانين بمختلف اهتماماتهم الفنية، ومجلة بروق التي تصدر مجلة شهرية تهتم بكل ما يتعلق بالمواضيع الاجتماعية إضافة إلى اهتمامها الواسع والكبير بالشعر والشعراء في قطر، وأيضاً إذاعة صوت الخليج التي تقدم برامج فنية وثقافية على مدار الساعة.
ما هي أبرز المهرجانات الثقافية والتراثية التي نظمتها كتارا وما النجاحات التي حققتها...؟
كثيرة هي المهرجانات التي تنظمها كتارا والتي تهتم بجوانب ثقافية مختلفة سواء فيما يخص التراث وتعزيزه في نفوس الناشئة والتعريف به، ونذكر من هذه المهرجانات التراثية مهرجان قطر الدولي للصقور والصيد (مرمي) ومعرض سهيل، بطولة القلايل، مهرجان حلال قطر، مهرجان سنيار، مهرجان كتارا للمحامل التقليدية، مسابقة الحبال، مسابقة المينى، أما بالنسبة للمهرجانات التي تهتم بالفنون والآداب والموسيقى نذكر مهرجان كتارا للعود، مهرجان كتارا للجاز الأوروبي، مهرجان كتارا للرواية العربية، جائزة كتارا لشاعر الرسول، جائزة كتارا لتلاوة القرآن، وجميع هذه المهرجانات التي ذكرناها وغيرها حققت أهدافها في تعزيز التراث القطري الأصيل والتعريف به وإعادة تقديمه، بصورة تثقيفية تجمع الأصالة بالحداثة، كما استطاعت أن تمد جسور التواصل بين الشعوب وتفتح النوافذ على ثقافات العالم الممتدة عبر الكرة الأرضية.
ماذا لو تحدثنا عن جائزة شاعر الرسول تحديداً باعتبارها أول نشاط ثقافي ـ ديني يُنظم على مستوى الوطن العربي...؟
بلا شك نحن نعتز بجائزة شاعر الرسول صلى الله عليه وسلم، وهي جائزة سنوية أطلقتها كتارا في عام 2015، على ضوء مقترح تم تقديمه من قناة الرسول، وتقوم المؤسسة بإدارتها وتوفير الدعم والمساندة والإشراف عليها بصورة كاملة من خلال لجنة لإدارة الجائزة، تهدف إلى اختيار أفضل المتسابقين، الذين سوف يتألقون ويتجملون ويصدحون بأجمل القصائد وأعذب الكلمات والأبيات، مستخدمين كل الأدوات الشعرية وأساليب وتراكيب اللغة العربية للارتقاء بالحس الشعري والوصول إلى أبهى جماليات الشعر المتخصص في مديح الرسول وسيرته النبوية العطرة.
ماذا عن مهرجان التنوع الثقافي الذي سينطلق في هذا الشهر...؟
في إطار التقريب بين الشعوب ومد جسور التواصل بين الثقافات، سوف تحتضن المؤسسة العامة للحي الثقافي (كتارا) في الفترة ما بين 18 أكتوبر الجاري 9 مارس المقبل، الدورة الثالثة لمهرجان التنوع الثقافي 2018-2019، بمشاركة متميزة لفرق فلكلورية عالمية، تعرض التراث والفنون الشعبية لنحو 18 دولة من مختلف دول العالم هي: «قطر، الهند، سلطنة عمان، غانا، مقدونيا، المسكيك، تركيا، اسبانيا، التشيك، إيران، كازخستان، سنغافورة، بلغاريا، المغرب، صربيا، سريلانكا، البوسنة، روسيا»، وتعكس فعاليات المهرجان الذي تقيمه كتارا على امتداد ستة أشهر ولمدة ساعتين (من 7.30 وحتى 9.30) مساء، الموروث الثقافي والشعبي والحضاري لدول من مختلف قارات العالم، ما يعزز مكانة كتارا كمنارة عالمية للثقافة والإبداع، وحاضنة للتراث الشعبي والفلكلور العالمي.
حدثنا عن حصولكم على عضوية الشبكة الدبلوماسية العالمية...؟
دولة قطر حصلت بالإجماع، على العضوية الكاملة في الشبكة الدبلوماسية العامة العالمية، التي تأسست في كوريا ومقرها الرئيسي في تركيا، وسوف تستضيف المؤسسة العامة للحي الثقافي اجتماع أعضاء الشبكة الدبلوماسية العالمية في شهر نوفمبر المقبل، باعتبار أن قطر هي الدولة العربية الوحيدة كاملة العضوية في هذه الشبكة التي تحاول المزج ما بين الثقافة والدبلوماسية، كون الدبلوماسيين ارتأوا أن كافة الشعوب تجمعهم ثقافات مشتركة.
copy short url   نسخ
15/10/2018
2497