+ A
A -
جاسم إبراهيم فخرو
شخص تقلد مقاليد الإدارة في إحدى الجهات الحكومية.. فقدمنا له المباركة وقد جاء إلى منصبه القيادي في مكانه الجديد وهو متحمس للتطوير بعد تراكم خبراته.. وقبل أن يدفأ مكانه وفي أيّام قليلة علمت أنه تقدم باستقالته وفضّل التقاعد.. سألته لماذا؟ فجاوبني (تعبت)..
وشخص آخر يرجع من بريطانيا وفِي يمينه شهادة الماجستير التي كان يسعى من خلالها لتجويد عمله لخدمة وطنه وما أن جلس على كرسيه أتفاجأ بأنه فضّل التقاعد وهو في أوج
قوته.. سألته لماذا والسبب أيضا (تعبت)!! وأكاد أجزم أن هناك الكثير من أصحاب كلمة (تعبت) التي يجب أن نضع تحتها أكثر من خط نظراً لمعانيها التي قد تمثل قاموسا من المعاني.
التقاعد هو إضرار للمواطن والوطن.. ولا شك في ذلك، أن للوطن طموحات تناطح السحب ويجب أن تتحقق على أيدي أبنائه وفكرهم وعلمهم.
كلمة (تعبت) أراها مفزعة ومؤلمة للوطن ومستقبله.. فالدولة لا تشجع التقاعد وهذا أمر محسوم وتحاول بجد مقاومته لأنه خسارة لكلا الطرفين الفرد والدولة.. ولكن هل المسؤولين في الأجهزة الحكومية وشبه الحكومية يعون هذه الحقيقة؟!
إن اليأس الذي يصل إليه الموظف المواطن لن يؤدي إلّا لانتكاسة وخسارة الوطن الذي يهيئ أبناءه من تعليم بكافة مراحله وصحة ليستفيد من علمهم وخبراتهم وعافيتهم.. ثم ينهيها بعض المسؤولين بجرة قلم بكل استهتار وبدون نقاش ضاربين بعرض الحائط أمل الوطن!
واجب الدولة أن تدافع عن حق مستقبلها وصيانته ومعرفة معنى (تعبت) لأناس في أوج طاقتهم وقوتهم وعلمهم والخروج بأنفسهم عندما وصلوا لمرحلة النضج المهني بسبب اليأس؟!
لماذا تعبت؟ ولِمَ اليأس؟! سؤالان مهمان إذا تم حلّهما فسوف تصحح الكثير من الأمور.
copy short url   نسخ
23/09/2018
4841