+ A
A -
عواصم -وكالات - «الجزيرة نت» - تواصل المعارضة بريف حلب تحصين مواقعها العسكرية تحسبا لأي هجوم أو خرق لإتفاق الهدنة من قبل قوات النظام ومليشياته، وذلك رغم الاتفاق التركي الروسي الذي ينص على إقامة منطقة عازلة في إدلب شمالي سوريا.
وخفت حدة التوتر بريف حلب بعد الاتفاق في إدلب المجاورة حيث كان الجيش السوري الحر التابع للمعارضة يعد مقاتليه ويدعم جبهاته تحسبا لهجوم النظام، أما الآن فيقول إنه يتخذ موقفا دفاعيا التزاما بالاتفاق.
وقال قائد فرقة الحمزة (التابعة للجيش الحر) سيف أبو بكر إنهم يحافظون على حالة التأهب لأنهم لا يضمنون هدوء الجبهات، فقد تطرأ تغييرات بالساحة السياسية في أي وقت مما يستلزم الحذر والجاهزية القتالية.
وكان النظام قد استقدم تعزيزات إلى الجبهات بريف حلب خلال الأسابيع الأخيرة، مما دفع المعارضة إلى تعزيز قواتها بالطرف المقابل وحفر الخنادق وإقامة السواترِ الترابية، وما زالت حتى الآن تعزز قواتها على خط التماس متوعدة النظام بقدرتها على المواجهة بأي لحظة.
وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان الاثنين عن توصلهما لاتفاق لإقامة منطقة منزوعة السلاح بمحافظة إدلب بعمق ما بين 15 و20 كلم، وذلك بحلول 15 أكتوبر المقبل. وكان وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان قد صرح إن تركيا طلبت من فرنسا «دعم» الاتفاق الروسي التركي حول محافظة إدلب السورية في مجلس الأمن، وذلك بحسب مقابلة مع صحيفة «لوموند» تُنشر السبت.
واعتبر وزير الخارجية الفرنسي الذي تشغل بلاده مقعدا دائما في مجلس الأمن أن «التحذيرات والضغوط التي مارسناها في مواجهة خطر حصول كارثة إنسانية وأمنية (في إدلب) كانت مفيدة».
وشدد على أهمية الدور الذي لعبته فرنسا خصوصا بعد فشل الدول الراعية لمحادثات أستانا في التوصل لاتفاق في قمة طهران وأشار إلى «مطالبة تركيا فرنسا بالتحرك في مجلس الأمن لدعم الاتفاق (الذي توصل إليه الرئيس التركي رجب طيب اردوغان) مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول إدلب».
وأعلن مصدر دبلوماسي فرنسي أن الاتفاق التركي الروسي قد يتم تبنيه «بواسطة قرار في مجلس الأمن أو بيان» صادر عنه، مضيفا أن الأمر «قيد» البحث في نيويورك.
وتعقد الأمم المتحدة الأسبوع المقبل جمعيتها العامة الثالثة والسبعين في نيويورك حيث يتوقع أن يطغى موضوع إدلب على النقاشات.
الى ذلك أعلن الجيش التركي، امس، انتهاء قواته من تسيير دورية جديدة على طول الخط الفاصل بين مناطق «درع الفرات» ومنبج شمالي سوريا، بالتنسيق مع الولايات المتحدة.
وأوضحت رئاسة أركان الجيش في بيان، أن القوات التركية والأميركية نفذت دورية منسقة ومستقلة في الخط المذكور وهي الدورية 49 من نوعها.
وفي 18 يونيو الماضي قال الرئيس رجب طيب أردوغان إن عناصر تنظيم «ي ب ك/بي كا كا» الإرهابي غادروا مواقعهم على الحدود التركية مع منبج، موضحا أن تطهير المنطقة من الإرهابيين بشكل كامل سيتم على مراحل.
وتمكنت القوات التركية والجيش السوري الحر خلال عملية «درع الفرات»، من تطهير مناطق واسعة من الريف الشمالي لمحافظة حلب بينها الباب وجرابلس، من تنظيم «داعش»، في الفترة أغسطس 2016 - مارس 2017، ما أتاح لآلاف السوريين العودة إلى ديارهم.
من ناحية اخرى نشرت صحيفة ( آي «البريطانية مقالا للكاتب البريطاني باتريك كوبرن بعنوان «الغرب أجبر الأسد على الارتماء في حضن بوتين».
ويقول الكاتب إن الخبراء والمحللين يتشككون في الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس التركي رجب طيب إردوغان للحيلولة دون هجوم تشنه قوات نظام الاسد ضد المعارضة المسلحة في إدلب.
ويرى كوبرن إن شكوك الخبراء يمكن تفهمها لأنه إذا تم تطبيق الاتفاق، ستفقد القوات المعارضة للأسد قوتها تماما، حيث سيتم خلق منطقة منزوعة السلاح تشرف عليها روسيا وتركيا، وسيؤدي إنشاء هذه المنطقة إلى خسارة كبيرة في المناطق التي يسيطرون عليها. كما ستفقد المعارضة المسلحة السيطرة على الطرق السريعة التي تمر عبر إدلب وتربطها بمدن حلب واللاذقية وحماه التي تسيطر عليها الحكومة.
ويضيف أن الاتفاق قد يصعب تطبيقه، نظرا لاختلاف جماعات المعارضة المسلحة وأهدافها، فما الذي، على سبيل المثال، سيجعل جماعة تتبع فكر القاعدة مثل «هيئة تحرير الشام» تتخلى عما يمنحها القوة وهو سلاحها.
ويضيف أن النظام السوري قال إنه سيلتزم بالاتفاق، ولكنه يرى أنها لن تلتزم به لفترة طويلة، لأنه قد تيى أن من الأنسب له أن يسيطر على إدلب تدريجيا واستعادتها تدريجيا من المعارضة المسلحة.
يرى كوبرن إن «أهم نتيجة دولية للحرب في سوريا حتى الآن هو أنها مكنت روسيا من أن تستعيد مكانتها كقوة عظيمة».
copy short url   نسخ
23/09/2018
2181