+ A
A -
عواصم- وكالات- لوح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بشن بلاده عملية عسكرية على مناطق شرقي نهر الفرات بشمال سوريا والخاضعة لسيطرة تنظيم «ي ب ك/ب ي د» الذراع السورية لمنظمة حزب العمال الكردستاني (بي كا كا) المصنف من قبل أنقرة محظورا.
ونقلت وكالة أنباء «الأناضول» التركية عن أردوغان قوله على هامش تواجده في مدينة نيويورك الأميركية للمشاركة في فعاليات الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن بلاده تعتزم اتخاذ خطوة مهمة تجاه مناطق شرقي الفرات مشابهة بالتي اتخذتها من قبل في غربي الفرات، وبالتحديد في مناطق درع الفرات وغصن الزيتون، شمال وشمال غربي سوريا.
وسبق وأن نفذت تركيا عملية عسكرية في منطقة عفرين السورية استهدفت تطهير المناطق الحدودية من مسلحي تنظيم «ي ب ك/ب ي د» الذين تعتبرهم أنقرة خطرا على أمنها القومي.
وفيما يتعلق بالوضع في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، جدد الرئيس التركي التأكيد على أن بلاده عملت على تفادي وقوع كارثة إنسانية ومجازر بحق المدنيين هناك، في إشارة إلى الاتفاق الذي توصل إليه مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين مؤخرا حول إنشاء منطقة منزوعة السلاح على امتداد خط التماس بين النظام السوري والمعارضة بحلول الـ 15 من أكتوبر المقبل.
من جهة أخرى انتقد الرئيس التركي تقاعس المنظمات الدولية بما فيها مجلس الأمن الدولي عن القيام بدوره إزاء ما يحدث في سوريا وفلسطين.
وحول القضية الفلسطينية، أكّد أن بلاده لن تترك القدس المحتلة، ضحية للمطامع الإسرائيلية، لافتا إلى أن «العديد من البلدان التي تتشدق بالديمقراطية لا تنبس ببنت شفة إزاء القتل الوحشي للمدنيين الفلسطينيين». الى ذلك أكد أردوغان، أنه ينتظر دعما روسيًا، لمحاربة التنظيمات الإرهابية مثل، «بي كا كا» و«ب ي د» و«ي ب ك».
جاء ذلك في مقال للأردوغان، نشرته صحيفة كوميرسانت الروسية، أمس، حول العلاقات التركية- الروسية.
وأعرب الرئيس التركي عن أسفه لاستمرار الدعم الكبير الذي تقدمه الولايات المتحدة بشكل خاص لميليشيات «ب ي د- ي ب ك»، خلال الفترة الأخيرة.
وأضاف «تركيا لم ولن تسمح في أي وقت من الأوقات، بوجودٍ أي من الكيانات الإرهابية على حدودها».
وبخصوص ما يتعلق بالاتفاق الروسي- التركي الأخير في مدينة سوتشي، حول إدلب، قال أردوغان: «أعتقد بضرورة بقاء المعارضة السورية المعتدلة داخل إطار العملية السياسية، وهذا أمر هام وضروري من أجل مواصلة العمل بلقاءات جنيف وأستانة».
وشدد على أنّ بلاده رفضت مرارا المحاولات الرامية للقضاء على المعارضة السورية المعتدلة عن طريق وسمها بالإرهاب.
وأوضح أن قوات المعارضة ستواصل بقاءها في المناطق الخاضعة لها، فيما ستعمل بلاده مع روسيا على تحديد الجماعات المتطرفة، والعمل على إيقاف أنشطتها في هذه المنطقة.
وقال أردوغان: قرّرنا في سوتشي، إنشاء منطقة منزوعة السلاح بين المناطق التي تسيطر عليها المعارضة والنظام.
واستطرد الرئيس التركي في مقاله، قائلاً: نمضي قدما في اتخاذ الخطوات اللازمة من أجل تطوير علاقاتنا على صعيد مشروعات الطاقة المشتركة والاستثمارات المتبادلة، إضافة إلى التعاون على الصعيد الإنساني والثقافي. والاثنين الماضي، أعلن الرئيسان التركي، رجب طيب أردوغان، والروسي فلاديمير بوتين، خلال مؤتمر صحفي بمنتجع سوتشي، اتفاقا لإقامة المنطقة منزوعة السلاح في إدلب. ويعد الاتفاق ثمرة جهود تركية دؤوبة ومخلصة، للحيلولة دون تنفيذ النظام السوري وداعميه هجومًا عسكريًا على إدلب؛ آخر معاقل المعارضة، حيث يقيم نحو 4 ملايين مدني، بينهم مئات الآلاف من النازحين.
بموازاة ذلك طرح وصول قوات تركية خاصة (كوماندوز) إلى نقاط المراقبة التركية، تساؤلات عن ما إذا كانت أنقرة قد بدأت بتنفيذ بنود اتفاق إدلب، لا سيما منها المتعلقة بإنشاء منطقة عازلة خالية من السلاح، بين المعارضة والنظام.
وتباينت آراء المراقبين حول قراءة هذه التحركات، ففي حين اعتبر بعضهم أن التحركات التركية بوادر ومؤشرات على شروع تركيا فعليا بتنفيذ الاتفاق، فقد أكد قيادي عسكري من المعارضة أن «تحركا تركيا لم يسجل بعد في هذا الخصوص». وأضاف القيادي العسكري في «الجبهة الوطنية للتحرير» النقيب عبد السلام عبد الرزاق، أنه «للآن ما زال الوضع على الجبهات كما كان عليه قبل توقيع الاتفاق». لكنه مقابل ذلك، أشار إلى أن «من المرجح أن تشهد الجبهات بوادر تنفيذ الاتفاق خلال الأيام القليلة القادمة»، محذرا في الوقت ذاته من عدم التزام روسيا بتعهداتها، بالقول: «لنا تجارب في اتفاقات مع روسيا والنظام، ونعلم مدى خداعهم». مؤكدا على استعداد المعارضة لكل الاحتمالات، أضاف عبد الرزاق: «لن يتغير شيء على الجبهات، وسنبقى دائما في جاهزية كاملة وسنواصل التدريب ونراقب جبهاتنا لنكون على استعداد لأي مستجدات».
copy short url   نسخ
25/09/2018
1942