+ A
A -
حاوره- جليل العبودي
تركت خسارة الدحيل أمام بيرسبوليس الكثير من علامات الاستفهام التي تبحث عن إجابات حقيقية وواقعية بعيدا عن الرتوش، لاسيما أن الفريق كان قد وضع قدمه الأولى في نصف نهائي دوري أبطال آسيا بعد أن سجل الهدف الأول في ملعب طهران، وهو الذي فاز بهدف وحيد بالدوحة، وقال الكثيرون إن الدحيل أنهى الأمر بعد الهدف ومن ثم تقدم بهدف بالشوط الأول، لكن الحقيقة المؤلمة أن الفريق افتقد إلى صواب الرؤية الفنية والتعامل الواقعي مع مجريات اللقاء في الشوط الثاني، وسرح المدرب معلول بعيدا عن المباراة وذهب خياله إلى مسافة بعيدة جدا، رغم أنه كان بحاجة إلى التعادل ليتأهل لأول مرة إلى نصف نهائي دوري أبطال آسيا، و العديد من النقاد وضع الدحيل عطفا على ما كان يقدمه في مجموعته وما تلاه من أداء وما حققه من نتائج في الصف الأول بل المرشح الأبرز للوصول إلى النهائي والحصول على اللقب وهو الذي لا يحتاج إلى شيء من لاعبين يشار لهم بالبنان، ودعم من إدارة النادي إلا استجيب له، لكن للأسف كل ذلك تبخر خلال «15» دقيقة عندما دخل الهدف الثاني بعد أن كان التعادل كافيا، وأضاع الحلم قبل سبع دقائق من نهاية المباراة بهدف ثالث هز شباكنا!
كل ذلك ما كان ليحصل لو أحسن الجهاز الفني في التعامل مع المباراة وإدارتها بعقلية الباحث عن الفوز أو المتحسب له، لكن المدرب نبيل معلول فقد بوصلته ولم يعثر عليها ليغادر الدحيل البطولة وكان الأوفر حظا في الوصول إلى النهائي فيها والقدرة على خطف اللقب، ومن اجل أن نغور في أعماق الدحيل وأسباب خسارته والأداء المثير للجدل آثر الوطن الرياضي أن يلتقي الإعلامي الكبير والمعلق القدير احمد الطيب ليضع النقاط على الحروف بكل وضوح وبصراحة. وكان مدخلنا في الحوار مع الطيب السؤال التالي:
كيف تصف خسارة الدحيل ومغادرته دوري الأبطال في إياب ربع النهائي؟
- إن خروج الدحيل من ربع نهائي دوري أبطال آسيا أمام بيرسبوليس حلم تحول إلى «كابوس» وانه من المرات القليلة التي يكون فيها للأخطاء الفنية دور رئيسي بالخسارة، مع أخطاء فردية واضحة وتساقط بعض اللاعبين أمثال مدابو وبريك، وان ذلك يؤشر انهما غير مؤهلين لليوم الصعب، ومع ذلك أقول إن الأخطاء الفنية السبب الرئيسي فيما حدث، ويجب ألا نعزف على أسطوانة المساكني غاب وغير موجود وهو صار له فترة طويلة غائب وموضوعه انتهى وفقا للإصابة والجراحة التي أجراها، ومن أتى بدلا منه لاعب جيد وهو البرازيلي اديملسون، وكريم بو ضيف رجع وحالته ليست جيدة، فأين المشكلة؟، لذا أقول انت أفقدت نفسك اهم عنصر «هيبة» لك وان الدحيل أضاع الهيبة بيده بجلوس العربي على الدكة وهو احد هدافي دوري الأبطال، كما أن الدحيل أضاع هوية، و«استايل» الفريق باختيار طريقة لعب لم يعتاد الفريق عليها هي 4 / 3 / 2 / 1 بدلا من 4 / 2 / 3 / 1، ومن انك تغير بالهيكل وتغيير بالهيبة التي عرف بها الدحيل، وهما يمثلان شخصية الفريق، ومن الطبيعي مع الوقت بحضور 70 أو 80 ألفا بوجود شباب صغار مثل بسام ومدابو وسلطان ان يحصل انهيار.
الشلل يخترق الفكر التدريبي
ألا تعتقد إنه كان ممكناً مع قليل من الحكمة الفنية أن يعبر الدحيل منافسه الإيراني؟
- نعم بالتأكيد ولكن المدرب جاء على فريق يلعب ويقدم كرة جميلة، وهو يريد أن يقدم كرة جملية وهو متعادل، «ياعم انسى خذ المكسب وروح» وأنا قلت إن كابيلو في آخر سبع دقائق كان يمسك لاعبين واحدا باليمين وآخر بالشمال حتى لو سجل ضده هدف يمكن أن يزج بهذا أو سجل فريقه هدفا يمكن أن يدفع الآخر، ونحن بعد سبع دقائق من الهدف الثالث في الدحيل لم نغير، وتشعر انه أصيب بالشلل في التفكير، ورغم ما يضمه الدحيل من نجوم وهيمنته محليا إلا أنه لم يفلح خارجيا. قال الطيب الحقيقة أن الموسم الحالي كان الدحيل أكثر موسم مهيأ أن يحصل على البطولة وليس الوصول إلى نصف النهائي أو النهائي، ولو وصل إلى نصف النهائي كان اصبح رابع فريق قطري يصل إلى نصف النهائي مع السد وام صلال والجيش، ولا أعتقد انه يعوزه شيء، وكان يفترض أن تكون هناك جلسة مصارحة بعد خسارة الدحيل أمام الريان، والتعادل مع الريان في الدوري، ولم يكن الدحيل بالصورة التي عهدناه فيها، وان الوتيرة العامة لأدائه الكبير تراجعت، ولو حصل وتم تأشير ذلك لربما استفاد منها الفريق كثيرا وكان ربما بإمكانه أن يتجاوز مطب الإياب في طهران.
خليفة خميس قادر أن يعود بالدحيل
لماذا كان يحتاج الدحيل إلى جلسة؟
- كان واضحا أن هناك حالة غير طبيعية في التفكير ويبقى مؤشر الخسارة يطل برأسه، كما انه مؤشر خلل في النواحي الفنية وليس مجرد غياب لاعب، وحول الدحيل إلى أين قال الطيب، انها كلمة قالها الأخ جمال عبيد المحلل في برنامج المجلس «زعلني حينها كثيرا» عندما قال إن زمن الدحيل انتهى»، وأنا زعلت انه كتب هذا وانتقد من الكثيرين، وأنا هنا أقول إن الدحيل يبدو انه سيمر بأزمة ثقة، ونتمنى ألا يمر بها، وان كل فريق يمر بما مر به الدحيل يمكن أن يتأثر سلبا لكن إدارته قادرة ومن خلال خليفة خميس الذي يملك حاجتين جيدتين أولاهما انه كان لاعب كرة قدم ويملك ثقة في نفسه والثاني هو صاحب قرار بالنادي، لذا أقول انه قادر أن يعيد للفريق هيبته ويضعه على الطريق الصحيح.
الدحيل لا يعاني شيئاً ولكن!
هل هناك خلل في مجموعة اللاعبين؟
- لا أعتقد أن هناك خللا بمجموعة اللاعبين كأفراد ولا يجب مهاجمتهم وهم مميزون ولكن الإشكالية كانت في التغيير الفني وشخصية الإدارة الفنية، لكن كما قلت كعناصر وتكوين فريق متكامل ولا يعاني من شيء إطلاقا «يعني كما يقال انه كامل الأوصاف»، وربما يحتاج لاعب سوبر في قلب الدفاع سريع، لان لوكاس مدافع بطيء جدا جدا، وقد يكون لاعبا جيدا والكرة بقدمه، ونحن في الوطن العربي نقيم المدافعين بأدوارهم الهجومية، والمدافع إذا سدد كرة أو سجل نقول الله جيد، مع أن المدافع مهمته الأساسية الدفاع وإفشال المهاجمين والتصدي لهم، وان هذه النظرة يفترض أن تتغير ونضع الأمور في نصابها السليم.
copy short url   نسخ
19/09/2018
2309