+ A
A -
كتب - محمد عبد العزيز
قال المهندس ياسر الملا مدير إدارة التجميل وأرضيات الملاعب الرياضية باللجنة العليا للمشاريع والإرث إنه من المقرر الانتهاء من زراعة أرضيات ومحيط جميع الملاعب خلال الربع الأول من 2020، أي قبل استضافة الحدث بعامين، وذلك التزاماً من اللجنة بإنجاز جميع المشاريع المتعلقة بكأس العالم قبل فترة كافية للتأكد من إتمامها على أكمل وجه، وفقاً لأحدث التقنيات والمعايير العالمية.
المشتل الذي تم إنشاؤه في 11 يونيو 2016، كأول مشروع لخدمة كأس العالم على مساحة مليون متر مربع، وقد تم افتتاحه في 2018 بحضور المسؤولين والوزراء، ينتج سنويا 1.2 مليون متر مربع من العشب التجميلي لزراعته بمحيط ملاعب المباريات والتدريب، كما ينتج 16 ألف شجرة من 54 نوعا المحلي منها والمستورد، ويعتمد بصورة أساسية على المياه المعالجة من محطة شمال الدوحة، لاسيما التقنيات الحديثة في إعادة تدوير مخلفات النباتات، وإعادة استخدام الرمال المهدرة من المشاريع الأخرى.
م.الملا لفت إلى أن اللجنة العليا للمشاريع والإرث بالتعاون مع وزارة البلدية والبيئة قامت بجمع الأشجار من مختلف مناطق الدولة من خلال حملة لإنقاذ الأشجار الكبيرة المعرضة للإزالة، حيث تتعرض بعض الأشجار للإزالة تنفيذا لمشاريع تخص الأفراد أو المؤسسات، ويتم جمعها وتحويلها إلى المشتل، ويتم إعطاء شتلة صغيرة لزراعتها عوضاً عن الشجرة الكبيرة، موضحاً أن المشتل سيزود المقاولين المعنيين ببناء المناطق المحيطة بالمواقع المختلفة بالعشب والأشجار والشجيرات مما يضمن أن تضم المجتمعات حول الملاعب مساحات خضراء للأنشطة الترفيهية. إذ قال :يقوم فريق بتوجيه المشورة للمقاولين لضمان إلمامهم بأفضل الممارسات في التعامل مع الأشجار، وتحتوي كل الأشجار المأخوذة من المشتل على بطاقة معلومات تضم أصل الشجرة واسمها ودورة حياتها والتي ستمثل جزءًا من قاعدة بيانات لدينا.
موضحاً أنه يتم وضع بطاقة تعريفية لكل شجرة يتم الحصول عليها من فرد أو مؤسسة، وتشمل البطاقة اسم الشخص أو المؤسسة وتاريخ نقل الشجرة ونوعها وعمرها، وتعد حملة جمع وحماية الأشجار الكبيرة إحدى انعكاسات ركيزة الإرث التي تعتمد عليها مشاريع اللجنة العليا للمشاريع والإرث.
وقد بدأ العمل بإنشاء الموقع الذي تبلغ مساحته 880 ألف متر مربع في محيط مشروع محطة معالجة المياه بشمال الدوحة التي ستحتضن المشتل ؛ إذ تقسّم المساحة إلى مناطق مختلفة مخصصة لزراعة العشب والأشجار والشجيرات، وتقوم محطة معالجة مياه الصرف في شمال الدوحة بتوفير المياه المعالجة للمنشأة التي ستضم بحيرتين ضحلتين مساحة كل منهما 18 ألف متر مربع، والتي تعد كافية لكي تحظى المنشأة باستقلالية لـ 3 أيام.
وقال م.الملا إن هذا مشروع طموح للغاية ونعتبره إرثاً للبطولة. نريد أن تلبي احتياجات المناطق المحيطة بالاستادات المرشحة لاستضافة نهائيات كأس العالم قطر 2022 عن طريق حصد الجزء المخصص للعشب، الذي تبلغ مساحته 440 ألف متر مربع، 3 مرات في العام. وهذا يعني أننا سننتج 1.2 مليون متر مربع من العشب سنوياً، وبالاستعانة بالمياه القادمة من محطة معالجة مياه الصرف فنحن نضمن أن يحظى المشروع بأكبر قدر ممكن من الاستدامة.
وأوضح م.الملا أن المشتل سيقوم بزراعة أكثر من 20000 شجرة حول المنشآت الخاصة بكأس العالم بغرض التجميل،لاسيما زراعة آلاف الأشجار كمصدات للرياح، لافتاً إلى قدرة المشتل على توفير المعدات والماكينات الحديثة والمتطورة على زراعة وتشذيب الأشجار والشجيرات والعشب، حيث توجد معدات تحمل مواصفات خاصة للتعامل مع العشب الرياضي والتجميلي.
وتابع، أما بالنسبة لإعادة التدوير، فقد تبنى المشتل مبدأ إعادة التدوير للنباتات والأعشاب وتحويل النفايات الزراعية لمواد عضوية لتخصيب التربة بجانب المواد الأخرى، حيث أن التربة القطرية صالحة للزراعة على مساحات شاسعة، وهناك تقنيات حديثة تجعل من التربة الرملية هي الخيار الأفضل لزراعة المنتجات.
وأوضح أنه تم استيراد السواتر والحواجز للبيوت المبردة من أسبانيا، حيث توفر شركة أسبانية نوعية ممتازة من الحواجز والمصدات تجعلها مؤهلة لتحمل الطقس شديد الحرارة والرياح القوية، كما تتميز بخاصية فريدة وهي التخلص الذاتي من الأتربة والرمال المتراكمة.
وكشف أيضاً أن قطر وضعت بصمة فريدة في مجال العشب الرياضي، وهو اختراع نوعية فريدة من العشب تستطيع تحمل الظروف المناخية المختلفة، لاسيما جودته وسرعة إنباته التي كسرت الأرقام القياسية العالمية، مبشراً بإن العشب القطري سيكون مجرباً في أضخم حدث رياضي في العالم.
«الوطن» في جولة حصرية داخل أكبر مشتل بالشرق الأوسط تعرفت على مكونات المشتل العملاق الذي يخدم أكبر حدث على مستوى العالم، برفقة المسؤول الأول عن المشتل، المهندس ياسر الملا، ويطلعنا المهندس بحديث مفصل على أبرز إنجازات المشتل حتى الآن، وأول الملاعب المستفيدة منه، وحجم الإنتاج السنوي للمشتل، وأبرز البصمات القطرية في المشروع الفريد.
ما هو الملعب الأول الذي تم البدء بزراعته؟ وماهي الملاعب اللاحقة له وفقاً لخطة الإدارة، ومتى سيتم الانتهاء من زراعة جميع الملاعب ومحيطها؟
- يعد استاد البيت في الخور هو أول ملعب تتم زراعته من المشتل وقد بدأنا ذلك في يوليو 2018، حيث يتم نقل العشب إلى الملعب على شكل رولات قطع ملفوفة تبلغ طول الواحدة 12 مترا وعرضها 1.2 متر، وقد تمت زراعة محيط الملعب بالكامل.
أما بالنسبة للاستادات اللاحقة، فسيتم زراعة استاد الريان بعد شهرين تقريباً، ثم استاد الوكرة، ومن المخطط إنجاز كافة أعمال التشجير وزراعة الأرضيات داخل وخارج الملعب قبل استضافة البطولة خلال عام 2020، أي قبل الحدث بعامين.
وعن عدد الأشجار في استاد البيت، فسيضم 900 شجرة، وتمت زراعة نصف عدد الأشجار حتى الآن، والباقي جاهز تماما للزراعة، وسيتم إنجاز استاد البيت بالكامل مع مطلع العام المقبل 2019.
هل هناك شركات قطرية تساهم في تشجير وتجميل الملاعب؟ وما نسبتها من إجمالي مقاولي المشتل؟
- 100 % هي نسبة الشركات القطرية المنفذة للمشتل وأعمال الزراعة بأنواعها، حيث تساهم شركة السليطين وشركة النخيل وشركات أخرى محلية منتجة، ولا يوجد أي رأس مال أجنبي في مشتل زراعة أرضيات ومحيط كأس العالم 2022.
أما تعشيب وزراعة ملاعب كأس العالم في قطر 2022 فقد تطلب من أبناء الدولة التكاتف والتعاون وبذل المزيد من الجهد لإنجاز واحد من أضخم المشاريع الزراعية في المنطقة، وقد أوفت الشركات الوطنية بالتزاماتها تجاه مشتل كأس العالم، ووفرت جميع المعدات والأشجار والتقنيات الزراعية اللازمة، لإحياء الحدث داخل وخارج الملاعب وفي المناطق المحيطة بملاعب كأس العالم والأماكن الحيوية.
كيف تقاوم الأشجار والنباتات المزروعة درجات الحرارة المرتفعة؟ وما سبب اختيار منطقة أم صلال لإنشاء المشتل؟
- وقع اختيار موقع إنشاء مشتل كأس العالم في مدينة أم صلال نظراً لوجود محطة معالجة مياه شمال الدوحة، والتي تضخ المياه المعالجة لزراعة العشب والأشجار وهي من أفضل المياه في الزراعة، كما أن توافر الأرض يعتبرعاملاً مساعدا لإنشاء المشتل على تلك المساحة الشاسعة التي تزيد على مليون متر مربع.
أما عن تحمل الشجر والعشب لدرجات الحرارة المرتفعة، فلدينا أشجار محلية صحراوية تتحمل درجات حرارة مرتفعة نظراً لوجودها في الصحراء والبر مثل السمر والسدر والغاف، كما ان الأشجار المستوردة التي جاءت إلى قطر قديما أصبحت متأقلمة مع الأجواء الحارة في الصيف.
فالأشجار رقيقة للغاية ويمكن أن تعيش لسنوات كثيرة. لحماية الأشجار وللتأكد من نجاح عميلة النقل، فإنه يجب نقل الأشجار إلى مكان تتعرض فيه لأشعة الشمس من نفس الاتجاه دائماً. ويجب قطع الجذور بحذر بقطر متر واحد مع ترك التربة في الجذور دائماً. ولنقل الأشجار، يجب تغليفها جيداً وشذبها قبل إعادة زراعتها مرة أخرى.
وعن الأشجار التي تم استيرادها من أوروبا إلى المشتل، وتقدر بـ2500 شجرة كبيرة و2000 شجرة صغيرة، يتم التعامل معها من خلال مراحل علمية، المرحلة الأولى وهي مرحلة السكون، وذلك خلال فترة نقلها عبر الشحن البحري، أما المرحلة الثانية فهي مرحلة التهيئة، ويتم زراعة الشجرة في الظل لمدة 3 أشهر، ثم مرحلة الإنبات والترويض، وذلك بزراعة الشجرة في طقس معتدل.
وخلال شهور الصيف الحارة يكون هناك فاقد متوقع بنسبة 10 % من إجمالي عدد الشجرات المستوردة، إلا أن إدارة المشتل وصلت نسبة الفقد لـ 6% فقط، وهذا يعني كسر الرقم القياسي في نسبة الفقد لزراعة الأشجار في خارج بيئتها المعتادة.
ماهي أبرز الدول التي تم استيراد أشجار منها؟
- تم استيراد أشجار من أسبانيا، إيطاليا، الصين، تايلاند، الهند، وقبل استيراد الأشجار يتم فحصها على أرض الواقع والتأكد من جودتها وعلى هذا الأساس يتم اختيار الأشجار فهناك 54 نوعا مختلفا من الأشجار تم استيرادها وزراعتها لتزيين مداخل ومحيط الملاعب.
كما أن الحصار الجائر لم يمس مشاريع الدولة بصورة عامة أو المشاريع المتعلقة بكأس العالم 2022 وإيقاع العمل في المشتل، حيث أن الإجراءات السريعة التي اتخذتها حكومتنا الرشيدة حافظت على إيقاع العمل في جميع المشاريع، لاسيما ودفعت بالمنتجين القطريين لبذل مزيد من الجهد نظراً لتسارع الإنجاز الذي تشهده الدولة في جميع المجالات.
كم عدد العمال والمشرفين والمهندسين القائمين على المشتل؟
- يقوم على المشتل 40 موظفا، مابين المهندسين والمشرفين والعمال، يعملون على مدار الساعة من خلال ورديتين، وترجع قلة عدد الموظفين نظراً للاعتماد على التكنولوجيا الحديثة، واستخدام الحلــول الذكيــة التي توفر الأيدي العاملة.
كما ان هناك حاجة لتأهيل المزيد من الشباب القطريين للدخول في مجال الزراعة وتقنياتها، نظراً للطفرة التي تعيشها البلاد على جميع المستويات، خاصة وأن الدولة توجه بأهمية الاكتفاء الذاتي وزيادة الإنتاج المحلي من المنتجات الزراعية المختلفة، ونشيد هنا بدور المزارع القطرية المشاركة في المشتل والتي تطرح محصولها من المنتجات الزراعية في السوق القطري بجودة منافسة وأسعار معقولة.
كيف سيكون المشتل بعد انتهاء كأس العالم؟ وما مدى استفادة المجتمع من وجوده في المستقبل؟
- التخطيط المستقبلي الجيد يتطلب نظرة مبعدية لإحياء المناطق إعمالاً بمبدأ الإرث، فالمشتل سيتحول إلى منتزه عملاق ومتنفس لجميع سكان الدولة، كما سيشجع المستثمرين لإنشاء المجتمعات العمرانية بالقرب من تلك الحديقة الكبرى، ولدينا مثال على ذلك في حديقة اسباير، التي كانت تقع في منطقة محدودة الوجود السكني ثم تم إحياء المنطقة بالكامل وإنشاء المرافق والمجتمعات العمرانية بمحيطها.
حيث أن جميع مشاريع اللجنة العليا للمشاريع والإرث المتعلقة بكأس العالم تحقق مبدأ الاستدامة والإرث، حيث يعتبر المشتل أول مشروع يخدم كأس العالم مجسداً لمبدأ الاستدامة البيئية، ومن الممكن توسعته في المستقبل وزيادة الرقعة الزراعية بشتى أنحاء الدولة.
كيف أثرت وتأثرت قطر بالتجربة الفريدة لزراعة أرضيات ملاعب كأس العالم؟
- نحن اليوم ننتج العشب بعدما كنا نستورده من الخارج، فقطر اليوم تمتلك مركزاً لبحوث وتجارب العشب الرياضي، وهو الوحيد في الشرق الأوسط، حيث أن هناك التزامات واضحة تجاه مباريات كأس العالم في 8 ملاعب حديثة وكبيرة في مختلف المناطق، ورأينا أن ارتفاع الملاعب سيؤثر على العشب خاصة خلال الشتاء، فوصلنا لنوعية فريدة بعد إجراء تجارب على 36 نوع عشب رياضي في العالم، تتحمل تلك النوعية من العشب الظل وطقس الشتاء والصيف، كما يتحمل أية ظروف مناخية مفاجئة كالأمطار.
ولقد تنبهنا لجميع الأمور الطارئة على العشب أثناء المباراة، وقمنا بإنشاء مزرعة للعشب الرياضي بجانب كل ملعب، وهنا كســرنا رقما قياسياً جديداً بتقليص المدة الزمنية المستغرقة لإعادة زراعة وإنبات العشـب الرياضي من 18 ســاعة إلى 14 ساعة و30 دقيقة، ويتم زراعة العشب عن طريق الشركات المحلية، وقمنا بتجريب المشروع في استاد خليفة الدولي، وسجلنا رقما قياسياً آخر وهو الوصول لأسرع إنبات للعشب الرياضي في مدة لاتتجاوز 13 ساعة و30 دقيقة.
copy short url   نسخ
25/09/2018
2396