+ A
A -
بدأت العديد من الأندية الاتجاه بكل قوة نحو الاستثمار في منشآت النادي من اجل توفير دخل إضافي كبير يساهم في مواجهة أزمة المصروفات الكبيرة التي تقع على عاتقها بسبب ارتفاع تكاليف التعاقدات وكذلك المصروفات الشاملة لمختلف الألعاب وهو ما يشكل ضغطا كبيرا على مجالس الإدارات، وقد شاهدنا أزمات تضرب العديد من الأندية هذا الموسم، وتسببت في حالات من الامتناع عن التدريبات بسبب عدم حصول بعض اللاعبين على مستحقاتهم، مثلما شاهدنا في الريان من رفض اللاعبين للتدرب في فبراير الماضي بسبب المستحقات، وتكرر المشهد في أكثر من مكان، كما أن أزمة الديون تفاقمت بصورة كبيرة لدى بعض الأندية، ووصلت الأزمة إلى أروقة الفيفا مثلما حدث مع العربي لولا تدخل وزارة الثقافة والرياضة للمساعدة في احتواء تلك الأزمات ومحاولة تقليص الديون وسط مطالب بضرورة توفير موارد إضافية من خلال إيجاد حلول مبتكرة ومنها بالتأكيد استغلال منشآت النادي، ونستعيد هنا حديثا سابقا لسعادة صلاح بن غانم العلي وزير الثقافة والرياضة عن الاستثمار في الأندية الذي قال فيه «تنويع مصادر دخل النادي يعزّز استقلاليته وهناك بعض الأندية التي بدأت بالفعل في مجال الاستثمار مثل السد وقطر وهناك العديد من الأندية التي تسعى لعمل مشاريع لها حيث لدينا طلبات من الوزارة وتم الموافقة على مشروع تجاري كبير لها والأهلي كذلك بعمل مشروع تجاري والهدف من ذلك تنويع مصادر الدخل في الأندية والاستقلالية وعدم الاعتماد على الدعم الحكومي».
وقد بدأت بالفعل أندية عديدة مرحلة الاستثمار والحصول على عوائد كبيرة قد تجعلها أكثر قوة في مواجهة التحديات المالية في المستقبل، في حين ما تزال الكثير من الأندية في حاجة إلى الدخول في مجال الاستثمار من اجل القضاء على مشاكل ستظهر في المستقبل مع زيادة الأعباء وعدم القدرة على مواجهة الضغوط، مما يؤدي إلى الاستدانة ومن ثم الدخول في أزمات أكبر، وهو ما حذرت منه وزارة الثقافة والرياضة عندما شددت على ضرورة الابتعاد عن توسيع دائرة الإنفاق في مقابل تقليل حجم الدخل.
الاستثمار في الأندية ملف في غاية الأهمية يتطلب مزيدا من العمل حتى نجده وقد أصبح حقيقة على ارض الواقع، فالكثير من الاندية لم تبدأ بعد لعدم توفر الرؤية الكاملة أو لعدم القدرة على ايجاد حلول مبتكرة ومناسبة، في حين بدأت اندية اخرى جني ثمار الاستثمار مثل السد وقطر كأبرز الامثلة على الاستثمار الجيد لمنشآت النادي، وقد لمسنا على ارض الواقع ما يحدث من تطور في هذا الإطار سواء عبر تحويل اجزاء من المنشآت إلى محلات تجارية أو ملاعب ترفيهية أو غيرها في وقت ماتزال العديد من الاندية تخطط للبدء في اطلاق مشروعات كبيرة في المستقبل.
البحث عن عقود رعاية
الأندية مطالبة بأن تقنع الشركات في تقديم عقود للرعاية، فالعديد من أنديتنا تعاني من غياب الراعي الذي يقدم الدعم المالي، ويمكن استثناء بعض الاندية في هذا الاطار وعلى رأسها نادي السد، فقد حصل على رعاية من شركة طيران القطرية، ففي شهر فبراير من العام الجاري تم الكشف عن توقيع القطرية عقد رعاية مع السد وبموجب هذه الشراكة يتم وضع الشعار الخاص بالخطوط الجوية القطرية على قمصان الفريق الأول لكرة القدم بالنادي وذلك خلال مشاركته بالبطولة الأفضل والأقوى في القارة الآسيوية، وقد نجح السد في الوصول للدور قبل النهائي للبطولة وما يزال ينافس على بطاقة الصعود للمباراة النهائية وبالتالي تحققت المكاسب للجانبين، في الوقت نفسه نرى العربي وقد أعاد رعاية بنك الدوحة لقميص النادي في الوقت الذي لا نرى أي رعاية على قمصان بعض الاندية ويجب على إداراتها البحث عن رعاة من اجل الاستفادة من قمصان النادي ومنشآته عبر تقديم دعم مادي يساعد الأندية في الوقت الحالي.
بيع التذاكر وجلب الجماهير
استمرار غياب الجمهور عن المدرجات لا يتوقف تأثيره عند المظهر العام للدوري وشكل الإثارة فيه، بل يمتد إلى خزائن النادي لانها لا تستفيد من فرصة الاستثمار عبر جلب الجماهير، فقد شاهدنا بعض الاندية تقوم بالصرف والدفع على الجمهور بدلا من جلبه والاستفادة من اسعار التذاكر، وهذا الامر يتطلب تغيير الاندية لرؤيتها ناحية الجمهور وان تعمل على ايجاد حلول مبتكرة من اجل الاستفادة من عنصر هام للغاية في المنظومة الكروية ينعش خزائن النادي، وسيكون على الاندية وضع استراتيجية مستقبلية تحقق النجاح في السنوات القادمة، فالتخطيط من الآن لوضع تصور لاعادة الجمهور سيكون له مكاسب كبيرة ولكن استمرار الوضع الحالي لن يؤدي الا إلى مزيد من اهدار فرص استثمارية متاحة يمكن ان تحقق انتعاشا للاندية.
الديون «صفر»
تطمح كل الأندية لإنهاء أزمة الديون، وقد سعت وزارة الثقافة والرياضة للمساعدة في هذا الإطار ولكن يجب على الاندية نفسها ان تتحرك حتى تنهي أزمة الديون وان تصل بها إلى النسبة «صفر»، وهذا لن يتحقق بالاعتماد فقط على الدعم بل يجب ان تكون هناك أفكار اقتصادية جديدة ومبتكرة، فإذا نظرنا إلى العديد من الاندية حاليا سنجد ان المصروفات اكبر من الواردات، واستمرار هذا الوضع يشكل تهديدا للمستقبل، ويجب التحرك من الآن عبر وضع عقول تجارية في المواقع المناسبة بالاندية حتى يتم توفير موارد جديدة، فمن الضروري ان تدار الأندية بعقلية استثمارية تجارية، ويجب أن يكون هناك مدير تسويق ويكون الرجل المناسب لها ويكون مؤهلا لذلك.
نماذج ناجحة
عدد من الأندية بدأت بالفعل التوجه نحو الاستثمار الصحيح، ويمكن ان نتحدث عن تجربة نادي السد في الاستثمار خاصة صالة «الجيم» التي تعتبر الاكبر في الشرق الاوسط وقد وفرت دخلا كبيرا للنادي وقد تحدث تركي العلي المدير العام عن المكاسب التي تحققت بفضل المشروعات الاستثمارية في السد بالقول أمام عمومية النادي «تطوير موارد النادي المالية والبحث عن أبواب بديلة من اجل توفير الدعم هدفنا منذ سنوات، وقد نجحنا في جلب عوائد كبيرة من صالة «الجم» ومازلنا نسعى لمزيد من الدخل لتجنب أي مشاكل مالية».
الجدير بالذكر أن السد أعلن خلال العمومية عن انشاء شركة قابضة لإدارة مشاريع النادي وهو ما يعكس جهوده في تحقيق اقصى درجات النجاح الاستثماري.
كذلك نادي قطر يمتلك تجربة رائعة في الاعتماد على الاستثمار في منشآت النادي وذلك عبر الموافقة على تأجير العديد من المحلات التجارية في مختلف ارجاء النادي وكذلك العديد من الملاعب الخاصة وغيرها من النواحي التي تعزز عملية الاستثمار في منشآت النادي.
تسويق اللاعبين
العربي أيضا يمتلك خطة من اجل اقامة العديد من المشروعات الاستثمارية مثل مول تجاري وفندق ومحلات ضمن خطة سابقة، وقامت الإدارة الحالية بالفعل بتأجير بعض المنشآت لشركات تجارية وايضا انشاء العديد من الملاعب الخاصة وغيرها من المشروعات التي تساهم في علاج مشاكل النادي المالية، والتي برزت بوضوح في مناقشات الأعضاء بالجمعية العمومية الاخيرة، حيث تم تلقي استفسارات عديدة من اعضاء العمومية عن الديون المتراكمة ومدى تأثيرها على عمل النادي ووعدت الإدارة بإيجاد حلول وكشف عن الاستفادة ماديا من بيع بعض اللاعبين مثل بوعلام وخلفان.
كذلك تعاني أندية عريقة مثل الريان والأهلي وغيرهما مشاكل مالية وعليها أن تعزز عملية الاستثمار بأفضل صورة وكذلك باقي الاندية حتى توفر مصدر دخل يساهم في قوة الاندية واستقلاليتها وتطورها نحو مستقبل افضل. بصورة عامة فإن الدلائل تشير إلى أن الأندية ليس امامها حل سوى الاستثمار وتوفير حلول مبتكرة لاستغلال منشآت النادي وعدم الاكتفاء بالنواحي التجارية والمنشآت بل ايضا الاستثمار في العنصر البشري عبر جلب مواهب واعدة وتطويرها وتسويقها أوروبيا فعلى سبيل المثال السد استفاد من استثمار اللاعب الأرجنتيني ماور زراتي واستقدمه بعقد بسيط وهو ناشئ واستفاد من عائد بيعه بمبلغ كبير لأوروبا.
copy short url   نسخ
11/10/2018
1811