+ A
A -
نظمت جامعة قطر صباح أمس ملتقاها السنوي للعام الجامعي 2018 - 2019، حيث تضمن الملتقى كلمة لرئيس الجامعة الدكتور حسن بن راشد الدرهم تحدث فيها عن مرئيات الجامعة خلال الفترة المقبلة وأهم ما تم إنجازه في العام المنصرم..
كما تضمن الملتقى تكريم المتميزين من أعضاء هيئة التدريس والموظفين والخريجين.
وفي كلمته بالمناسبة، قال سعادة الدكتور حسن بن راشد الدرهم رئيس جامعة قطر: «يسرني أن ألتقي بكم، وأن أعبر لكم عن خالص تقديري واحترامي، في بداية العام الأكاديمي الجديد، فبتوفيق من الله، ثم بجهودكم، حققت جامعة قطر العديد من الإنجازات، في مختلف المجالات، محليًا وإقليميًا ودوليًا. لوعدنا بالزمن إلى الوراء، تحديدا العام 1977 عندما صدر قانون تأسيس جامعة قطر والذي مضى عليه اليوم نحو 41 عامًا، فإننا نلاحظ تغيرًا كبيرًا قد طرأ على المجتمع القطري، علميًا، واقتصاديًا، واجتماعيًا، تطور ملموس على مختلف الصعد، والمستقبل يحمل بلا شك المزيد من التقدم والنماء لوطننا الحبيب. خلال هذه الرحلة الطويلة، والرائعة، كانت جامعة قطر بمثابة المحرك، والقلب النابض للمجتمع، ومركز للتنوير، وساهمت بمد المجتمع بالخريجين الأكفاء والعلماء والمستشارين والباحثين من كافة التخصصات». وأضاف: «وخلال هذه السنوات كانت الجامعة تتفاعل مع مجتمعها، وتساهم في تطوير المجتمع بما تملك من خبرات أكاديمية وبحثية.. والجامعة نفسها، تتطور، بناء على احتياجات المجتمع، فتتوسع في كلياتها، وأقسامها العلمية، وبرامجها الأكاديمية، لتلبي الاحتياجات الضرورية، لتحقيق رؤية قطر الوطنية 2030.
وقال الدرهم: «المجتمع لا ينظر لنا كمجرد مؤسسة للتعليم العالي، بل إنه ينظر إلينا باحترام وتقدير بالغين، كجامعة وطنية، تضع خدمة الوطن هدفا لها، ونسأل الله أن نكون جميعاً على قدر هذه الثقة. ولذا، فالمجتمع يتوقع منا أن نلبي احتياجاته الأساسية، في ما يتعلق بالمخرجات الكفؤة، التي تنتقل إلى سوق العمل، فتساهم في حركة البناء. كما يعلق المجتمع علينا الأمل الكبير، في توفير الخبرات والكفاءات، العلمية والبحثية، والباحثين الذين يقدمون الاستشارات المطلوبة لكافة فئات المجتمع، وهذا بلا شك يقع في صلب دورنا التنويري. كما أن للجامعة دورا أشمل من ذلك، حيث يجب أن نكون في قلب أي حدث، أو تحدٍ يمس الوطن أو المجتمع، نساهم بما نملك من خبرات، في رسم الخطط والاستراتيجيات التي تعزز الاستقرار في مختلف النواحي الاجتماعية والاقتصادية والأكاديمية، وتدعم التنمية البشرية».
وقال رئيس الجامعة: «إنَّ شركاءنا في مختلف القطاعات الحكومية، والخاصة، والمؤسسات، ينتظرون من جامعة قطر، أن تتقدم بمبادرات، وتطرح حلولًا، للمشاكل التي يعاني منها المجتمع، اجتماعيًا، واقتصاديًا، وثقافيًا، وتقنيًا. وهنا يبرز دور الكليات والمراكز البحثية في الجامعة لتحقيق هذا التوقع، والوصول لشركائنا المحليين، والدوليين. وخاصة في ظل هذه الظروف الدقيقة التي تمر على البلاد، حيث يجب على الجامعة أن تكون مواكبة لما يجري، وتلبي تطلعات المواطن والمقيم. جامعتنا هي الأكبر في قطر، من حيث عدد الطلبة، الذين وصل عددهم أكثر من 20 ألفا، كما تحتضن العدد الأكبر من طلبة الدراسات العليا محليا، وهي الأكبر في بنيتها التحتية، ومرافقها، ومساحتها، وهذا من جديد يضعنا أمام مسؤولية كبيرة».
وأضاف الدرهم: فيجب أن تكون جامعة قطر هي الخيار المفضل لأبناء قطر والمقيمين، ولكي يتحقق ذلك، يجب علينا الاهتمام بجودة العملية التعليمية.. وأن يكون ذلك، غاية الغايات في استراتيجية الجامعة. كما يجب التركيز على الطالب، وتوفير تجربة جامعية ثرية. وتابع: خلال العام الماضي، تم إطلاق الخطة الاستراتيجية الجديدة لجامعة قطر، والتي ستشمل الفترة من 2018– 2022، والتي جاءت استكمالا لما حققته جامعة قطر من إنجازات وتطور، وللبدء عمليا في مرحلة «التحول». لقد كانت رسالتنا ورؤيتنا الجديدة وقيمنا الجوهرية مصدر إلهامنا في وضع توجّه استراتيجية الجامعة الجديدة، بالإضافة إلى استنادنا على تحليل استراتيجي شامل ودقيق، وذلك بهدف توفير أفضل مستوى من التعليم لطلبتنا، وتشجيعهم على الاعتماد على مواهبهم، وإلهامهم ليدركوا إمكاناتهم.. وتضمنت الخطة الاستراتيجية الجديدة 6 غايات أساسية، تندرج تحتها 7 استراتيجيات رئيسية، وهي: استراتيجية التعلم والتعليم، استراتيجية التجربة الطلابية، استراتيجية البحث العلمي والارتقاء بالمعرفة، استراتيجية التميز المؤسسي، استراتيجية المشاركة المجتمعية، استراتيجية التحول الرقمي، استراتيجية الريادة والابتكار.
وقال الدرهم: وتندرج تحت هذه الاستراتيجيات، 34 هدفًا استراتيجيًا أساسيًا، نتج عنها حتى الآن 122 مبادرة استراتيجية، كي تتحقق هذه المبادرات على أرض الواقع، يتطلب ذلك منا عملًا كبيرًا، واجتهادًا، وأيضًا حبًا وعطاءً، لهذه المؤسسة التي تحتضننا جميعًا.
وأضاف: نسعى بقوة، خلال هذه الفترة، إلى إعداد وبناء صف ثانٍ من القيادات، وأيضا من الأكاديميين القطريين، يقومون بمتابعة المسيرة مستقبلا، وخاصة، بعد أن تحولت جامعة قطر إلى مؤسسة راسخة الأركان، ثابتة الجذور. وفي هذا الإطار قامت جامعة قطر خلال السنوات الأربع الأخيرة، بتعيين أكثر من 130 عضو هيئة تدريس قطريا جديدا يشكلون 35 % من إجمالي أعضاء هيئة التدريس القطريين. وحاليًا لدينا أكثر من 100 شاب قطري، من الجنسين، تم اختيارهم بعناية، وابتعاثهم إلى أفضل الجامعات العالمية، ليعودوا لاحقًا إلى جامعتهم، محملين بتجارب وخبرات علمية جديدة، ومتنوعة.
وقال: خلال السنوات الماضية، تقدمت الجامعة بشكل واضح، بما يعرف بالتصنيف العالمي للجامعات، وكذلك حرصت على تحقيق الاعتماد الأكاديمي للعديد من كلياتها وبرامجها، وذلك من أجل ضمان جودة التعليم المقدم. فالتصنيف الجامعي، والاعتماد الأكاديمي، ليسا أهدافًا وغايات بحد ذاتهما، لكنهما وسائل تمكننا من مراقبة الأداء، والجودة، ومساءلة الاستراتيجيات والخطط المطبقة، لتحقيق أهداف الجامعة الأساسية. في ما يتعلق بالتصنيف، دوليًا حققنا المرتبة 332 عالميًا ضمن تصنيف QS للجامعات للعام 2019، متقدمين 17 مرتبة عن العام السابق، وعربيًا احتلت الجامعة، المرتبة السابعة، طبقا لتصنيف QS. وفي ما يتعلق بتصنيف الجامعات في دول الاقتصادات الناشئة (بريكس) حققت جامعة قطر المرتبة 35 طبقًا لتصنيف التايمز للتعليم العالي THE وبذلك تتقدم الجامعة خطوات واسعة عن نتيجة العام السابق. ومما تعتمد عليه، مؤسسات التصنيف الدولية، وتراقبه باهتمام عندما تقوم بإعداد التصنيف، هو البحث العلمي، ومدى تقدمه، في المؤسسات الأكاديمية والجامعات التي يشملها التصنيف. وفي جامعة قطر، يمر البحث العلمي بفترة ازدهار واضحة، في العام الأكاديمي 2017-2018 حيث حصلت الجامعة على 80 مشروعًا بحثيًا ممولًا من صندوق قطر الوطني للبحث العلمي QNRF، ولدينا شراكات بحثية مع 332 مؤسسة محلية وعالمية. نجحت الجامعة كذلك في زيادة أعداد الأبحاث المحكمة بنسبة 422 % بين عامي 2010-2017، كما تمكن الباحثون في الجامعة من نشر أكثر من 1400 ورقة بحثية وتم تسجيل 6 براءات اختراع في عام 2017.
وقال الدرهم: أما في ما يتعلق بالاعتماد الأكاديمي، وهو العنصر الثاني لقياس الجودة الأكاديمية، فلدينا عدد من الكليات والبرامج التي تم اعتمادها من قبل مؤسسات دولية للاعتماد الأكاديمي.
وقد تضمن الملتقى السنوي لجامعة قطر تكريم المتميزين من أعضاء هيئة التدريس والموظفين والخريجين، وهو التكريم الذي شارك فيه نواب رئيس الجامعة للشؤون الإدارية والمالية، والشؤون الأكاديمية.
copy short url   نسخ
25/09/2018
1606