+ A
A -
كتب - محمد الربيع
شاركت الفنانة التشكيلية القطرية ابتسام الصفار في الدورة الرابعة لملتقى «شواطئ الفن» بالمغرب، ضمن مجموعة من رواد الفن التشكيلي بالمغرب ومبدعين ومبدعات من المغرب وبلجيكا وفرنسا وهولندا وإيران.
يحتضن الملتقى ورشات فن دولية في مدينة بوزنيقة الساحلية ويمثل مسرحا للحوار بين الفنانين المغاربة والعرب والأجانب، وجسرا للتواصل وتبادل الآراء والأفكار والخبرات الفنية، لتعزيز الانفتاح الثقافي والتواصل الإنساني بين المبدعين، في عالم يعاني من التطرف العقائدي ورهاب الإسلاموفوبيا والاقصاء العرقي، ويسعى الملتقى لتعزيز دور الثقافة في مواجهة التعصب والتهميش والترويج لثقافة التسامح وحق الاختلاف.
قدمت ابتسام الصفار في مشاركتها في الملتقى عملا فنيا بقياس 100X120 سم، يمثل اتجاهاتي الأخيرة في عالم الوجوه بعنوان رأس برأس خيال بخيال، وتمثل التجربة امتدادا لأسلوبها وشخصيتها المميزة في معالجة ورسم البورتريه، وأسلوبها في استلهام أسئلة الفكر والمعرفة وتجلياتها الشعرية والموسيقية، فهي من المبدعات المعروفات بانفتاحها على الإبداع الإنساني في أشكاله المختلفة من نظرية معرفة وشعر وموسيقى.
حدثتني عن تجربتها في المشاركة في «شواطئ الفن» وانطباعاتها عن الفنانين المشاركين وعن علاقتها بالمكان، فقالت:
- وُجهت لي الدعوة من قبل الفنانة المغربية ليلى عراقي منظمة الملتقى، فوافقت وتوجهت إلى كازبلانكا بتاريخ الرابع من سبتمبر الحالي حتى العاشر منه، وفوجئت بوجود فنانين مغاربة من أعلى المستويات في الوطن العربي كذلك كانت هناك مشاركات من بلجيكا فرنسا وإيران، اندمجت رأسا بالمكان والزمان، لكل شخصية فنية في الملتقى سحر وأبعاد واسلوب، كان معنا اثنان من رواد الفن المغاربي هما الفنان عمر بو رقبة، والفنان عزيز السيد، مما ألقى بظلال الجمال والخبرة على الملتقى، ومن المشاركين المخضرمين الفنان أحمد جاريد بتجريديته الصوفية والفنان بشير أمل والفنان أحمد بن اسماعيل والفنان فؤاد شردودي، ومن المغرب أيضا الفنانة ماريا قرمدي، كما شاركت الصديقة الفنانة أمينة رزقي ممثلة بلجيكا، وكنا قد التقينا في مشاركات سابقة، ومن إيران الفنانة المخرجة نيغين كيانفر، المجموعة كانت في غاية الانسجام، تعلمنا من بعض وظللنا على تواصل حتى بعد الملتقى.
- وعن العمل الفني الذي شاركت به في الملتقى قالت:
شاركت ضمن الملتقى بعمل واحد قياس 100X120 سم، يمثل اتجاهاتي الأخيرة في عالم الوجوه بعنوان رأس برأس خيال بخيال.
في لوحتي أربعة رؤوس تشير إلى اتجاهات مختلفة، عندما تلتقي الأوجه تلتقي الخيالات، يلتقي الحوار، الأفكار.
هذه الوجوه الأربعة قد تعني أنه شخص واحد ولكنه قد يتعدد في أخيلته، ويصبح لوجهه أكثر من مرآة، أكثر من فكرة، تتعدد رغباته، تتعدد قناعاته بتغير المكان والزمان، هو تائه في دوامة العقل، ودوامة الخيال.
- وعن فلسفتها ورؤيتها الفنية والجمالية وأسلوبها في رسم البورتريه وشعرية الوجوه، قالت:
- لا تخلو الوجوه من شعرية، الوجه هو الأداء السلوكي، حياة، خواطر، كل شيء في هذا الوجه يجمع مابين كل شيء في الداخل وكل شيء في الخارج، أحياناً نتعلق بوجوه قد لا نعرفها، ربما عرفناها في خيال ما، وليس في واقع، لذلك الوجه هو مركز الإنسان، مركز سيرة الإنسان، مركز انفعالاته، رغباته، مزاجه، سلوكه، وحتى المرض يتجلى في الوجوه.
ليس هناك اكتفاء من رسم الوجوه، أو هناك حد لتعابيره، التعبيرات نبع لا يتوقف، غير نهائية، لذلك الوجه مصدر خصب للفنان.
يشار إلى أن متاحف قطر، كانت قد احتفت في شهر مايو العام الماضي 2017 بالفنانة التشكيلية ابتسام الصفار في ختام تجربتها في برنامج «الإقامة الفنية في باريس»، الذي يقام تحت رعاية سعادة الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني، رئيس مجلس أمناء متاحف قطر، في استديو قطر بالمؤسسة الدولية للفنون في العاصمة الفرنسية باريس، وهو واحد من أكبر وأهم أماكن الإقامة الفنية في العالم، حيث امتدت إقامة ابتسام الصفار لـثلاثة أشهر، خُصّصَ لها فيها استديو فني، وأُتيحت لها الفرصة للتفاعل مع فنانين موهوبين من مختلف أنحاء العالم. وتُعد ابتسام الصفارأول فنانة تشارك في برنامج الإقامة الفنية في باريس
واستضافت مطافي– مقر الفنانين محاضرة استعرضت خلالها تجربتها الشخصية والفنية في البرنامج، ومعرضا ضم نماذج من أعمالها.
الفنان خليفة العبيدلي، مدير مطافي– مقر الفنانين، وصف الفنانة ابتسام الصفار بأنها من جيل الوسط ولها أسلوب مميز ومتجدد، وقال إن شخصيتها تتميز بالانفتاح على التجارب الإنسانية والإبداعية، وقد استطاعت خلال إقامتها في باريس أن تقيم حوارات مميزة مع رصفائها هناك. فهي فنانة تتمتع بقدر عالٍ من الموهبة وعملها لا يشكل مصدر إلهام لأفراد المجتمع فقط، بل يلهم أيضًا الفنانين المقيمين في مطافئ، ومن شأنه أن يساعد في تأسيس ثقافة أصيلة قائمة على الإبداع والابتكار في قطر.
تخرجت ابتسام الصفار في كلية التربية الفنية عام 1995، وهي عضو الجمعية القطرية للفنون، ولها مشاركات جماعية في كثير من البلدان والدول منها فرنسا، ودكا، واليابان، وتونس، وسلطنة عمان، والرباط، والدوحة. وشاركت في سمبوزيوم المتوسطي للفن المعاصر بتونس 2016.
copy short url   نسخ
26/09/2018
4179