+ A
A -
فاليتا -قنا- تحت الرعاية الكريمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، تم افتتاح المعرض الدولي المتنقل لمتحف الشيخ فيصل بعنوان «مجلس حوار الثقافات» في نسخته الأولى، ويستمر حتى 28 أكتوبر المقبل في عاصمة الثقافة الأوروبية فاليتا، بجمهورية مالطا.
وجاء الافتتاح بحضور فخامة الرئيسة ماري لويس كولييرو بريشا رئيسة جمهورية مالطا وعدد من الوزراء والمسؤولين هناك، ومن الجانب القطري سعادة السيد صلاح بن غانم العلي وزير الثقافة والرياضة، وسعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري وزير الدولة، وسعادة الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني مالك متحف الشيخ فيصل، وعدد من كبار المسؤولين القطريين والمهتمين.
ويقام المعرض بالشراكة مع هيئة متاحف قطر وتراث جمهورية مالطا ومكتب اليونسكو بالدوحة واللجنة الوطنية للتعليم والثقافة والعلوم بقطر، ويشتمل على مجموعة مميزة من قطع متحف الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني، حيث يتضمن نحو 50 قطعة من بين أكثر من 300 ألف قطعة في المتحف، وسيجول عددا من الدول الأوروبية بعد مالطا، المحطة الأولى في هذه الجولة، ومنها العاصمة الفرنسية باريس مقر «اليونسكو» ثم إلى النمسا، ألمانيا، هولندا، روسيا، والمملكة المتحدة حتى نهاية عام 2020.
والسمة الرئيسة للبرنامج، هي وجود المجلس، حيث ستعقد حوارات ثقافية على شكل مؤتمرات، ومحادثات توعوية وأنشطة أخرى لتحفيز الحوار بين الشرق والغرب، وبين الأجيال المختلفة، وبين الماضي والمستقبل. والمجلس هو المكان المناسب لحوار الأفكار وعقد اجتماعات من قبل أشخاص تتنوع خلفياتهم، ولقاءات حول أمور ذات أهمية وقيم ثقافية.
وخلال حفل الافتتاح تقدمت فخامة الرئيسة ماري لويس كولييرو بريشا رئيسة جمهورية مالطا في كلمتها بالشكر إلى حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى، على دعمه للثقافة ورعايته لهذا المعرض،مشيرة إلى أن العاصمة فاليتا هي عاصمة أوروبا الثقافية، وأن بلادها تعد جسرا لمرور الثقافات في قلب البحر الابيض المتوسط.
وأكدت أن المعرض يساهم في تحقيق مزيد من السلام وتنويع الثقافات، حيث تعد الثقافة العربية أحد أعمدة الموروث العالمي، داعية إلى تكاتف الجهود من أجل الاحتفاء بالتنوع في جميع أشكاله.
ومن جانبه، قال سعادة السيد صلاح بن غانم العلي وزير الثقافة والرياضة:« يكتسب هذا المعرض أهمية خاصة بفضل الرعاية السامية لسمو أمير البلاد المفدى، ويعتبر حدثا عالميا لكونه يعكس الروابط الحضارية التي تسعى دولة قطر لتأكيدها مع دول العالم، حيث يعزز المعرض قيمة الحوار الحضاري بين الأمم، ودور دولة قطر في تكريس هذه القيمة التي تسمح للإنسانية بالتقدم انطلاقا من النظر إلى الماضي باعتباره خازنا لتجارب الإنسانية وينبوعا للاعتبار».. مؤكدا أنه لا تقدم للشعوب دون أخذ العبرة من هذا الماضي المشترك، والذي ساهمت فيه جميع الشعوب على اختلاف ثقافاتها.
وأضاف أن المعرض يعكس بوضوح قيمة التنوع وأثر حوار الثقافات، وانفتاح الشرق على الغرب، ليؤكد على أن التعايش مبني على الحوار وقبول الآخر واحترام ثقافته، معتبرا أن المجلس هو المكان التقليدي للتعلم والمناقشة والحوار والمشاركة والموجود في كل منزل داخل منطقة الخليج العربي، وهو الآن موجود في قلب قصر الرئاسة.. مشيرا إلى تسامح وكرم الشعب القطري وحبه الضيافة وحب الاطلاع على الثقافات، موضحا أن هذا المعرض نفسه يمثل الجزء الأول من مشروع أوسع نطاقا يهدف إلى مد جسور التواصل بين الأشخاص والمعتقدات والثقافات عن طريق تقديم منصة للحوار المحترم والبناء.
ومن جانبه،أشاد سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري وزير الدولة، في كلمة له بالمناسبة، بمبادرة سعادة الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني.. مشيراً إلى أنه ضرب المثل بأن جعل القطاع الخاص رديفاً للقطاع العام في الثقافة، كما أن لمؤسسته نشاطا كبيرا في الثقافة، حيث وعى بأهمية الثقافة مبكراً، وجمع من الآثار والتحف والقطع النادرة ما لم تصل إليه بعض الدول.. لافتاً إلى أن المعرض يأتي تنظيمه من أجل إشعاع أكبر لهذه الثقافة خارجياً من أجل التفاهم والتبادل الثقافي لإظهار الوجه الحقيقي لقطر الذي يقوم على احترام الثقافة والشعوب والحوار والتفاعل مع الثقافات الأخرى، مؤكدا أن معرض مجلس حوار الثقافات، ليس مجرد معرض يتضمن قطعاً جميلة وهادفة فحسب، بل هو مثال يكشف كيف يمكن للتحف الفنية أن تحكي قصة تشابك الثقافات المختلفة.
وبدوره، قال سعادة الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني صاحب هذه المبادرة:« نحن ممتنون للثقة التي أولاها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، ونؤمن بأن التعاون مع اليونيسكو يخدم الدور القطري في الحفاظ على التاريخ والثقافة والتقاليد، للأجيال القادمة.. أعتقد أن هناك دورا للمجتمعات في تحقيق التقارب بينها بعيدا عن السياسة، معربا عن أمله في أن يشكل هذا المتحف المتنقل مساحة للحوار الثقافي تعزز هذا التقارب والتآخي، خصوصا لما يحتويه من تحف قيمة جرى جمعها من دول ومناطق مختلفة من العالم».
وأضاف: القطاع الخاص ليس المال والأعمال فقط، فالشركات الراعية للحدث اليوم أثبتت أيضا ان مجتمع الأعمال يقوم بدوره المجتمعي والثقافي بمشاركة منظمة (اليونسكو) في المحافظة على التاريخ، والثقافة، والتقاليد حتى تتمكن الأجيال القادمة من التعلم والاستفادة، وبالتالي إثراء المجتمع والتأثير عليه بطريقة إيجابية.
وفي كلمة مماثلة، أوضح سعادة الدكتور أون بونيتشي وزير العدل والثقافة المالطي، أن التحف الأثرية والفنية، والمجموعات التراثية وجميع أشكال التراث التي أثثت معرض مجلس حوار الثقافات، تمثل مصدراً خصباً لإثراء الثقافة الإنسانية، وتساعد في تعزيز والمحافظة على التنوع والحوار الثقافي بين الأفراد حول العالم، معربا عن شكره دولة قطر لحرصها منذ وقت مبكر على الاهتمام بالتنوع الثقافي وحوار الثقافات وحوار الأديان وتعزيز قيم التسامح والسلم والأمن في العالم.
جدير بالذكر أن متحف الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني تم تأسيسه عام 1998، في الحصن القطري الكبير بمزرعة السمرية، ويتميز بتصميمه الخارجي المبهر.
copy short url   نسخ
19/09/2018
3826